هيا بنا نلعب

هيا بنا نلعب

هيا بنا نلعب

 العرب اليوم -

هيا بنا نلعب

بقلم : أسامة دعبس

مستوى حارسي المرمى كريم هنداوي ومحمود خليل "فلفل" السبب في خروج منتخب كرة اليد من الدور الأول لمنافسات اللعبة بدورة الألعاب الأوليمبية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.. إهدار أحمد الأحمر لرمية السبعة أمتار في الثانية الأخيرة أمام البرازيل، وكذلك إضاعة إسلام حسن لانفراد كامل في نفس المباراة، أضاع على منتخب مصر فرصة التأهل لدور الثمانية.. نحن نلاعب أقوى منتخبات العالم، وظهرنا بمستوى مشرف أشاد به الجميع، لذلك كان من الطبيعي ألا نتجاوز الدور الأول، ومجرد التأهل للأوليمبياد إنجاز كبير.. تلك هي المبررات التي يحاول تسويقها مسئولو اتحاد اليد بواسطة البعض ممن يتخذون التطبيل عملا يقتاتون منه أو هواية اعتادوا عليها ولا يستطيعون العيش بدونها، وتقبل ضمائرهم تحطيم لاعبين لهم تاريخ كبير مع كرة اليد لمجرد إلهاء الناس وإبعادهم عن الجهاز الفني بقيادة مروان رجب، وعدم تعرضه لأي نقد؛ حتى يستمر أطول فترة ممكنة في مكانه برعاية خالد حمودة رئيس الاتحاد.

من شاهد منافسات اللعبة بالأوليمبياد يعلم جيدًا أنها النسخة الأسهل في التاريخ، وكان بإمكان الفراعنة الذهاب فيها بعيدًا، والتأهل بكل سهولة إلى ربع النهائي حتى التأهل للمربع الذهبي، لكن القيادة الفنية كانت السبب الرئيسي في الفشل، وكل المتخصصين يدركون ذلك، لكنهم لا يبوحون به لأسباب عديدة أقلها عدم الإحراج.

سنقول هنا الحقيقة مجردة، ليس للتقطيع كما يظن "المطبلاتية" ولكن أملا في الإصلاح الذي هو غايتنا، حتى لا تتدهور النتائج أو تسير الأمور للأسوأ.. المنتخب لعب في دورة مستواها الفني أقل بكثير من كل الدورات الأوليمبية السابقة، فمن كان يتوقع تذيل السويد للمجموعة الثانية، وتأهل بولندا كرابع عن نفس المجموعة بفارق نقطة واحدة عن مصر صاحبة المركز الخامس، وتأهل قطر كرابع عن المجموعة الأولى وهي وصيفة بطل العالم في النسخة الماضية، كما ظهرت كل المنتخبات بمستوى متذبذب للغاية، حيث خسرت ألمانيا من البرازيل، وتعادلت قطر مع تونس التي خسرت من الأرجنتين، فكل الأمور كانت واردة في الدورة، وكل الفرق كانت تملك حظوظا في التأهل.

المنتخب المصري جاء خامسًا في مجموعته بثلاث نقاط من أصل 10 نقاط، أي بنسبة 30% تقريبا، ورغم ذلك يخرج مسئولو الاتحاد ويؤكدون أن المستوى في تطور، وحصل المنتخب على نقاطه من الفوز على السويد والتعادل مع البرازيل، بينما خسر أمام بولندا وسلوفينيا وألمانيا، وسجل 129 هدفًا، وهو أقل معدل في مجموعته، وسجل 143 هدفًا ليأتي في المركز قبل الأخير في مجموعته وقبل منتخب البرازيل.

أهداف المنتخب- له وعليه- تؤكد أن هناك مشكلة في الهجوم، وكذلك في الدفاع، خاصة إذا علمنا أن أكثر من 70% من الأهداف التي دخلت مرمانا جاءت عن طريق الجناحين، كما أن المنتخب طوال الدورة لم يسجل سوى بضعة أهداف لا تتخطى أصابع اليد الواحدة عن طريق أجنحته، وهو ما يجعلنا نتساءل كيف سافر مروان رجب إلى البرازيل بدون جناح أيسر "ونج لفت"؟ وكأن مصر لا تمتلك لاعبا في هذا المركز، رغم أن مروان نفسه اعتمد على حسام خضر في بطولة أفريقيا، وحصل على لقب أفضل جناح في البطولة.

اختيارات مروان رجب أثارت العديد من الأسئلة، منها: لماذا اختار ثلاثة لاعبين في مركز "الهاف" ومثلهم في مركز "الفرود" وتجاهل لاعبين كانوا من الممكن أن يكونوا إضافة قوية للمنتخب؟ كما أن المدير الفني لم يستفد من كل إمكانيات لاعبيه، بل كان سببا في ابتعاد أكثر من لاعب عن مستواه.

"رجب" مع كل الاحترام والتقدير لم يستطع تثبيت تشكيله، كما أن تغيراته كانت غريبة في معظم الأوقات، وكان السبب الرئيس في الهزيمة أمام سلوفينيا والتعادل أمام البرازيل بالخطط التي اعتمد عليها أثناء المباريات، وطريقة توجيه اللاعبين حتى الوقت المستقطع الذي أصبح الشغل الشاغل للشارع المصري بعد سماع توجيهات مروان للاعبيه عبر التليفزيون جعل البعض يُطلق على خططه "هيا بنا نلعب".

الهزيمة واردة في الرياضة بكل تأكيد، لكن تحميلها للاعبين للقضاء عليهم بهدف استمرار مروان رجب في منصبه هو جريمة تستوجب المحاسبة على الأقل.. محاسبة الضمير إذا لم يكن قد مات.. ادعموا مروان رجب.. اجعلوه مديرًا فنيًّا للأبد، لكن ليس على جثث لاعبين كبار صنعوا تاريخًا كبيرًا لكرة اليد المصرية، وأفنوا حياتهم في ملاعب كرة اليد.

كل التحية للاعبين الذين كانوا فقط يحتاجون لإدارة فنية جيدة للإبداع في البرازيل، ولا سامح الله من جعل منتخب مصر حقل تجارب، ومدرسة لتعلم الإدارة الفنية، وصنع سيرة ذاتية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيا بنا نلعب هيا بنا نلعب



GMT 18:06 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل بطولة لـ "يد مروان"

GMT 21:52 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

بين قوسين .. هشام حطب

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab