ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة

ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة!

ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة!

 العرب اليوم -

ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة

بقلم: جمال اسطيفي

تغريدات تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، والتي يتحدث فيها بشكل مهين عن ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، لابد أن ننقلها من سياقها الرياضي إلى السياسي، ذلك أنه بات واضحا أن الحكام الجدد للسعودية لا ينظرون بعين الرضا إلى الموقف المحايد الذي اتخذه المغرب تجاه الأزمة الخليجية، حيث رفض الاصطفاف، وانتصر لمنطق الحكمة والتعقل، مفضلا أن يمارس سيادته واستقلاليته، وأن يظهر أكثر توازنا في علاقاته بالفرقاء الخليجيين، وأن يتجنب أخطاءه السابقة.

لقد كانت رسالة المغرب وقتها واضحة جدا، ومفادها أن البلد الذي أرسل قواته لليمن للمشاركة في حرب لا تعنيه إرضاء للسعودية هو نفسه الذي أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية نحو قطر.
لذلك، تغريدات آل الشيخ الذي يشغل في الوقت نفسه مهمة رئيس الهيئة العامة للرياضة بالسعودية، ويعمل مستشارا لولي العهد، هي انعكاس لهذا الوضع، علما أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها العلاقات بين المغرب والسعودية إلى هذا التشنج.

لقد ظل المغرب والسعودية يشكلان قطبا واحدا رغم التباعد الجغرافي بينهما.

لقد شارك المغرب في حرب الخليج دفاعا عن الأراضي السعودية، وقطع علاقاته مع إيران، وشارك في حرب اليمن التي فقد فيها عددا من أبنائه، رغم الرفض الشعبي للمشاركة في حرب بلا معنى، بل إن المغرب دفع فاتورة ثقيلة لهذه الحرب الخاسرة.

لقد كان كثيرون يعتقدون أن تغير الحكام في السعودية والمغرب من الصعب جدا أن يؤدي إلى خلخلة ثوابت العلاقات المغربية والسعودية، أو أن يفرط في الإرث التاريخي للعلاقات بين البلدين، لكن يبدو أن الوضع قد تغير اليوم.

إن رسالة مستشار ولي العهد السعودي تقول بكل وضوح، إنك أما أن تكون ذيلا لي، أو فإنك بالضرورة ضدي، بل إننا إزاء ابتزاز سياسي في ملاعب الكرة، بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

فعندما يقول تركي آل الشيخ بكل فجاجة مخاطبا أعلى سلطة في المغرب، "خلي الدويلة" تنفعك، في إشارة إلى قطر، فإننا وصلنا إلى قلة الاحترام، وهو ما يستدعي موقفا صارما من وزارة الخارجية، فالمغرب يحتاج بدوره إلى أن يعرف بكل وضوح من معه ومن ضده، ذلك أنه مؤلم جدا أن تصوت إيران للمغرب في ملف تنظيم مونديال 2026، ولا تصوت لك السعودية، بل وتقود حملة ضدك مباشرة بعد أن تم وضع ملف الترشيح لدى الاتحاد الدولي "فيفا".


بقلم: جمال اسطيفي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة



GMT 14:16 2018 الإثنين ,30 تموز / يوليو

التغيير الإداري

GMT 18:32 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

هيئة الرياضة ورؤساء الأندية..!!

GMT 09:13 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

تركي آل الشيخ يخاطبكم!!

GMT 16:19 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

ابتزاز سياسي على ملاعب الكرة!

GMT 13:50 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

رئيس الاتحاد العربي..هل ضاعت البوصلة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تكشف نتائج تحقيق جديد حول مقتل 6 رهائن قبل تحريرهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab