بقلم -جمال اسطيفي
حالة غضب عارم تسود بين أنصار فريق الوداد، بسبب نقل مباراة الإياب التي ستجمع بين الوداد وصانداونز الجنوب أفريقي إلى مدينة الرباط، بدل ملعب محمد الخامس، الذي سيتم إغلاقه من أجل إصلاحه استعدادا للمباراة التي ستجمع بين المنتخب الوطني والغابون ضمن الجولة الخامسة من تصفيات مونديال 2018 بروسيا..
لن يكون الوداد الوحيد الذي سيتضرر من القرار، فالرجاء بدوره سيكون ملزما بالبحث عن ملعب بديل.
والذي زاد من حدة الغضب أكثر بين أنصار الوداد، هو تراجع أداء الفريق الذي لم يعد يقنع، بسبب رحيل أبرز لاعبيه الأجانب، إما بسبب انتهاء عقودهم أو عدم إدارة المفاوضات بمهنية ودقة عالية، ناهيك عن ضعف التعاقدات، وتراجع مستوى أداء بعض ثوابت الفريق، دون الحديث عن سوء الفهم الكبير بين رئيس الوداد والمدرب الحسين عموتة وحالة اللامبالاة في تدبير مرحلة ما بعد الفوز بالبطولة..
لقد وصل الاستياء ببعض أنصار الوداد إلى درجة الحديث عن أنهم لن يشجعوا المنتخب الوطني أمام الغابون، وهو على أية حال أمر غير قابل للتصديق، وانفعال لحظي، سيذوب بلا شك عندما يأتي موعد المباراة ويتم عزف النشيد الوطني، فلم ولن يرضى أنصار الوداد أو غيرهم أن يسجل عليهم التاريخ أنهم ناصروا منتخبا غير منتخب بلادهم بالدار البيضاء..
لكن ثمة علامات استفهام ملحة في هذا الموضوع، ولعل أبرزها، لماذا كل هذا الإصرار على إجراء مباراة الغابون بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، إذا لم يكن جاهزا، ومن المفروض إغلاقه من جديد، علما أن آخر مباراة رسمية خاضها "الأسود" بهذا الملعب تعود إلى ثماني سنوات، وكانت لمكر الصدف أمام منتخب الغابون مرة أخرى، حيث آلت لزملاء أوبامياونغ بهدفين لواحد.
أليس في ربوع المملكة ملاعب جاهزة بإمكانها أن تكون مسرحا لمباراة تحتاج إلى حالة من التعبئة والهدوء والدعم غير المشروط، وهل من المقبول أن محمد الجواهري مدير شركة كازا إفنت التي تتولى تسيير وتدبير مركب محمد الخامس، لم يكن على علم بإغلاق الملعب، بل إن وسائل الإعلام نقلت له تصريحات يؤكد فيها أن الملعب لن يغلق !
وما الذي دفع الفرنسي هيرفي رونار إلى أن يفرض إجراء المباراة بالدار البيضاء، ففي نهاية الأمر مكان إقامة مباريات المنتخب الوطني ليس من اختصاص المدرب، بل إنه من اختصاص الجامعة..
أما السؤال الأهم الذي يسبب صداعا مزمنا في الرأس، فهو ذاك المتعلق بهذا المسلسل الذي لا ينتهي لإغلاق ملعب محمد الخامس، والذي يكشف غياب الرؤية، وضعف المسؤولين، فالملاعب في أوروبا و الخليج تغلق للإصلاح ولا أحد يشعر بذلك، هذا دون الحديث عن الملاعب التي يتم بناؤها حديثا في ظرف قياسي لا يتجاوز 18 شهرا.