أتعبتنا الفاتنة

أتعبتنا الفاتنة!

أتعبتنا الفاتنة!

 العرب اليوم -

أتعبتنا الفاتنة

بقلم - عيسى الجوكم

أتعبتنا الحروف وسَبَحْنا بها في بحر الكلمات، نركض في مضمارها دون كلل أو ملل، أخذت منا السنين دون أن نشعر، سهرنا في حضرة جمالها ليالي، وعجز يجارينا في عشقها عنترة لعبلة وقيس لليلى وروميو لجولييت.

الساحرة أتعبتنا ولم تتعب، رحيق جمالها أحرقنا ولم تحترق، وكلما قررنا الطلاق زادت في نشر مفاتنها لتغوينا من جديد بخصال شعرها ونثرها وأسطرها وقصصها وفصولها.
بعيونها نرسم المسير، ومن نهرها نشرب عذب الكلام ونكتبه، وبعناوينها ننام ونصحى، في كل يوم ترمي حبالها لاصطيادنا، تتلذذ في فرز أناملنا حد الإدمان، تتفنن في أعاصيرها لننحني لرياحها ونخضع لسحرها.

نسأل كغيرنا ألم يمت حرفك ويبتل ورقك؟!
يقولون (الكيبورد) أخمدك، والفضاء صوب نحوك ألف (سكود) والطائر الأزرق الصغير جعلك جنازة تنتظر الدفن.. فلم العناد أيتها الفاتنة.. لماذا لا ترفعي الراية البيضاء.. وترمي بمنديلك في محيط التكنولوجيا.. ألم تسمعيهم يقولون (دقة قديمة)!!
يقولون لم تعد قهوة الصباح.. ولم يعد كربونك ذا رائحة محببة، فالجهاز الصغير كتب نهايتك.

بربك وصلنا إلى الفضاء حتى تسرب الملل بداخلنا، لكننا عجزنا عن الوصول لهذه اللحظة معك.
تقولين يا هذا.. الباقي فروع وأنت الأصل، ولكننا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، فليس هناك أصل وفرع مع موضة القرن الجديد.يا ساحرة الحرف وفاتنة الكلمة أريحينا من همك

اليومي، وانسي ما قد مضى.. ألم تكتف بركضنا طوال هذه السنين؟!
يا بلاط صاحبة الجلالة أقدم لك استقالتي أو إقالتي سميها ما شئت، فقد أتعبني المسير في طرحك وعنوانك ومراهقتك.. لكنني أعترف لك أنني عاجز عن هجرانك، ففي كل مرة أعلن ابتعادي أعود صاغرا أطلب الصفح والسماح، كأنك قدري.​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أتعبتنا الفاتنة أتعبتنا الفاتنة



GMT 14:34 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

الوجه الخفي

GMT 12:41 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

القادسية يجني ثمار لغة الهدوء

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab