حسام نور الدين
كشف الميركانو الكروي الشتوي عن خيبة أمل كبيرة لجماهير الكرة المصرية، إذ لم يكن يتوقع أحد أن يتحول نجوم الكرة المصرية إلى هذا المصير، وأن يصبح نجوم كبار سطعوا في سماء الملاعب مطرودين من أنديتهم ويتسولون اللعب بأي أجر ولأي نادٍ حتى نهاية الموسم، فهذه النهاية الدرامية كانت مصير نجوم من عينة أحمد حسام ميدو، ومحمود عبدالرازق شيكابالا، ومحمد زيدان وعمرو زكي، وفشل المواهب ليس جديدًا على الكرة المصرية، ويمتد منذ سنوات طويلة، ولكن السقوط من القمة إلى القاع، كان مختلفًا مع هذه المجموعة من اللاعبين التي صالت وجالت في أكبر ملاعب العالم .
إن أحمد حسام ميدو يستحق الشفقة على مشواره الكروي، فاللاعب الأعسر هرب من الزمالك في سن الشباب إلى صفوف جنت البلجيكي وانتقل منه إلى أياكس أمستردام الهولندي وصنع اسمًا لامعًا وتغنت به جماهير الكرة في العالم العربي كله، لينتقل منه سلتافيغو الإسباني، وبعدها انتقل إلى صفوف نادي مرسيليا الفرنسي، وحقق معه إنجازات عدة، ليخوض تجربة جديدة ولكن غير موفقة في نادي روما الإيطالي، وقرر بعد ذلك الانتقال إلى إنكلترا ولعب لأندية توتنهام، وميدلسبره، وويغان ووستهام يونايتد ثم قضى فترة في الزمالك، وعاد إلى آياكس مرة أخرىن قبل أن ينتهي به الحال في نادي بارنسلي في دوري القسم الثاني، والذي قام بفسخ عقده لينتهي به الحال من دون نادٍ خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعدما فشل اللاعب في إنقاص وزنه، ورفض حتى الزمالك عودته مرة أخرى، لينتهي مشوار اللاعب إكلينيكيًا، بعدما كان يلعب أساسيًا في أوروبا على حساب نجوم من عينة ديديه دروغبا مهاجم تشيلسي السابق وزلاتان إبراهيموفيتش لاعب باريس سان جيرمان الحالي وفرانشيسكو توتي كابتن روما الإيطالي .
وثاني هذه المواهب التي قضت على نفسها محمود عبدالرازق شيكابالا، الذي يجمع الكل على أنه أحد أمهر من أنجبتهم الكرة المصرية في تاريخها، ولكن المشكلات كانت العنوان الأبرز لمسيرة الفتى الأسمر الذي هرب أيضًا من الزمالك إلى باوك اليوناني، وقدم رحلة مميزة للغاية وزامل النجم البرازيلي ريفالدو والذي قال عنه وقتها " كيف لمصر ألا تحصل على كأس العالم إذا كانت تملك لاعبًا مثل شيكابالا " غير أن اللاعب عاد لنادي الزمالك واستمرت مشكلاته مع مدربيه وزملائه وجمهوره، قبل أن يحط رحاله في نادي الوصل الذي بدأ معه بشكل مميز، ولكن عاد للمشكلات التي جعلته يلقب ببالوتيللي العرب لكثرة مشكلاته، مما أجبر إدارة ناديه على فسخ عقده بعد 6 شهور فقط في النادي، ليصبح من دون نادٍ، وأيضًا يتحفظ الجهاز الفني للزمالك على عودته، وهو اللاعب الذي كان الجميع يتوقع له أن يلعب لأكبر أندية أوروبا بفضل مهاراته الفائقة.
أما محمد زيدان، فهو مثال حقيقي لانهيار الأسطورة، فاللاعب الذي ترك مصر في سن صغيرة وانتقل إلى الدنمارك وقدم مستويات رائعة، جعلته يلعب لأكبر أندية ألمانيا، وهما فيردربريمن وبروسيادورتموند، وحقق معهما لقب الدوري، وكان قريبا من الانتقال إلى الأرسنال الإنكليزي، وحقق مسيرة رائعة مع ماينز، ثم عاد إلى الإمارات وتحديدًا نادي بني ياس يجر أذيال الخيبة في سن مبكرة، وظل اللاعب يكرر تصرفاته الصبيانة وأزماته مع المنتخب المصري، وناديه إلى أن قامت إدارة النادي بفسخ تعاقده لمصلحة ضم مواطنه المصري محمد أبوتريكة، ليصبح من دون نادٍ حتى إشعار أخر، بعدما كانت جماهير مصر والعالم العربي تتغنى باسمه وبمهاراته الخارقة في عالم كرة القدم.
والرابع عمرو زكي "بلدوزر مصر" الذي ظهر وتألق مع نادي إنبي، وهاجر بعدها إلى الدوري الروسي، قبل أن يعود للزمالك، وينتقل منه إلى ويغان الإنكليزي، وينافس على لقب هداف الدوري، ويصبح مرشحًا بقوة للانتقال إلى ريال مدريد الإسباني أو ليفربول الإنكليزي، إلا أن السقوط في الهاوية سرعان ما جاء، ليفشل اللاعب ويصفه مدربه ستيف بروس بانه أسوء محترف تعامل معه، بعدما كان اللاعب المفضل لديه، وليقضي بعدها فترات غير موفقة في الزمالك وهال سيتي والعودة للزمالك من جديد، وانتهى به المطاف مطرودًا من نادي الايزجسبور التركي، ليجد نفسه من دون نادٍ حتى نهاية الموسم على الرغم من إمكان عودته للدوري المصري أو اللعب في العراق .
نماذج السقوط كثيرة في الملاعب المصرية، ومنها عمرو سماكة ومصطفى عفروتو، وإبراهيم سعيد ومحمد طلعت وغيرهم كثير، ولكن القاسم المشترك في مطاريد الميركانو الشتوى من اللاعبين المصريين أن ميدو وشيكابالا وزيدان وزكي، كانوا يلعبون في أكبر أندية العالم، وانتهت مسيرتهم في عالم التألق في سن صغيرة، مما يثير الجدل حول فشل المحترفين المصريين في الخارج" .