بقلم : يسار الخصاونة
لم يكن عند أجدادنا مدارس، ولا مناهج تدريس، كان المسجد وحده المدرسة، والقرآن هو المنهاج، والشيخ بسلوكه وقوله المعلم فكان الأجداد ابناء هذه البيئة الطيبة، يعرفون الحق ويميلون إليه ويعرفون الباطل ويبتعدون عنه، ونقلوا كل الذي تعلموه في المسجد إلى بيوتهم وأحسنوا تربية أبنائهم مع وجود الزوجة الصابرة المؤمنة التي تقف إلى جانب زوجها في تربية الأبناء، ونحن الأبناء كنا نلتزم بتعاليم الوالدين فأطعناهما، واحترمنا الجار، وخدمنا الكبير، وعطفنا على الصغير، وابتعدنا عن العصبية، وأجلنا أعراسنا لأن موت أحد من القرية يجرح أفراحها ويبكينا بلا استثناء، فكان البناء وتشيد البيوت وتشارك الجميع وقسمة الرغيف والإصلاح بين الأخوة ديدن الكبار، هو ما ورثناه اليوم ليصبح ظاهرة في بلدتنا العصية الحبيبة.
هذه البيوت التي تربينا فيها كم نشتاق إليها اليوم ونشتاق إلى من رحل من الأعزاء فيها مستشعرين عتابهم وخجلنا من شحيح الوفاء، مدركين كم نحن بحاجة إلى المزيد من المحبة لأجل أن نحمي أجيالنا المقبلة، ورحم الله كل من سنّ سنة حسنة فينا والله من وراء القصد .