بقلم : سليمان أصفهاني
من الواضح أن جميع محاولات صناعة النجوم في الوقت الحالي لم تكتمل وبقيت ناقصة ومشوشة وغير مرفقة بالاستمرارية وبعضها آني وينتهي مع نهاية أغنية أو فيديو كليب أو حتى برنامج تلفزيوني وتلك الناحية غير خفية على أحد ونصادفها باستمرار منذ توقف عجلة برنامج "استديو الفن" الذي لم يكتب له التوفيق الكلي للنسخ الأخيرة منه عبر محطة "إم تي في"، حيث لوحظ أن ثمة فراغ تركه المخرج سيمون أسمر خلفه ليس في مجال برامج الترفيه وحسب وإنما في إطار صناعة نجومية أهل الفن وهي الحرفة التي امتلك مفاتيح أسرارها منذ عام 1974 وكانت بداية العصر الذهبي للإضاءة على مواهب غير تقليدية وصلت إلى الأضواء بلا إمكانيات إنتاجية أو تقنيات تلفزيونية متطورة لأن حينها كان تلفزيون لبنان الرسمي هو المحطة الوحيدة التي خرجت من خلالها تلك الطاقات الواعدة فبرز وليد توفيق ومنى مرعشلي وأحمد دوغان وراغب علامة وغسان صليبا وماجدة الرومي وآخرين وبات " أسمر " عراب النجوم انطلاقًا من لبنان وصولًا إلى الوطن العربي فيما أتت الخطوة الأبرز عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" التي شرعت له أبوابها ومن هناك جرت سبحة الإنجازات وفق سياسة ربما تكون ديكتاتورية لكنها في نفس الوقت حملت مجموعة من الإيجابيات التي توسعت آفاقها حتى تحولت إلى جامعة فنية قادرة على صقل الموهبة وتلميعها وبالتالي أخذها إلى ضفة النجومية المطلقة وكانت التجارب غنية بأصوات عاصي الحلاني ومعين شريف ونوال الزغبي وكلودا الشمالي ووائل كفوري ورامي عياش وفارس كرم وميريام فارس وزياد برجي وغيرهم من الفنانين.
ولم يكن سيمون أسمر ملاكًا وقد حصل على نسبة وصلت إلى 50% من مدخول نجومه وعبر عقود احتكار وصلت إلى 10 سنوات وأكثر وكان يتحكم في كل شاردة وواردة ويغيّب هذا ويلقي الضوء على ذاك لكن أمام كل تلك الأمور بقي صانع النجوم الأول في الوطن العربي ومن دون منازع وصرفت من بعده ملايين الدولارات على المواهب الجديدة كي يصار استنساخ تجاربه لكن من دون جدوى؛ وعودته أخيرًا إلى شاشة التلفزيون من خلال برنامج " صوتك شغلة " ربما اقتصرت على حضوره في لجنة الحكم ولم تكن هناك فرصة ليستعيد شبابه في مجال تصنيع النجومية إلا أن إطلالته حملت نوعًا من الأمل الجديد لكل الراغبين في الشهرة الملموسة التي يعرف تمامًا كيف يدير دفتها ويضع النقاط المناسبة فوق حروفها وكأن ما يملكه خاص للغاية ويكمن في موهبة نحت الفنانين وتقديمهم ضمن إطار يقنع الناس ويحصد قبولهم ودعمهم وثقتهم، فسيمون أسمر رغم أخطائه بقي آخر صناع نجومية الجيل الفني الذهبي.