بقلم ـ سهير عبدالحميد
تجربة مختلفة خاضها صناع فيلم "بشتري راجل " الذي تم طرحه في موسم عيد الحب، فرغم أن فكرة الفيلم صادمة ويسيطر عليها الطابع الغربي من ناحية فكرة "سنغل مازر" لكنهم بذكاء شديد جعلوها تتم في إطار شرعي حيث تدور أحداث الفيلم حول بنت في منتصف الثلاثينيات من عمرها ناجحة في عملها لكن تفقد الثقة في الرجل بسبب تجربة عاطفية فاشلة واجهتها في بداية حياتها وفي نفس الوقت حلم الأمومة يراودها فتقرر عمل إعلان باسم مستعار تتطلب فيه متبرع بـ"حيوانات منوية " في مقابل مادي مغرٍ.
وعندما تجد شخص مناسب تخبره أن هذا سيتم في إطار الزواج الذي سيتم بشكل سوري حتى ينسب الطفل لأبوه وسرعان ما تتحول العلاقة إلى حب حقيقي وينتهي النهاية السعيدة التي يرضى عنها الجمهور وتكون مناسبة للدين والشرع والعادات والتقاليد الشرقية على عكس الفكرة الغربية التي تنتهي فيه العلاقة بعد أن تحقق فيه المرأة حلم الأمومة بعيدا عن الزواج.
الفيلم قدّم وجبة كوميدية رومانسية متكاملة ضربت عدة عصافير بحجر واحد حيث قدمت مؤلفة شابة وهي إيناس لطفي ومنتجة ذكية وواعية وهي دينا حرب التي تعرف كيف تقدم فيلمًا متكاملًا وتسوق له بذكاء من خلال صفحة شريهان التي أطلقتها كدعاية للفيلم على "فيسبوك"، وحققت جدلًا واسعًا واتضح أنها هي نفسها بطلة فيلم "بشتري راجل" ويحسب لدينا خوضها تجربة الإنتاج وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها والإنتاج فيه مغامرة.
أما الفنانين فقد قدمت نيللى كريم دورًا كوميديًا وشيكًا كانت في حاجة لها في هذا التوقيت بعد أن أصبح مطلبًا جماهيريًا منها أن تغير جلدها بعد جرعة النكد التي قدمتها في أعمالها الأخيرة، وأيضا يقدم الموهوب محمد ممدوح في دور البطولة للمرة الأولى وجسده باقتدار وحرفية شديدة وأثبت أنه فنان متلون يقدم الكوميدي والتراجيدي بنفس الجودة لكن يؤخذ عليه بعض المشاكل في مخارج الألفاظ في نطق بعض الكلمات وإن كانت لم تؤثر كثيرا مع تفاعل الجمهور مع الفيلم.
وهناك وجوه شابة متميزة من خلال "بشتري راجل " مثل دور خال البطل الفنان الشاب محمد حاتم الذي تمتع بخفة دم كبيرة رغم أن بدايته بأدوار تراجيدي في مسلسلات مثل "طريقي" و"غراند أوتيل " والفنانة ليلة عزالعرب التي جسدت شخصية الأم، أما قائد العمل المخرج محمد علي فعاد إلى شاشة السينما بعد أن ركز في السنوات الأخيرة على الدراما التلفزيونية.