شيماء مكاوي
كنت أريد أن أعرف معلومات عن الفنان الراحل محمد عوض وعندما أجريت بحث على مواقع الإنترنت وجدت موضوع بالكامل يؤكد أن الفنان محمد عوض كان قارئ جيد للفنجان وكان يقرأ الفنجان للزملاء من الفنانين وعلى الرغم من قدرته على قراءة الفنجان إلا انه كان يرفض أن يقرأ الفنجان لنفسه.
ولكنه ذات يوما قرر أن يقرأ الفنجان لنفسه فذهب إلى أحد المتخصصين في قراءة الفنجان، الذي أكد له هبوط مؤشر نجاحه وأن هذا سيحدث بسبب حقد المحيطين به وهو ما جعله يشعر بالحزن الشديد وأن هذا ما حدث معه بالضبط عندما انتشرت أفلام المقاولات وأبتعد تدريجيا عن الفن .
تلك القصة عندما قرأتها جذبتني جدا فهي معلومة جديدة لم أكن أعرفها من قبل عن تلك الفنان ولكن كنت أريد التأكد منها من مصدر موثوق .
فقمت بالتوجه إلى الفنان الكبير علاء عوض نجل الفنان الراحل محمد عوض وهو صديق مقرب وبالتأكيد لم يخفي علي الحقيقة، وسألته هل محمد عوض قارئ جيد للفنجان؟ فنظر إلى مندهشا وقال لي ماذا تقولين فكررت عليه السؤال فضحك كثيرا وقال لي من أين جئتي بهذه المعلومة الثمينة فقلت له من أحد مواقع الإنترنت وهو موقع موثوق به.
فرد عليَّا قائلًا: "هذا بعيد تماما عن الصحة"، واستطرد حديثه قائلًا: "محمد عوض كان لا ينظر إلى الحياة بتلك النظرة أو لم يكن يشغل باله بمثل هذه الأشياء مثل قراءة الفنجان أو الكف أو مثلا أن يقول أحد له أنت محسود أو فلان يعمل لك سحرا وما إلى ذلك".
وأكد أنَّ "محمد عوض حياته مليئة بمواعظ ودروس وأعمق مما يتخيل أحد فعلى الرغم من أنه كان فنان كوميديان إلا أنه كان له طريقة خاصة في تربيتنا أنا وأخوتي عادل وعاطف وكان له طريقة خاصة في التعامل مع الأصدقاء، فمثلا لا أحد يعرف أنه شريك في المسرح مع الفنان فؤاد المهندس في جميع مسرحياته الأخيرة التي عرضت بالألوان وكان أيضا زوج مختلف مع زوجته الراحلة قوت القلوب، وكل هذه الأشياء تركها الجميع ليخترع قصة من نسج الخيال وهي أنَّ محمد عوض قارئ للفنجان.
ومن هذه الرواية أردت أن أقول إنَّه مهما كان موقع الإنترنت موثوق فيه وبه معلومات ثمينة لا يمكن أن نأخذها كما هي ونصدقها ونرددها ونحكيها إلا بعد التأكد من مصدر الخبر وحياة الفنانين بها أشياء كثيرة ومعلومات ثمينة لا يمكن التعرف عليها إلا بالرجوع إلى المقربين لهذا الفنان لاسيما إذا كان فنان له تاريخ فني طويل مثل الفنان الراحل محمد عوض، الذي صنع لنفسه مدرسة كوميدية خاصة به وحده ولا يوجد أحد يستطيع أن يقلده أو يسير على نفس طريقته.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول رحم الله فنانًا بحجم محمد عوض الذي استطاع أن يقدم أعمالا مهما شاهدناها لا يمكن أن نشعر الا بالسعادة والمتعة.