سليمان أصفهاني
من الواضح أن السباق التلفزيوني الرمضاني كان له وقعه الخاص في الأوساط الشعبية العربية بعد أن لجأت بعض محطات التلفزة إلى الترويج الإعلاني المكثف لإنتاجها من البرامج والمسلسلات الدرامية حيث برزت المنافسة الدعائية بقوة وبشكل يفوق حتى مضمون بعض الأعمال التي أتت على شكل واجهة براقة فارغة من الداخل والغريب أن حتى هذه اللحظة هناك من يدّعي أنه كان الأول وأن غيره في الصفوف الثانية والثالثة دون أن يكون هناك برهان منطقي لتلك الأوهام التي تصب في خانة الاستعراضات الإعلامية غير الواقعية واللافت في هذا العام هو كثافة الإنتاجات في المجال الدرامي وبشكل يعوض النقص الذي بدى واضحًا في العامين الماضيين نتيجة ما جرى في دولتين هما خزان للدراما العربية والمقصود سورية ومصر.
مسلسل "مريم" الذي قامت ببطولته الفنانة هيفاء وهبي لم تصل أصدائه إلى العديد من الدول العربية ربما نتيجة حصرية العرض أو لوجود ثغرات أبعدت الجاذبية عن العمل رغم أن بطلته تتمتع بشعبية استثنائية لكنها في نفس الوقت ليس باستطاعتها أن تفرض تلك الحالة على حضورها الدرامي لأن هناك أعمالًا خلفها أشخاص متمرسين في مجال التمثيل وليس بإمكان هيفاء التأثير عليهم على الإطلاق لكن في المقابل كانت هناك حملة تفيد بأن " مريم " حقق اكتساحًا في العام الحالي وهذا طبعًا بحسب الحملات الدعائية التي من المفترض أن لا تقول غير ذلك, علمًا بأن وهبي في العام الماضي لم تلفت الانتباه في مسلسل " كلام على ورق " بعد أن ورطها المخرج محمد سامي بصورة بعيدة عنها وعن طبيعتها والتلقائية التي تتمتع بها بعكس ما حدث معها من قبول في فيلم " دكان شحاتة" .
في المقابل دخل أكثر من مسلسل في دوامة التراشق الإعلامي لإثبات الوجود وكأن الحصول على استحسان الناس يتم بقوة الدعاية والإعلان فهناك من خرج ليقول إن مسلسل "بنت الشهبندر" قلب الموازين في الدراما فكان الرد عليه أن "تشيللو" هو الحالة الاستثنائية الوحيدة التي يمكن اعتمادها كبوصلة للفن الدرامي الجيد وهنا يطل علينا من يستنكر ويؤكد أن "ذهاب وعودة " العمل الأكثر انتشارًا و قبولًا وفي المقلب الآخر يوجد من يؤيد مسلسل " أستاذ ورئيس قسم" وأمام كل ذلك كان برنامج " رامز واكل الجو " محط أنظار الجميع من معارضين ومشككين ومؤيدين, وهكذا بقيت عملية الأخذ والرد دون أن نصل إلى نتيجة منطقية تفيد بشفافية أي عمل كان الأكثر رواجًا في سباق شهر رمضان الذي ليس من المفهوم لماذا يصر البعض على تحويله إلى مساحة للتجارة الدرامية وليس العبادة .
وفي الخلاصة من الواضح أن الصراع الإعلاني شتت انتباه الناس وجعلهم أمام عراك علني لم يضف إلى الانتاج الدرامي أي شيء.