بقـلم -الدكتور فايـز أبو حميـدان
الدورة الشهرية هي عبارة عن تغيرات طبيعية شهرية تحدث للمرأة نتيجة تفاعلات هرمونية متعددة تؤدي إلى نضوج البويضة وانتقالها من المبيض إلى الرحم وحدوث الحمل، وأي خلل يحدث في هذا المجال لا يؤدي إلى الحمل أو نمو الجنين داخل الرحم، يوجد هناك الكثير من طرق منع الحمل التي من الممكن أن تلجأ إليها السيدة في حال رغبتها في عدم الإنجاب، وتترأس هذه الطرق تناول حبوب منع الحمل، وذلك لدقتها وسهولة استخدامها والنتائج الإيجابية التي من الممكن الوصول إليها رغم كل المضاعفات، التي سوف نتحدث عنها في هذا المقال.
يتم قياس طرق منع الحمل بمقياس "Pearl-Index PI"، الذي يقيس نسبة الحمل غير المرغوب به لكل 100 امرأة بعد ممارسة الجماع لمدة عام، فكلما كان المقياس قليل كلما ارتفعت دقة وتأثير الطريقة المتبعة، فمثلاً تبلغ النسبة من 2-12% عند استخدام الواقي الذكري "الكوندوم"، ومن 2-4 في آلالف عند استخدام حبوب منع الحمل.
يبلغ عدد السيدات اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل في العالم 104 مليون امرأة، وتتكون حبوب منع الحمل من نوعين من الهرمونات الأول هوالأستروجين والثاني البروجسترون وبتركيزات مختلفة، حيث يتم تناولها 21 يوم من كل شهر واخذ استراحة لمدة أسبوع أثناء وجود الدورة الشهرية، وتعيق هذه العقاقير خروج البويضة من المبيض وتُحدِث تَغيُّر في لزوجة الرحم وعنقه مما يمنع أو يعيق دخول الحيوانات المنوية إلى الرحم، وبالتالي تقلل من نسبة حدوث الحمل.
وهناك أنواع متعددة من حبوب منع الحمل تعتمد على نوع مادة البروجسترون الموجودة فيها وعلى نسبة الاستروجين، وتحظى بجوانب إيجابية عديدة أهمها دقة الأداء، ومنع تكون أكياس مائية في المبيض، وحماية الجلد من الالتهابات وتكوّن ما يسمى بحب الشباب، ولعل أهم مضاعفاتها حدوث صداع، نزيف، أو وزيادة في الوزن في بعض الأحيان، بالإضافة إلى حدوث تجلطات الدم، مما يؤدي في حالات نادرة إلى حدوث جلطة الرئة وفي حال عدم الانتظام في تناولها يؤدي هذا الوضع إلى مشاكل متعددة ومختلفة.
أما بالنسبة إلى الطرق الأخرى كاللولب العادي أو اللولب الهرموني فتتراوح دقتها بين "0.9-3 PI"، ويكون تأثيرها لمدة محدودة من 3-5 أعوام، ويتم بعد ذلك إزالة اللولب أو تبديله .
اللولب النحاسي يفرز كمية ضئيلة من النحاس تؤدي إلى قتل الحيوانات المنوية، أما اللولب الهرموني فهو يفرز كمية من الهرمونات، وتأثيرها يشبه مفعول حبوب منع الحمل، وما يميز طريقة منع الحمل باستخدام اللولب هو سهولتها في أنها تتم مرة واحدة كل أعوام، ولكن يوجد لدى بعض السيدات حساسية ضد مادة النحاس وقد يؤدي انحراف اللولب إلى حدوث نزيف خلال الشهر أو أحيانًا إلى التهابات.
أما الطرق الأخرى مثل استخدام لاصقات منع الحمل أو المواد الكيميائية فنتائجها حتى الآن غير مشجعة، كما أن استخدام طريقة الإبر طويلة المدة والتي تُعطى لمدة ثلاثة اشهر محفوفة بمضاعفات كثيرة منها ظهور أعراض حالة سن الإياس ومشاكل أخرى، ومن الطرق الحديثة هو زراعة أنبوب تحت الجلد "Implant" يحتوي على هرمونات له فوائد كثيرة وبعض المضاعفات، التي تماثل طرق منع الحمل الهرمونية، ولكن دقة هذه الطريقة متناهية للغاية وتبلغ من "0-0.8 PI"، أما الطرق ذات الدقة المتناهية فهي إغلاق أبواب فالوب بعملية جراحية مثل التنظير، ولكن إمكانية حدوث الحمل بعد ذلك تكون شبه معدومة.