إدمان الموبايل

إدمان الموبايل

إدمان الموبايل

 العرب اليوم -

إدمان الموبايل

بقلم الدكتورة : عصمت حوسو

يعتبر مرض "النوموفوبيا" من الأمراض نفساجتماعي الحديثة في العصر الحالي، فهو شكل من أشكال القلق ولكن بصبغة حديثة؛ فيظهر بسبب التوتر الناجم عن استخدام أدوات العولمة في العصر الحديث بطرق (سلبية)، ويسيطر شعور الخوف على الشخص المصاب به في حال عدم توافر جهاز (الهاتف الذكي: الموبايل) في متناول اليد بسبب فقدانه أو نسيانه، أو في حال عدم كفاءة الجهاز بسبب نفاذ شحن البطارية، أو انتهاء الرصيد، أو عدم وجود تغطية لشبكة الانترنت. فيبدأ الشخص بالشعور بالقلق لاعتقاده أنه منقطع عن العالم الخارجي بسبب انقطاعه عن شبكات التواصل الاجتماعي وانقطاعه عن التواصل مع العائلة والأصدقاء.

ينتشر هذا المرض بين الرجال والنساء على حد سواء ولكن تفوق نسبة انتشاره بين الرجال عن النساء، كما ويتركز انتشاره في الفئة العمرية ما بين " ١٨-٢٤"

أعراض النوموفوبيا :

- عدم القدرة على إطفاء جهاز الهاتف الذكي بأي حال.

- الاستمرار في التشييك على الرسائل النصية والتلفونات الواردة بشكل هوسي.

- التشييك بشكل مكثف على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى: كالفيس بوك، تويتر، انستغرام، الواتس اب وغيرها. 

- التشييك في التطبيقات الأخرى التي يتم تحميلها في الهواتف الذكية.

- التشييك على شحن بطارية الهاتف باستمرار.

- اصطحاب جهاز الهاتف الذكي في جميع الأماكن حتى أثناء استخدام الحمام.

ومن الأعراض المتقدمة الأخرى للنوموفوبيا:

- التخلي عن أو نسيان مواعيد الأكل والشرب و عدم الاندماج والتمتع في المناسبات الاجتماعية بسبب الانشغال في الهاتف الذكي.

- ظهور حالة من الهلع في حال فقدانه أو نسيانه أو نفاذ البطارية أو كونه خارج التغطية.

- نزول المزاج لأي سبب يرتبط بالهاتف الذكي.

- الشعور بالإرهاق العام أو التعب الجسدي بسبب كثرة استخدامه.

ويتطور النوموفوبيا من القلق "رهاب انقطاع التواصل الاجتماعي عبر أجهزة الهواتف الذكية"، الى الإدمان على استخدام وسائل التواصل الحديثة بجميع أشكالها. ويمكن علاج هذا المرض سواء كان في مستوى القلق أو حتى في مستوى الإدمان، وإذا وصل الشخص إلى حالة الإدمان وأيقن أنه مدمن من "وعيه الذاتي"، وقناعته الشخصية فعندئذ يتم علاجه كما يتم علاج الإدمان مع بعض الاختلافات حسب تقدير الطبيب، وأشارت بعض الدراسات إلى أنه في حال وصول الشخص المصاب بالنوموفوبيا إلى حالة الإدمان فستظهر عليه الأعراض الانسحابية تمامًا كما تظهر في حالة الإدمان على العقاقير أو الهيروين أو الكحول. 

قد لا يسبب هذا النوع من الإدمان الأضرار الجسدية كما يسبب الإدمان السابق ذكره، ولكنه يسبب أضرار جسدية ونفسية واجتماعية بشكل آخر لا تقل خطورة عنه. 

لقد أدى التلميح إلى تصنيف النوموفوبيا كمرض إلى حالة من الجدل بين المختصين والمختصات في هذا المجال، فهناك من يعتبره رهاب نفساجتماعي كشكل من أشكال القلق وشكل حديث للإدمان، وهناك من يعتبره نمط من أنماط الحياة الحديثة التي يجب أن نتعايش معها، وضرورة التكيّف مع العصر الحديث من خلال المرونة في استخدام أدواته بطرق "إيجابية".

فالرهاب يُعرّف بأنه "خوف غير منطقي وغير مبرر" فهل الخوف الناجم عن انقطاع استخدام الهاتف الذكي لأي سبب كان يعتبر رهاب وشكل من أشكال القلق أم أن هذا هو نمط الحياة الحديثة فقط !!! واذا أردنا أن نطبق فكر ابن خلدون على هذا الأمر نجد أنه لم يعد الهاتف الذكي من كماليات الحياة في العصر الحديث، وإنما أصبح من أساسياتها وضروراتها؛ فقد نوّه هذا العلامة في مقدمته بأن حاجات الإنسان الكمالية تتحول مع تطور الزمن إلى حاجات ضرورية".

اعتقد أن الإجابة على هذا التساؤل وحل ذلك الجدل الدائر تحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الظاهرة " النوموفوبيا" خصوصًا في المجتمع العربي، وحتى ذلك الحين يمكن التغلب على أعراض الانقطاع الإدمانية على الهاتف الذكي من خلال الإحلال بالكتاب، بالبشر العاديين ليسوا الكامنين وراء الشاشات، بالموسيقى، بالتأمل الذكي أو الساذج لا فرق، بالرضا عن فكرة الاسترخاء الإجباري من لهاث الحياة وبناتها وكدرها، بأي شيئ إنساني بديهي فقدنا متعته مع حمى إلكترونيات (ستيف جوبز) ومنافسيه، كل ذلك وأكثر قد يسعف معظم المدمنين أو مفرطي التكنولوجيا.

بجميع ما سبق وليس برغمه نستطيع التحديد بدقة درجتنا على سلم إدمان الهاتف المحمول غير المحمود وطلب المساعدة فورًا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان الموبايل إدمان الموبايل



GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 08:09 2017 الخميس ,04 أيار / مايو

علاج بالصمت

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab