الـشـفـافـيـــة في الطــب

الـشـفـافـيـــة في الطــب

الـشـفـافـيـــة في الطــب

 العرب اليوم -

الـشـفـافـيـــة في الطــب

بقلم : الدكتور فايـز أبو حميـدان

منذ سنوات طويلة يطالب أفراد المجتمع والسياسة بالمصداقية والشفافية في مجال العلاج والطب، وذلك نتيجةً لأسباب كثيرة منها التعرف المباشر والدقيق على التكاليف المترتبة عن التشخيص الطبي والعلاج بالإضافة الى توعية المرضى بالنتائج العلاجية بكل صدق وشفافية وامكانية الشفاء والمضاعفات التي قد تنتج عن العلاج ومحاسبة الأطباء على الأخطاء التي قد تحدث، لتحسين الأداء وحماية المواطن وضمان حقوقه في حال حدوث هذه الأخطاء، لذا نجد وزارة الصحة والنقابات الطبية ومجلس النواب منهمكون منذ سنوات في سن قوانين المسائلة الطبية وقوانين المحافظة على حقوق المريض وحقوق الطبيب، بل وهناك تطلعات عالمية لمراقبة شركات صناعة الادوية في أساليب البحث العلمي والمصاريف التي تقدم للمؤسسات الصحية والأطباء لإجراء التجارب الطبية ونشرها للتأكد من شفافية الطبيب والمؤسسة الصحية التي يعمل لديها.

 لقد وصلت الأمور في بعض الدول بمنع شركات الادوية والمعدات الطبية من دعوة الأطباء لحضور مؤتمرات طبية على نفقاتها دون ان يكون ذلك الطبيب مشاركاً في بحث علمي او مقدم لأحد المحاضرات او المداخلات خلال النقاش الأكاديمي.

 ان الهدف من هذه الإجراءات هو منع شركات الدواء من التأثير على قرار الطبيب في اختيار العلاج المناسب طبياً واقتصادياً للمريض، ومنع الارتباط المادي للطبيب بهذه الجهات، كما وتؤدي هذه الإجراءات الى نشر ثقافة الالتزام بالأساليب الطبية دون التأثر بالمردود المادي لدى الأطباء والذي للأسف لا يتم مراعاته في بلادنا بشكل مثالي.

 فنحن لا ننكر بأنه من حق الطبيب تقاضي اجرة متعارف عليها وموثقة في قوانين المملكة ومن حقه ايضاً ان يكون دخله الشهري مميز وذلك للمدة الدراسية الطويلة التي قضاها والتكاليف التي ترتبت عليها، بالإضافة الى المخاطر الطبية والمادية المحيطة بالطبيب والالتزامات المادية اتجاه موظفيه وتكاليف علاج مرضاه، وهذا يعطي الطبيب الحق في تقاضي اجرة عالية ولكن هذا لا يعني استغلال هذا الوضع الحرج للمريض وحاجته الماسة للطبيب ومعرفته الطبية.

 ومن ناحية اخرى فنحن بحاجة الى شفافية في تقييم نتائج التشخيص والعلاج الطبي وهذا يتم من خلال وضع سجلات طبية وطنية والالتزام بها بحيث تخضع لرقابة من قبل وزارة الصحة والمؤسسات الطبية في المجتمع المدني، ومناقشة الإجراءات الطبية وتشكيل لجان متخصصة بالشفافية ولجان للأخلاقيات الطبية وتطوير عمل القطاع الطبي المتخصص، كما ويتوجب على المستشفيات تشكيل لجان رقابة داخلية لإجراءاتها الطبية ومراجعة نتائجها والاتصال المباشر مع وزارة الصحة والنقابات المهنية والافصاح السريع ودون قيود على الملفات الطبية للمرضى، والانفتاح لشكاوي المواطنين ومعاناتهم، ووضع اهداف لتحسين الأداء الطبي والفندقي لخدمات المستشفيات، كما انه من المطلوب الصدق في التعامل مع المريض وذويه وحمايته، وحماية حقوق العاملين في المؤسسات الطبية قانونياً وصحياً.

 كما ويتوجب على المؤسسات الصحية تعزيز ثقافة الثقة بين المواطن والمؤسسات الصحية والطبيب كونها تعتبر من اهم عوامل نجاح العلاج والتزام المريض بالنصائح الطبية، فمصلحة المريض والطبيب والمؤسسات الصحية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـشـفـافـيـــة في الطــب الـشـفـافـيـــة في الطــب



GMT 07:29 2016 السبت ,09 تموز / يوليو

اسرار المريض عند الطبيب

GMT 21:06 2016 السبت ,02 تموز / يوليو

طرق منع الحمل

GMT 08:23 2016 الخميس ,09 حزيران / يونيو

التشـخيص ... سرطــان

GMT 11:13 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

العمود الفقري محور نقاش طبي

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab