أهمية التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية

أهمية التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية

أهمية التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية

 العرب اليوم -

أهمية التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية

بقلم : ابتهال عبيابة

يعتبر التواصل بشكل عام مجموعة من الآليات والوسائل النظرية والعملية معًا، حيث إن للتواصل المؤسساتي العديد من التقنيات المنفتحة أساسا على اللغات الأجنبية وخاصة منها لغة مووليير، اللغة الفرنسية.

وتُعد اللغة الفرنسية اللغة الثانية المتداولة دوليًا وقاريًا بعد اللغة الانجليزية، وليس فقط على مستوى الدول، لكن في العديد من المؤسسات والمنظمات الحكومية والغير حكومية، لاسيما في البلدان النامية.

ويكون التواصل المؤسساتي – بأشكاله المختلفة والممنهجة – أولا عبارة عن خطاب لغوي يتضمن رسالة أو أكثر تتجه أساسًا إلى الجمهور المخاطب داخل إطار مؤسساتي بحث.

وعلى اعتبار أن مفهوم التواصل المؤسساتي مستوحى من عدد من النماذج, أهمها النموذج الأميركي والأوروبي، يجب مناقشة التواصل داخل المنظمات – الدولية تحديدا – باعتباره جزء لا يتجزأ من التسيير والتدبير الإداري والعملي لكل منظمة على حدة.

إن التواصل الفرانكفوني كمفهوم جديد يتصدر دراسات اقتصادية ومنهجية دوليا اليوم، يعتبر الوجه الجديد للتواصل التقليدي داخل المنظمات ذات الطابع والنشاط العالمي، إنه من الضروري إذن استبيان مقاصد التواصل بشكل عام داخل المنظمات على اختلاف أنشطتها الاقتصادية والتسويقية، والتي كانت سابقا تعتبر وسيلة كلاسيكية في النظام التسيير للمؤسسة واستكمال البرنامج التسويقي المجدول في هذا السياق.

ويعرف اليوم خطاب المنظمات الدولية تغييرات عديدة ومتفاوتة في ما يخص اللغة والوسائل التعبيرية المنتقاة لهذا الغرض، إن المتعارف عليه في إطار المتغيرات البيئة والاقتصادية والإدارية للمنظمات الدولية، أن هذه الأخيرة تؤثر بشكل مباشر على هوية المنظمة وعلى مواضيع التواصل والاتصال التي تشتغل عليها.

كما أنه من المعروف جدا أن أساليب البحث والتشخيص والتخطيط تؤثر أيضا في جودة منتجاتها وبالتالي ردة فعل المتلقي – الجمهور، إن الاتصال او التواصل الفرانكفوني اليوم يحدد من جديد مقاربات التواصل المؤسساتي داخل وخارج محيطها، الشيء الذي يعطي مساحة أكبر للغة وخصوصا اللغة الفرنسية باعتبارها مرتبطة ارتباطا وطيدا بالمنظومة الفرانكفونية الدولية وعلاقاتها مع الشعوب المتلقية في أرجاء العالم.

وبالشكل ذاته الذي تؤثر فيه اللغة الفرنسية أو بالحرى الخطاب الفرانكفوني الجديد على المنظمات الدولية والجماهير المستهدفة، لا يمكن تجاهل حجم وتأثير وسائل التواصل والإعلام في محاور التسيير المؤسساتي للمنظمات الدولية الناطقة باللغة الفرنسية.

وإن البعد الإعلامي والتواصلي والوسائل الرقمية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي تحدث فرقا شاسعا على مستوى المؤسسة والجمهور المتلقي معا، وباعتبار أن التواصل الفرانكفوني ينطلق من اللغة الفرنسية الاكثر انتشارا عالميا وقاريا لابد من احتساب الدور الاستثنائي لتقنيات العصر الرقمي.

وبهذا يكون مفهوم التواصل الفرانكفوني أكثر شمولية لارتباطه المباشر بالوسائل السمعية البصرية الرقمية الشيء الذي يسهل تلقي المنتج أو الخدمة من طرف الجمهور المعني.

وعليه فإن استراتيجيات التواصل الفرانكفوني داخل المؤسسات الدولية مبنية على تفعيل مفهوم الاتصال والتواصل مع مفهوم العلاقة أو بناء علاقة مع الطرف المعني أو المستفيد.

كما تعد مبدئيا الصلة بين كلمتي "اتصال" و"علاقة" في اللغة العربية متضمنة وكذلك الشأن في اللغة اللاتينية, واللغات الاوروبية ذات الجذور اللاتينية فمن معاني فعل "اتصل"، "أقام علاقة مع...".
وهكذا يكون التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية مبني على ذات المبدأ العلمي واللغوي معا، في طريقة اشتغال المؤسسات الدولية لا تنحصر في أساليب التسيير والتخطيط والبرمجة التواصلية والإشهار, بل تتخطى ذلك لدراسة الخطاب اللغوي المناسب لإيصال معاني ومضامين الرسالة "الخدمة او المنتج" بشكل واضح وصريح للجمهور المتلقي.
إن التواصل بلغة عالمية كاللغة الفرنسية داخل النسق المؤسساتي والإداري للمنظمات العالمية، يدخل هده الاخيرة في مشروع مندمج لتكون المنظمة جزء من الجانب التسويقي الاجتماعي الذي يخدم أولا سمعة وصورة المنظمة داخل وخارج بيئتها.

حيث إن النموذج الفرانكفوني تواصليا وإعلاميا يعتبر أساسا نموذج يسوق لمبادئ الإنسانية وأولويات واحتياجات الدول النامية مع الحرص على معايير السلام ومحاربة الفقر والحروب وكل أشكال التهميش والدفاع عن الحقوق المدنية والحريات الفردية.

وبالشكل ذاته الذي يتم به تأطير المجتمعات الدولية المتدخلة في هذه الفرانكفونية الإنسانية واللغوية الخطاب الإداري والمؤسساتي للمنظمات الدولية يهدف لترسيخ مبادئ هذا التواصل ذاتها الذي يصبح وتقنيات ووسائل حديثة ما نسميه اليوم "التواصل الفرانكفوني".

إن الخطابات التواصلية الأكثر نجاحا وتسويقا وفعالية بخاصة، تكون تلك التي تتحرى لغة معاصرة، متاحة عالميا عن طريق وسائل التواصل الرقمي. وهكذا يكون المغزى من هكذا نموذج تواصلي داخل منظمة دولية، هو فعالية الخطاب في مرحلة اولى تم سرعة انتشار سياسته التسويقية في مرحلة ثانية.

لقد أصبح اليوم التواصل الإداري بجميع اشكاله وتقنياته – مرتبط بوسائل الإعلام الرقمي وتقنيات الاتصال اللامحدود، الشيء الذي يشكل جزء كبير من سياسة التسيير التواصلي في المؤسسات العالمية ويطرح إشكاليات جديدة في عالم الاتصال المؤسساتي.

فالأكيد انه بتغيير أساليب معالجة إشكاليات التواصل، وتقنيات التسويق والتسيير المؤسساتي تتغير الجماهير المستهدفة وتتغير طبيعتها والعديد من متطلبات ارضائها، سواء في المجال الخدماتي أو المنتجات مما يجعل المنظمات الدولية اليوم في استعانة دائمة بأخصائيين في الاتصال الفرانكفوني والتواصل الرقمي المرتبط بالمقاولة وأنشطتها الحرة.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية أهمية التواصل الفرانكفوني في المنظمات الدولية



GMT 05:31 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الهوس ب"الترند" وإختلاط الصدق بالأكاذيب

GMT 13:26 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

فصل من مذكرات الصحفي التعيس

GMT 11:39 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 04:30 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 22:52 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 00:10 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

الجريدة بين الورقية والالكترونية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab