شيماء مكاوي
"مبروك .. انتي حامل " كلمة تنتظرها اى فتاة بعد زواجها ، وحلم يداعبها كثيرا .. فعندما تتزوج يصبح حلم الامومة هو حلمها الأول التي ترغب في تحقيقه بأي طريقة وبأي وسيلة .
نعم بأي طريقة ووسيلة فهي تصر أصرارا كبيرا ان تصبح حامل وكأن هذا الأمر بيديها او بيد زوجها ولكن الأمر برمته متروك لله سبحانه والوقت الذي يحدده هو .
ولكن للاسف تلك الفتاة لا تعرف شيئا على مسئولية الأمومة فقط تريد ان تصبح أما لكي تثبت لزوجها ولجميع المحيطين بها انها تقدر على الحمل والأنجاب .
وربما تحلم بأنها تصبح مسئولة عن طفل تراعيه ولكنها لا تعرف ما هو حجم مسئولية الأمومة الا بعد انجابها لهذا الطفل .
فالطفل هو عبارة عن انسان صغير وروح لا تقدر على فعل شئ تريد أن تأكل وتشرب وتريد النظافة وتشعر بما يشعر به الانسان الكبير بالضبط من آلام في البطن والرأس والجسم أحيانا ، ويريد هذا الأنسان الصغير أن تلبي طلباته جميعها ولا يعرف شيئا عن التعبير عن ما هو به سوى البكاء والصراخ .
يريد ان يشعر بالراحة لكي يخلد الي النوم ، ولم يخلد الي النوم الا في حالة رغبته في النوم .
كل هذا والفتاة تشعر ان هذا الأمر سهلا بسيطا وتستطيع ان تقدر على ان تلبي طلبات هذا المخلوق الضعيف .
وعندما تصبح حامل تشعر وقتها بأنها ملكت العالم بهذا اللقب ، وتنتفخ بطنها وتمشي وتسير فخورة بهذا الانتفاخ وبالحجم الجديد التي أصبحت عليه ، وكأنها تحمل بداخلها " الناصر صلاح الدين الايوبي" .
ويأتي وقت الولادة وقت نزول طفلها الي الحياة وتشعر وقتها تلك الفتاة ان هذا ليس بالامر السهل بداية من آلام الولادة التي تتكبدها من أجل نزول هذا المخلوق الصغير.
وبداية ايضا من سماعها لأول صراخ له تبدأ رحلة الأمومة بكل شقاؤها ، تسهر وتأكل وتشرب وتلبي طلبات هذا الطفل وتشعر هي بآلامه ومدى معاناته ، ووقتها تبدأ في ان تشكو الي المحيطين بها وتقول ما الذي حدث لي ؟ لقد أصبحت مسئولة عن هذه الروح ؟ مسئولة عن طعامه وشرابه وملبسه وراحته .
انها " الامومة" فهي ليست لقب أو أسم ولكنها مسئولية ضخمة ، ولكن على الرغم من تلك المعاناة التي تشعر بها تلك الفتاة في بداية الأمر الا انها ستعتاد عليها وتصبح تلك المعاناة هي متعة الحياة.