عقد الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء في العاصمة الروسية موسكو، جلسة مباحثات تناولت علاقات التعاون بين البلدين وسبل تفعيلها في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأكد الملك والرئيس بوتين، خلال مباحثات ثنائية، الحرص المشترك على تعزيز أطر التعاون وتطويرها في شتى الميادين، تحقيقا لمصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وشدد الزعيمان، خلال المباحثات التي عقدت في الكرملين، على سعي البلدين لتوسيع علاقات الشراكة، لا سيما في قطاعات التعاون العسكري والنقل بشقيه الجوي والسكك الحديدية والسياحة الدينية والعلاجية.
كما تم بحث سبل زيادة حجم التبادل التجاري والصادرات الأردنية، خصوصا المنتجات الزراعية والدوائية، إلى روسيا، والتي شهدت ارتفاعا خلال الفترة الأخيرة.
وأكد الزعيمان أهمية اجتماع اللجنة الأردنية الروسية العليا المشتركة، والتي ستعقد خلال الأشهر القليلة القادمة، لمناقشة قضايا التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
كما جرى بحث عدد من المشاريع الاقتصادية المشتركة بين البلدين، خصوصاً في مجالات إنتاج الطاقة، ومدى استفادة الأردن من التجربة والخبرات الروسية في انتاج الكهرباء عبر استغلال الطاقة النووية، وما تقوم به روسيا في مجال بناء وتعزيز القدرات الأردنية.
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، تناول جلالته والرئيس بوتين أخر المستجدات على القضايا الراهنة، خصوصا جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لعصاباته، ضمن منهج شمولي، وبشراكة جميع الأطراف الفاعلة والمعنية.
كما جرى استعراض التطورات على الأزمة السورية، والأوضاع في عدد من دول المنطقة وسبل التعامل معها، ومساعي إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين.
وفي تصريحات أمام الصحفيين قبيل المباحثات، أعرب جلالة الملك والرئيس بوتين عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية الروسية، في إطار الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفيما يلي تصريحات جلالة الملك: "فخامة الرئيس، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن مدى إعجابي بفعاليات العرض الجوي الذي شاهدناه اليوم. إن مشاركتكم هذه المناسبة هو أمر رائع فعلاً، ولقد لفت انتباهي، بشكل خاص، البرنامج المتعلق بالعلوم والتكنولوجيا، الذي أعدتموه للشباب خلال المعرض".
وأضاف جلالته :"يسعدني أن أعود مرة أخرى لزيارة موسكو، وكما تعلمون فإن لدى بلدينا علاقات قوية ومهمة، وهي علاقات تسهمون باستمرار في بنائها وتطويرها".
وقال جلالته، مخاطبا الرئيس بوتين، "أتطلع لبحث العديد من التحديات التي تواجه منطقتنا منذ سنوات، خصوصا في ظل الدور المحوري لروسيا منذ زمن والذي تستمر بالقيام به من أجل تعزيز الاستقرار في منطقتنا، وهو دور لا ينحصر فقط بسعيكم لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوصول إلى حل سلمي لهذا الصراع الطويل والصعب".
وأكد جلالته "كما تعلمون، وكما قلت على مدار السنين، فعلى صعيد ما يتعلق بمساعينا لإيجاد حل للأزمة في سوريا، فإنني على قناعة بأن دوركم المحوري سيسهم في إيجاد حل سياسي يشمل جميع الأطراف، ويضمن الاستقرار لهذا البلد الذي عانى الكثير".
وشدد ، خلال التصريحات، "إن دوركم ودور بلدكم في منطقتنا محوري وأساسي، ويسعدني أن أكون معكم هنا مجدداً في موسكو للاستماع إلى وجهة نظركم، ولتبادل الآراء مع أصدقائنا هنا".
من جانبه، أدلى الرئيس الروسي بتصريحات صحفية ترحيبية بجلالة الملك، تالياً نصها: "يسعدني أن ألتقي بجلالتكم بعد مشاركتم في معرض ماكس للطيران والفضاء 2015، ومناقشة الأوضاع الإقليمية وعلاقات بلدينا".
وأضاف الرئيس الروسي: "كنتم جلالتكم مهتمين بشكل خاص بالعرض الأول الذي شهده معرض ماكس، وذلك نظراً لخبرتكم العسكرية الكبيرة".
واختتم الرئيس بوتين تصريحاته: "أتطلع لمناقشة علاقات بلدينا. وأعلم أن المسؤولين في حكومتينا يتعاونون فيما بينهم دائماً".
وكان الرئيس بوتين أقام مأدبة عشاء تكريماً لجلالة الملك والوفد المرافق، حضرها سمو الأمير فيصل بن الحسين، ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي، مدير المخابرات العامة الفريق فيصل الشوبكي، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، ومستشار جلالة الملك، مقرر مجلس السياسات الوطني عبدالله وريكات، والسفير الأردني في موسكو زياد المجالي.
وحضرها عن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
أرسل تعليقك