اعتبرت دول خليجية منتجة للنفط الأحد ان الانتاج "غير المسؤول" من قبل دول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مسؤول جزئيا عن انهيار اسعار الخام، الا انها شددت على الثقة بعودة الاسعار للتحسن.
ورأى وزير الطاقة الاماراتي سهيل المزروعي امام منتدى للطاقة في ابوظبي "ان احد الاسباب الرئيسية" لانخفاض الاسعار "هو الانتاج غير المسؤول من قبل بعض المنتجين من خارج المنظمة وبعض هؤلاء دخلوا حديثا الى السوق".
وحذر المزروعي من ان الانخفاض الحاد في اسعار النفط سيؤدي الى "حمل اقتصادي كبير" على الدول المنتجة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ان القرار الذي اتخذته اوبك الشهر الماضي بالابقاء على مستويات الانتاج كان قرارا "صائبا".
وقال المزروعي في المنتدى الذي تنظمه منظمة الدول العربية المصدرة للنفط ان "قرار اوبك الذي يهدف الى منح السوق وقتا لاستعادة التوازن، قرار صائب واستراتيجي ومفيد للاقتصاد العالمي"، معتبرا ان قرار اوبك "سيؤدي الى الاستقرار في اسعار النفط".
وانخفضت اسعار النفط بنسبة 50% منذ حزيران/يونيو على خلفية وفرة في العرض واقتصاد عالمي ضعيف ودولار قوي.
من جانبه، ذكر وزير النفط السعودي علي النعيمي انه "متأكد" بان اسعار النفط ستتحسن معتبرا ان "نقص التعاون" من قبل المنتجين من خارج اوبك مسؤول جزئيا عن تراجع الاسعار.
وقال النعيمي امام المؤتمر في العاصمة الاماراتية "متاكد ان السوق النفطية ستتعافى وان الاسعار ستتحسن".
واعتبر النعيمي الذي تعد بلاده اهم عضو في اوبك، ان من بين اسباب انخفاض الاسعار "عدم تعاون الدول المنتجة الرئيسة ( خارج اوبك ) وانتشار المعلومات المضللة وجشع المضاربين"، مشددا على "اهمية التعاون لضمان اسعار عادلة جديدة".
كما توقع النعيمي الا يستمر المنتجون "بكلفة عالية" في رفع انتاجهم، في اشارة واضحة الى منتجي النفط الصخري في اميركا الشمالية.
وكذلك، نفى النعيمي وجود "مؤامرة" سعودية لاهداف سياسية خلف سياسة المملكة النفطية. وقال "انتشرت في الآونة الاخيرة تحليلات ومقالات عن مؤامرة من قبل السعودية لاهداف سياسية، استخدام البترول واسعاره ضد هذه الدول او تلك".
واضاف "اود ان اؤكد ان الحديث عن مؤامرات مزعومة من قبل السعودية لا اساس له من الصحة ويدل على سوء فهم".
وشدد النعيمي على ان "سياسة المملكة مبنية على اسس اقتصادية بحتة".
وتحدثت كل من ايران العضو في اوبك، وروسيا غير العضو، عن مؤامرة في سوق النفط لخفض الاسعار، علما ان الدولتين تتضرران بقوة جراء انخفاض اسعار الخام.
وبدوره، بدا وزير الطاقة القطري محمد السادة متفائلا اذ اعتبر ان اسعار النفط تمر في مرحلة "تصحيح مؤقت".
الا ان الوزير القطري حذر من ان الاسعار المنخفضة الحالية قد "تضعف الاستثمار" في تعزيز القدرة الانتاجية لملاقاة الطلب في المستقبل.
وشدد على ان "الطلب المتزايد على الطاقة يتطلب استثمارات هائلة".
وكانت اسعار الخام تحسنت بشكل ملحوظ في تداولات يوم الجمعة بالرغم من المخاوف من وفرة العرض والاقتصادات الضعيفة في اوروبا والصين.
وقفز سعر برميل تكساس انترميدييت تسليم كانون الثاني/يناير بمقدار 2,41 دولار واغلق عند 56,52 دولار.
اما سعر برميل البرنت بحر الشمال المرجعي، فقد استقر عند 61,38 دولار مرتفعا بمقدار 2,11 دولار عن سعره يوم الخميس.
ويبدو بحسب المحللين ان اياما صعبة تنتظر دول الخليج مع تراجع اسعار الخام وبعد ان فوتت هذه الدول فرصة ذهبية لتنويع اقتصاداتها بالاستفادة من العائدات النفطية الضخمة التي سجلتها خلال العقد الماضي.
ويمكن ان تبدأ دول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين، بالمعاناة جراء تراجع اسعار الخام التي خسرت نصف قيمتها منذ حزيران/يونيو وهي اليوم بحدود ستين دولارا للبرميل.
ودول الخليج التي تضخ 17,5 مليون برميل يوميا يمكن ان تخسر نصف عائداتها النفطية مع الاسعار الحالية، اي حوالى 350 مليار دولار سنويا.
وتشكل العائدات النفطية حوالى 90% من العائدات العامة بالنسبة لمعظم دول الخليج، ومع انخفاض الاسعار الى ما دون توقعات الموازنة، فان الحكومات ستواجه من دون شك عجزا العام المقبل.
أرسل تعليقك