لندن ـ كارين إليان
لقى اقتصاد تنظيم "داعش" ضربة موجعة في الشهور الأخيرة نتيجة الهبوط الحاد في أسعار النفط، والذي تزامن مع نجاح قوات التحالف العربية والغربية في اصطياد مواقع اقتصادية مفصلية للتنظيم، من بينها مخازن للأموال النقدية وناقلات للنفط المهرب وحقول للاستخراج والتكرير.
وشهدت أسعار النفط في الأسواق العالمية هبوطًا حادًا في الأشهر الأخيرة، حيث تراجعت بنحو 70% عن المستويات التي كانت قد سجلتها في منتصف العام 2014 عندما كان برميل النفط يُباع في الأسواق بنحو 115 دولارًا، ليصبح عند مستويات الثلاثين دولارًا في الأسابيع الأخيرة.
وعندما كان برميل النفط يزيد عن المئة دولار كانت التقارير الغربية تتحدث عن أن نفط "داعش" المهرب يُباع لعصابات متخصصة بأسعار تتراوح بين 30 و60 دولارًا، إلا أن السعر الرسمي في السوق هبط عن هذه المستويات ما شكل ضربة قاسية للتنظيم الذي بات واضحًا أنه لم يعد يجد مشترين أو أنه أصبح يضطر للبيع بما هو دون هذه الأسعار بكثير.
وبينما يعاني تنظيم "داعش" من هبوط أسعار النفط، فإن الضربات التي شنتها قوات التحالف مؤخرًا والتي استهدفت مواقع نفطية ومالية للتنظيم تسببت في مفاقمة الأزمة التي يمر بها، وهي الأزمة التي اضطرته أخيرًا إلى خفض رواتب مقاتليه والموظفين العاملين في المؤسسات التابعة له في المناطق التي يسيطر عليها.
وقال تقرير لجريدة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الحملة التي قادها التحالف ضد منشآت النفط ضربت مالية التنظيم، وأجبرته في الأشهر الأخيرة على تخفيض رواتب موظفيه، وتقليص المساعدات للسكان المحتاجين، لكن الصحيفة تقول إن التنظيم مصمم على مواصلة إنتاجه من النفط.
وتشير الصحيفة إلى أن التنظيم يستخدم الفرص كلها من أجل الحصول على عائدات النفط، التي كانت تدر عليه يوميا 1.5 مليون دولار، حيث يقوم حاليًا بتوفير عروض مغرية للتجار، وهو ما أدى إلى تقليص الحصص المخصصة لأتباعه.
ويورد التقرير نقلا عن أصحاب الشاحنات التي تنقل النفط وأصحاب المصافي البدائية تأكيدهم أن الحقول الرئيسة التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا لا تزال عاملة، رغم الغارات الجوية المتكررة عليها، مشيرا إلى أن الغارات تؤثر في عملية تحميل النفط، حيث يهرب العمال والسائقون ويختبئون من القصف، أي أصبح هناك توقف لساعات طويلة.
وكانت قيادة التحالف الدولي أعلنت قبل أسابيع أنها نجحت في اصطياد مركز لتجميع الأموال الخاصة بالتنظيم قرب الموصل، حيث قامت بقصفه وتدمير المبنى بالكامل، ما أدى إلى تطاير الأوراق النقدية في الهواء.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الأوراق المتطايرة التي تظهر في الفيديو هي الأموال التي يحصل عليها التنظيم، حيث يظهر في مقطع مصور وزعه "البنتاغون" غارة أميركية كبيرة على مبنى قرب الموصل، وتطاير لكميات كبيرة من الأوراق النقدية.
أرسل تعليقك