شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أنّ "اقتصاد المملكة العربية السعودية حر ويخدم بلادنا وشعبنا وديننا"، وأكد أن "نظامنا الاقتصادي حر، والفرص متروكة للجميع في كل مناطق المملكة، وهمنا الأساسي الاهتمام بشعبنا وبلادنا".
جاء ذلك، في كلمة له، خلال استقباله رؤساء وأعضاء مجالس الغرف السعودية، وإدارات البنوك والمديرين التنفيذيين فيها، ورجال الأعمال، وكبار المسؤولين في وزارتي: التجارة والصناعة، والعمل، وهيئة الاستثمار، ومؤسسة النقد العربي السعودي، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، والرئيس التنفيذي للأنظمة وإجراءات الاستثمار في هيئة الاستثمار الأمير سعود بن خالد الفيصل، وأمراء، ووزراء، وكبار المسؤولين.
وأضاف خاد الحرمين: "أيها الأخوة والأبناء أنا سعيد أن أكون معكم هذا اليوم، وأن نلتقي لما فيه الخير لبلادنا وشعبنا، الحمد لله نحن في أمن واستقرار، وهذا ما يجعل رأس المال يعمل بحريته، وكما تعلمون أن نظامنا الاقتصادي حر، وفي الوقت نفسه الفرص متروكة للجميع، في كل مناطق المملكة، وهمنا الأساسي كما قلت لكم الاهتمام بشعبنا وبلادنا، وأنتم منهم على كل حال، فلذلك أقول لكم يجب أن ننظر للأمور من كل زواياها، وننظر في ما يستطاع عمله وما يمكن أن يدرس أو يصاحبه خطط مستقبلية لعمله".
وتابع: "وكما قلت لكم أنتم وكل إنسان منكم ضامن نفسه، لا في تدخل في أموره الخاصة ولا في استثماراته، هنا بطبيعة الحال أنظمة، أولها النظام الإسلامي الذي اعتمدت هذه البلد عليه، وما حرف على الإسلام لا نقبله، وكتاب الله وسنة رسوله خير هدى لنا، لأن هذه الدولة اعتمدت على الكتاب والسنة، ونحن أهم منطقة عندنا كما قلت وأكرر قبلة المسلمين ومهجر رسول الله، والحمد لله كلنا خدام للحرمين".
وزاد: "أقول لكم يا إخوان أبوابنا مفتوحة، وآذاننا صاغية لكم في أي وقت، وحتى نصل وندرس الموضوع كله كما قال الأخ عبد الرحمن، وتختارون مجموعة منكم مع الوزراء المسؤولين من الدولة، وتدرس كل الأمور بهدوء وعمق ونشوف، المثاليات أو المطالب هذه سهلة أي واحد منا لو كان في بيته شيء من الممكن أن يصلح به"، مشددًا: "يهمنا دعمكم وتهمنا مساندتكم".
وأردف: "كما قلت لكم اختاروا مجموعة منكم مع الوزراء المسؤولين عندنا يدرسون الأمور كلها، وكل أمر يشجعكم على الاستثمار في بلدكم والتعاون بينكم هذا مطلب عندنا، الآن بلدنا يأتيها من العالم كله مستثمرون لأنهم يربحون فيها، الحمد لله وهذه نعمة من الله".
واسترسل: "أكرر مرة ثانية اقتصادنا حر، اقتصادنا نخدم به بلادنا وشعبنا وديننا قبل كل شيء، ومن منكم في أي يوم من الأيام عنده رأي غير الذي قلناه الآن يتفضل أبوابنا مفتوحة كما كان إخواني ووالدنا قبلنا، وأرجو لكم التوفيق، وأخذ ما عندكم، ويدرس في تشكيل خاص من الوزراء المسؤولين، ويدرس دراسة وافية ويجتمع فيكم"، وأنا سعيد أن أجتمع بأبناء بلادنا وهذا ما تعودناه منذ القدم، وأسأل الله التوفيق للجميع".
وأوضح وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، في كلمة له، لهذه المناسبة، أنّ المملكة تحظى منذ أن وحدها قائدها الراحل الملك عبد العزيز، بمكانة مرموقة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، معربًا باسمه واسم منسوبي وزارة "التجارة والصناعة"، ونيابة عن منسوبي وزارة "العمل"، ومؤسسة النقد، والهيئة العامة للاستثمار، وهيئة السوق المالية، ورجال الأعمال، عن خالص العزاء والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين، ولذوي أهالي ضحايا الحادثة المتطرفة في بلدة القديح، سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يحفظ لهذا البلد أمنه واستقراره.
وأضاف الربيعة، أنّ القرارات الحاسمة لنجدة اليمن وأمركم بانطلاق "عاصفة الحزم"، والحراك الدبلوماسي في العواصم والمحافل الدولية، وما وجهتم به وعملتم على إنجازه بالاهتمام بمصالح الأمة وتحقيق أهدافها والذود عنها، كان له الأثر العظيم في إعادة الأمل وتعزيز مكانة المملكة ودعم استقرارها، وزاد: "نفتخر جميعًا مسؤولين ورجال أعمال باهتمامكم وتقديركم وكريم عنايتكم، الذي له بالغ الأثر في أن نسهم في إنجاح ما تصبون إليه من تحقيق تطلعات أبناء المملكة، من عيش كريم ورفاهية ومستقبل زاهر".
ووصف رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل، القطاع الخاص بـ"الشريك الاستراتيجي" للحكومة في تحقيق التنمية التي تنعم بها في ظل القيادة، مشيرًا إلى أنّ هذه المشاركة أنتجت اقتصادًا مميزًا، ولفت في كلمة له بهذه المناسبة أنّه "يكفي أن أذكر بكل فخر أن صادراتنا غير النفطية للعالم تعدت هذا العام مبلغ 300 بليون ريال، والصناعة البتروكيميائية أصبحت بلادنا في المرتبة الثالثة عالميًا في إنتاجها وتصديرها".
واستأنف الزامل: "بادرت حكومة المملكة بطرح عدد من المبادرات الإيجابية في إطار فتح آفاق جديدة لإيجاد فرص عمل للمواطنين، وهذه المبادرات بحاجة لمتابعة وعلى سبيل المثال أولا متابعة تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين المتعلق بوجوب توظيف أكبر عدد من السعوديين والسعوديات في عقود الصيانة والتشغيل في الحكومة، خصوصا إذا علمنا أن هذه العقود الحكومية حاليًا يعمل فيها مليون و270 ألف عامل وفني وإداري أجنبي، لا سيما في المناطق النائية، حيث المستشفيات والجامعات ومشاريع الكهرباء وغيرها من المؤسسات العسكرية".
وأبرز أنّ "القطاع الخاص يقدر لخادم الحرمين الشريفين"، معربًا له عن "شكره على تشكيل مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وتشكيل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إذ بدت نتائج عملهما واضحة للجميع، فأصبحت همومنا تطرح بوضوح بين الوزراء المختصين، وأصبحت القرارات تتخذ أسبوعياً وتعلن وتلزم كل الوزراء بالتنفيذ".
ونوه إلى زيادة الصندوق الصناعي بنسبة تمويل المشاريع من 50 إلى 70 في المائة، من تكلفة المشاريع في المناطق النائية لدفع المستثمرين السعوديين والأجانب للانتقال بمشاريعهم للمناطق النائية، ما أدى لإيجاد فرص عمل جيدة في هذه المناطق.
وركز على أن هذا الإنجاز يأتي بعد الإنجاز الأكبر الذي تحقق في المناطق جميع: إنشاء الجامعات، وأيضًا مراكز التدريب وكليات التدريب التقني التي بدأت بوادر إيجابياتها في كل المناطق، منبهًا إلى أنّ "القطاع الخاص يأمل أن تستمر حركة إنشاء وتطوير هذه الكليات المميزة التي تديرها مشاركة مع القطاع الخاص مؤسسات تعليمية تطبيقية عالمية ونتائجها أصبحت واضحة، فالخريجون انتقلوا من الكليات النظرية بالجامعات إلى هذه الكليات المميزة، لأنها توفر لهم فرص عمل بعد التخرج برواتب جيدة في أنشطة يتطلع لها القطاع الخاص".
أرسل تعليقك