نسبة التضخم في سورية تتخطى حاجز الـ430 إثر تفاقم الأزمة السياسية
آخر تحديث GMT03:10:36
 العرب اليوم -

ارتفاع أسعار الإيجار الفعلي إلى 40 ألف ليرة خلال 5 أعوام

نسبة التضخم في سورية تتخطى حاجز الـ430% إثر تفاقم الأزمة السياسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نسبة التضخم في سورية تتخطى حاجز الـ430% إثر تفاقم الأزمة السياسية

الأسواق في سورية
دمشق ـ العرب اليوم

ﻻ يمكن وصف الهوة بين دخل السوريين وإنفاقهم الشهري إﻻ بالمعادلة مستحيلة الحل، فالحرب رفعت أسعار مستلزمات الحياة المعيشية أضعاف مضاعفة، فيما بقي الدخل يحبو بخطىٍ متثاقلة ﻻ يمكن أن تواكب القفزة الهائلة في الأسعار، وبلغت نسبة التضخم 430% وفقًا لبيانات الحكومة.

وبحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء، فإن تكلفة مكون السكن على الأسر السورية، أصبحت تشكل ربع الإنفاق العام للأسرة، وذلك يشمل وسطي الإيجارات، مع مستلزمات التدفئة، والكهرباء، والمياه، الصيانة الدورية للمسكن.

وأوضحت الأرقام الرسمية أن الإنفاق على السكن أصبح في المرتبة الثانية بمعدل 25.5% من إجمالي إنفاق الأسرة خلال العام 2015، أي أن الأسر السورية ينبغي أن تنفق 33150 ليرة تقريبًا على السكن، بعد أن كانت تنفق العام 2009 قرابة 6600 ل.س فقط تشكل نسبة 22% من وسطي الإنفاق في حينه.

ووفقًا لبيانات الحكومة فإن نسبة التضخم بلغت 430% مع العلم أن سوق الإيجارات محررة بشكل مطلق، وغير قابلة للضبط، وتحديدًا أنها ملاذًا مهمًا لقوى السوق الكبرى، للحفاظ على قيمة أموالهم، وللمضاربة على أسعار العقارات والإيجارات، وتحقيق الربح السريع من تدهور قيمة الليرة... والحاجة الملحة للسكن هي التي تدفع عميل هذه السوق أي المستأجر للرضوخ لتكاليف تتجاوز أجره بكثير.

وارتفعت أسعار الإيجار الفعلي خلال الفترة 2010-2015  من 10 آلاف ل.س، إلى 40 ألف ليرة، بمعدل وسطي، أي بنسبة زيادة 300%، وذلك لاستئجار منزل في ضواحي المدن أو عشوائياتها، فإن الأسرة ستتحمل ما يقارب 40 ألف ل.س محسوبة على أساس وسطي لأسعار الإيجار في مناطق مثل (جرمانا- برزة- ضاحية قدسيا- المزة-الزاهرة)، وهي أهم ضواحي دمشق التي لجأ إليها النازحون.

مع العلم أن متوسط أجر العامل شهريًّا هو 26500 ل.س، أي أن سوق العقارات، وعائد أصحابها يعادل شهريًّا أجر عامل ونصف، ليأخذ مالك العقار عمل شهر كامل لرب الأسرة، ونصف عمل شهر لفرد آخر من الأسرة.

كما أصبحت تكاليف التدفئة والغاز واحدة من أعباء السوريين الرئيسية، بعد تدهور خدمة الحكومة في توزيع المحروقات، وانتقال الجزء الأكبر منها إلى السوق السوداء، وبعد الرفع التدريجي لأسعارها وصولاً إلى انتهاء الدعم ورفع الأسعار لمستويات التسعير العالمي.

وازدادت تكلفة وقود التدفئة 5 أضعاف بين العامين 2010-2015؛ حيث ازدادت التكلفة من 10000 ل.س سنويًّا على أساس استهلاك 400 ليتر سنويًّا، وبسعر الليتر 25 ل.س إلى 54000 ل.س سنويًّا خلال العام 2015على أساس سعر الليتر  135ل.س.

وبالتالي تتحمل الأسرة شهريًّا مبلغًا وقدره 4500 ل.س للتدفئة بالحد الأدنى، ويضاف إلى ذلك استهلاك الأسرة للغاز المنزلي بمعدل أسطوانة غاز واحدة شهريًّا، وبتكلفة 1900 ل.س بعد أن كان هذا المبلغ الشهري لا يتجاوز 1100 ل.س للتدفئة والغاز.

ولم تقف الأمور عند السكن والتدفئة فقد تم رفع أسعار الكهرباء والمياه أخيرًا، ومع ذلك لم يزدد الإنفاق عليها كثيرًا، وذلك نتيجة التقنين المفروض عليهما، حيث يبلغ متوسط إنفاق الأسرة على الكهرباء والمياه شهريًّا مبلغ  600 ل.س (400 ل.س متوسط تكلفة استهلاك الكهرباء- 200 ل.س متوسط تكلفة استهلاك المياه).

وبناءً على الأداء الحكومي في سياسة (عقلنة الدعم)، ومؤشرات مأخوذة من الموازنة السورية للعام 2016، يبدو أن تحرير الكهرباء، ورفع أسعارها هو المشروع الحكومي المقبل بعد استكمال تحرير المحروقات تقريبًا العام 2015 ما سيؤدي لارتفاع تكلفة الكهرباء ضمن السكن وتكاليفه.

وعليه فإن التقدير الحكومي لتكلفة المكون، والبالغة 33150 ليرة، والمبني على التضخم الرسمي، لا يلامس الواقع تمامًا، وتكون تكاليف السكن ومستلزماته قد انتقلت من قرابة 6600 ل.س العام 2009، إلى 48500 ليرة العام 2015، أي 634% زيادة، بمستوى أعلى من التضخم الرسمي 430%.

ويبلغ الأجر الوسطي لمعيل الأسرة العامل بأجر 26500 ل.س، وإذا أراد أن يغطي كافة مستلزمات السكن البالغة 48500 ل.س، وهو يزيد عن أجر العامل بمقدار 22 ألف ليرة، أي نسبة 83% من أجره الوسطي، أي ليغطي الأجر تكلفة السكن ومستلزماته فقط، يجب أن يرتفع بنسبة 83%.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسبة التضخم في سورية تتخطى حاجز الـ430 إثر تفاقم الأزمة السياسية نسبة التضخم في سورية تتخطى حاجز الـ430 إثر تفاقم الأزمة السياسية



GMT 17:52 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سفينتان من تركيا وقطر لتعزيز شبكة الكهرباء في سوريا

GMT 23:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

واشنطن تخفف القيود المفروضة على سوريا وتبقي على العقوبات

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab