الرياض - العرب اليوم
توقع محللون ماليون أن تشهد سوق الأسهم ضغوطا متأثرة بأداء الأسواق العالمية، التي يتوقع أن تسجل خسائر بعد الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن السوق تتأثر بعوامل داخلية وخارجية ومن الطبيعي حدوث تذبذب في المرحلة المقبلة بعد أن انتابت تعاملات الفترة الماضية الحيرة والترقب..
ويرى بعض المحللين أن تراجع الأسواق العالمية بشكل حاد يوم الجمعة صادف إغلاق سوق الأسهم وبقية الأسواق الخليجية، الأمر الذي ربما يخفف من حدة النزول عند افتتاح السوق اليوم الأحد، حيث يتوقع أن تتأثر بتلك النتائج، وربما تشهد هبوطا تصحيحيا يعتبر صحيا للسوق لكي تعاود السيولة الدخول فيها.
وتوقع المحلل المالي، حسين الرقيب، أن تتأثر السوق بنتائج استفتاء البريطانيين وقرارهم بالخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن السوق ربما تشهد خلال الأسبوع الحالي تراجعات تصحيحية بعد أن ظلت في منطقة حيرة وترقب خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن تراجع الأسواق العالمية والنفط قد يدعمان التراجع التصحيحي للسوق السعودي، وأضاف : "في اعتقادي أن أي تراجع يعد صحياً للسوق لكي تعاود السيولة الدخول عندما تكون الفرص أكثر جذباً للمستثمرين، ولن يتحقق ذلك إلا بالتراجع إلى مستويات 6100 نقطة وعندها سيشهد السوق ضخ سيولة عالية تدعم عودة المؤشر إلى مستويات 6700، مع دعم إعلانات نتائج الشركات، حيث يتوقع أن يشهد قطاع البتروكيماويات نموا في الأرباح، مقارنة بالربع السابق، كذلك قطاع المصارف ولو أنه تراجع بشكل طفيف في شهر أكتوبر.
وأشار الرقيب إلى أن المسار العرضي للسوق السعودية استمر خلال تعاملات الأسبوع المنصرم مع تراجع السيولة إلى مستويات 3 مليارات ريال، ولم تدعم السيولة الضعيفة محاولات المؤشر للارتفاع، منوهاً أن المؤشر يرتفع عند الافتتاح ولكنه لا يستطيع المقاومة إلى نهاية الجلسة بسبب نقص السيولة.
وحذر المضاربين من الفترة المقبلة التي تتخللها إعلانات الشركات عن أرباحها، مدللاً بحال السوق الذي استطاع في آخر جلساته الإغلاق في المنطقة الخضراء بنحو 18 نقطة مدعوماً بارتفاعات البورصات العالمية والنفط، بعد التوقعات التي أشارت إلى احتمال البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء بريطانيا، إلا أن النتائج جاءت مخالفة للتوقعات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، ما تسبب في تراجع الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته منذ 1985 وتراجعت بشكل حاد البورصات العالمية الجمعة، مضيفا "وكان من حسن الحظ أن البورصات الخليجية مغلقة في إجازتها الأسبوعية، التي ربما تخفف من حدة النزول عند افتتاحها اليوم الأحد".
وأكد المحلل المالي، محمد الشميمري، إنه ما من شك أن الضغوط على السوق ستزداد خلال هذا الأسبوع نتيجة ظهور نتيجة الاستفتاء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتراجعات أسعار النفط، وانعكاس ذلك بشكل واضح على الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن السوق ستواجه ضغطا كبيرا في افتتاح اليوم الأحد وقد يستمر حتى نهاية الأسبوع، وتابع: "سيكون هناك ترقب للمعطيات المقبلة عند افتتاح الأسواق العالمية خلال هذا الأسبوع، وقدرتها على مقاومة هذه الضغوط"، وأوضح أن خروج بريطانيا عامل متسلط على تحركات النفط، متوقعاً أن هذا الضغط سيخف عن الأسواق العالمية بما فيها السوق السعودي، مشيرا إلى أن نزول أسعار النفط يعتبر عاملا مهما لنزول أسواق الأسهم.
وأشار الشميمري إلى أن سوق الأسهم كانت مهيأة أصلا للانخفاض خلال الأسبوع الماضي، ولكنها تماسكت رغم أن الاتجاه قصير الأجل للسوق يعد هابطا، مبيناً أن هذا التماسك يأتي بعد تماسك أسعار النفط بعد تصريح وزير الطاقة السعودي بأن تخمة العروض، التي كانت سببا في انخفاض أسعار النفط قد انتهت، مؤكداً أن تصريح الوزير جعل النفط يرتفع إلى فوق 53 دولارا بالنسبة لخام برنت، ما أثر على تماسك السوق السعودي، حيث كانت ارتدادها الخميس الماضي بطيء، وأضاف: "قبل ظهور نتيجة الاستفتاء كانت السوق تعاني ضعفاً في مستوى السيولة، وهذا أمر طبيعي كون أننا ندخل في الأسبوع المقبل في العشر أيام الأخيرة من رمضان، حيث يتفرغ المتعاملون في السوق للعبادة والتجهيز لإجازة عيد الفطر المبارك، وأردف: "نشاط المتعاملين في السوق خلال الفترة الصباحية أصبح ضعيفاً للغاية، ويلاحظ ذلك مع بداية افتتاح السوق، حيث نكاد نرى تداول بعض الأسهم لا يتجاوز 10 إلى 20 ألف سهم، وهي نسبة التداول في حدود 3 في المائة أغلب الأسبوع".
ويعتقد الشميمري أن أداء السوق خلال الأسبوع المقبل سيكون مطابقاً لما حدث في الأسبوع الماضي، حيث كان الأداء متذبذبا، حيث أنهى مؤشر السوق جلسة الخميس السابق على ارتفاع بنسبة 0.3 في المائة عند 6551 نقطة، بينما يرى حميد العنزي، المحلل المالي، أنه من الصعب بناء أي توقعات لأداء السوق خلال الأسبوع الحالي، حيث هناك تراجعات حادة في الأسواق العالمية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن السوق في انتظار صدور بيانات طمأنة من قبل مؤسسات مالية تبين انعكاسات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي على الأسواق العالمية وأسعار العملات، وبين أن السوق تواجه الآن انخفاض مستوى السيولة وبلوغها قرابة 3.4 مليار، بما يعني أن مؤشر السيولة سينخفض إلى أكثر من ذلك، خاصة مع قرب إجازة عيد الفطر المبارك، لأن هذه الفترة تع فترة استراحة للمضاربين، واختتم تصريحه بأن السيولة المتداولة حالياً في السوق تعبر عن حالة عدم استقرار السوق عند مستوى معين، موضحا أنه في حال انخفضت السيولة إلى دون خمسة مليارات، فهذا يعني أن أداء السوق سيكون متذبذبا.
أرسل تعليقك