لندن - أ.ش.ا
قالت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية إن نتائج استفتاء اليونان حول قبول شروط حزمة الإنقاذ المالي التي عرضها الدائنون الدوليون، تجاوزت آمال المروجين للاستفتاء بـ "لا".
وأضافت – في تحليل إخباري على موقعها الإلكتروني- أن رئيس الوزراء اليساري الراديكالي، أليكسيس تسيبراس، انتزع فوزا سهلا بشكل لم يكن متوقعا على معارضيه المروجين للتصويت بـ "نعم" من الأحزاب الرئيسية في المعارضة بقيادة سلفه أنطونيوس ساماراس، من يمين الوسط.
ورصدت بعد فرز نسبة تجاوزت 95 بالمئة من الأصوات ، أن عدد من صوتوا بـ "لا" سجل 3ر61% مقابل 7ر38% صوتوا بـ "نعم"، بفارق كبير.
ورأت المجلة أنه رغم احتفال الحشود بميدان سينتاجما أمام مبنى البرلمان في أثينا، إلا أن هذا ليس إلا انتصارا أجوف للزعيم اليوناني الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين سنة؛ ذلك أن شبح خروج اليونان من منطقة اليورو الذي ظهر لأول مرة في منتصف عام 2012، وجابه ظهوره ساماراس الذي كان آنذاك حديث الانتخاب عبر تبني حزمة من الإصلاحات المالية والهيكلية، لم يعاود الآن الظهور فقط ولكنه بحسب عدد من المحللين الدوليين، بات السيناريو الأكثر احتمالا.
ونبهت إلى أن دائني اليونان، على عكس ما يأمل تسيبراس، لا يريدون معاودة الحديث عن زيادات في ضريبة القيمة المضافة، واستقطاعات المعاشات، وغير ذلك من تدابير إصلاحية قُتلت بحثا على مدار الأشهر الأربعة الماضية من المفاوضات، علاوة على أن معظمهم لا يبدي حماسا إزاء تخفيف عبء الديون.
وقالت (الإيكونوميست) إنه إذا كان التصويت بـ "لا" في الاستفتاء قد قوى ساعد اليونان، على حد تعبير تسيبراس، فإن قادة منطقة اليورو الذين سيعقدون قمة خاصة غدا /الثلاثاء/ لبحث الملف ، قد يكون لهم رأي آخر، لا سيما بعد أن كال الزعيم اليوناني الشاب في حملته للاستفتاء جملة من الانتقادات المناهضة لأوروبا.
ورصدت المجلة، على سبيل المثال، وصف جيروين ديسلبلويم وزير المالية الهولندي الذي يرأس مجموعة وزراء مالية دول اليورو نتيجة الاستفتاء بأنها "مؤسفة جدا" .. وكان ديسلبلويم حذر قبل إجراء الاستفتاء بأن التصويت "بلا" سيؤدي إلى خروج اليونان من منظومة اليورو .. وقال في تصريح أدلى بها عقب الإعلان عن نتيجة الاستفتاء "أحطت علما بنتيجة استفتاء اليونان .. هذه نتيجة مؤسفة لمستقبل اليونان".
ورأت المجلة أن اليونانيين الذين صوتوا بـ "لا" لم يكونوا مدركين فيما يبدو مردود نتيجة تصويتهم هذه على باقي أوروبا؛ فبينما هم يرقصون محتفلين ليلا في ميادين اليونان، متغنين بـ "انتصار الديمقراطية" الكفيلة بخلق أوروبا جديدة متضامنة - بينما تلك حالهم، فإنه وفي هذا التوقيت ذاته ولكن بـألمانيا، اتهم نائب المستشارة الالمانية سيغمار غبرائيل، الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الاجتماعي المؤتلف مع الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة آنجيلا ميركل - اتهم تسيبراس بأنه "هدم آخر الجسور التي كان يمكن لأوروبا واليونان أن تتوصلا من خلاله الى حل وسط".
ورجحت (الإيكونوميست) أن يستخدم تسيبراس هذا الاستفتاء باعتباره ورقة ضغط ديمقراطية في مطالبته بصفقة جديدة ، غير أن ضغوطا ديمقراطية مشابهة على القادة الأوروبيين الآخرين قد تجعل من المستحيل على هؤلاء قبول طلب تسيبراس.
ونوهت المجلة عن أن الشهر الماضي شهد إعسار اليونان في دفع 6ر1 مليار يورو قيمة قروض تدين بها لصندوق النقد الدولي ، وأنه في العاشر من يوليو الجاري سيتعين عليها سداد 2 مليار يورو قيمة سندات قصيرة الأجل لدى البنوك اليونانية، وأهم من هذه وتلك أنه في العشرين من الشهر ذاته ، سيتوجب على أثينا سداد 5ر3 مليار يورو قيمة سندات مستحقة للبنك المركزي الأوروبي ، وما لم يكن ثمّة برنامج إنقاذ جديد قد تم تبنيه قبل ذلك الحين، فإن تفادي الإعسار مرة أخرى يبدو مستحيلا.
وخلصت (الإيكونوميست) إلى القول بأن هذا الوضع يفرض الحديث عن خروج اليونان من منطقة اليورو فرضا ، ويجعل من تفاديه أمرا مستحيلا.
أرسل تعليقك