دمشق - العرب اليوم
تهاوت الليرة السورية بشكل متسارع أمام صعود الدولار وسط مخاوف سكان العاصمة دمشق مما هو قادم ، فمنذ صباح يوم أمس الثلاثاء بدأ الدولار يرتفع ليسجل في السوق السوداء 360 ليرة للدولار الواحد شراء، و364 ليرة للمبيع.
وانهارت الليرة صباح أمس بشكل مفاجئ وتراجعت قيمتها عند الظهيرة، حيث ارتفع سعر الدولار إلى 364 مبيع و368 شراء، لينتهي يوم أمس بـ 375 شراء و379 مبيع للدولار الواحد أمام الليرة السورية.
وازداد الأمر سوءاً مع صباح اليوم الأربعاء حيث وصل سعر الدولار إلى 380 ليرة شراء، و382 مبيع. ليرتفع الذهب أيضأ، حيث سجل الغرام عيار 21 سعراً قدره 11400 ليرة سورية، أما غرام الذهب عيار 18 وصل إلى 9771 ليرة سورية.
انهيار الليرة السورية أغفلته الحكومة وكان حديث رئيس الحكومة وائل الحلقي أمس منفصلاً عن الواقع بحسب سكان العاصمة حيث قال الحلقي "إننا نعمل على القيام بإجراءات لتعزيز صمود واستقرار الليرة ومحاربة التهريب بكل مكوناته." بينما كانت الليرة تسجل أرقاماً قياسية في الانخفاض خلال هذه الأثناء.
كذلك بقيت أسعار الصرف في مصرف سوريا المركزي التابع للنظام منفصلة عن السوق والواقع حيث حدد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بـ 323.56 ليرة سورية كسعر وسطي للمصارف و323.61 ليرة كسعر وسطي لمؤسسات الصرافة.
وأدى الانحدار الكبير لليرة إلى جمود كبير في معظم أسواق دمشق، وارتفاع كبير في أسعار معظم المواد والسلع وخاصة الإلكترونيات والتجهيزات المستوردة بين ساعة وأخرى.
حيث ارتفعت أسعار الإلكترونيات بشكل كبير فأجهزة الخليوي التي كانت يتراوح سعرها بين 10 ألاف و15 ألف ليرة قفزت إلى 40 ألف ليرة، والبرادات التي كانت تباع بـ 90 ألف ليرة ارتفعت إلى حدود في 210 ألف ليرة في غضون ساعات، وتوقفت الأسواق عن البيع مؤقتاً إلى حين معرفة استقرار الليرة على سعر محدد مقابل الدولار.
كما رافق الارتفاع في أسعار الالكترونيات ارتفاع في أسعار اللحوم، ليقفز سعر لحم العجل من 2600 ليرة إلى 3500 ليرة، في ظل امتناع العديد من التجار عن البيع ريثما يستقر سعر جديد للدولار أمام الليرة. وقال "أبو عاطف" (53 عاماً) معبراً عن غضبه من الحالة الاقتصادية التي وصلت اليها البلاد: "أعتقد سيأتي يوم وسنكون نحن مثل أهل الكهف، نستيقظ وننزل إلى الأسواق فلا نستطيع شراء أي شيء بالعملة السورية، عندها سوف نصرخ كم لبثنا".
بينما رأى أيمن عماد (32 عاماً) نية عند حكومة الحلقي لسحق الشعب في دمشق، وقال: "يقومون بسحقنا اقتصادياً يريدوننا أن نموت جميعاً، من لم يمت على جبهات القتال، وفي القذائف سوف يأكل الجوع أحشائه، كل الأسعار في صعود إلا رواتبنا".
ويبدو ان جبهات القتال المستعرة حول دمشق، وعدم وجود خطة دعم واضحة لليرة السورية من و الفساد المستشري، كلها عوامل يعزوها أهالي العاصمة سبباً لتدهور العملة السورية، فضلاً عن دمار البنية التحتية وشلل الحياة الاقتصادية في البلاد طوال أربع سنين خلت.
أرسل تعليقك