قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الثلاثاء ان على واشنطن وبكين ان تكونا "صادقتين ومباشرتين" بشأن العلاقات بين البلدين، واكد ان على بكين ان تعلم ان الطرق البحرية العالمية يجب ان تبقى مفتوحة امام التجارة.
وفي تصريحات اتسمت بصراحة غير معتادة قال نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ يانغ ان البلدين اللذين تعتبران اكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، لا تتفقان على كل شيء مقرا انه "لا تزال هناك بعض المسائل التي لا نتفق عليها".
الا انه اكد ان "الحوار هو دائما افضل من المواجهة".
وقال ان "الصين والولايات المتحدة يجب ان لا تسيرا على نفس الطرق القديمة من المواجهة والنزاع". ويقود الوفد الصيني كذلك مستشار الدولة الصيني يانغ جيشي.
وقال بايدن اثناء استقباله وفدا من كبار المسؤولين الصينيين في واشنطن في اطار جولة الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السنوية السابعة بين البلدين، ان على بكين ان تكون شريكا في الحوار في جميع المفاوضات العالمية المهمة.
واضاف "اعتقد ان مستقبل نجاح الصين ونفوذها العالمي يرتبطان ارتباطا مباشرا بمدى تصرفها كشريك مسؤول (...) ومن الضروري لتحقيق ذلك ايجاد طرق جديدة للعمل معا حتى اثناء سعينا الى ادارة المنافسة المستقبلية".
الا انه وجه تحذيرا صارما لبكين وسط الخلافات على الاراضي مع جاراتها الاسيوية في بحري جنوب وشرق الصين. وقال انه يجب ان تبقى الممرات البحرية العالمية "مفتوحة ومحمية" من اجل التجارة.
وقال "الدول المسؤولة تلتزم بالقانون الدولي وتعمل معا من اجل الابقاء على الطرق البحرية مفتوحة للتجارة بدون عوائق. ان 80% من جميع النشاطات التجارية اليوم تجري على ظهر سفينة ما تعوم في مكان ما في المحيطات".
واكد ان "الابقاء على الممرات البحرية مفتوحة ومحمية اصبح اكثر اهمية اليوم من اي وقت مضى في تاريخ البشرية بسبب اتصال دول العالم ببعضها البعض".
وتوجه قرابة 400 مسؤول صيني الى واشنطن للمشاركة في الحوار السنوي الذي يستضيفه نائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاكوب لو.
وهي الجولة السابعة من "الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين" السنوي الذي يستضيفه البلدان بالتناوب.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان المحادثات حتى الان "صريحة وتدخل في صلب الموضوع" وتشمل "المسائل الاكثر حساسية في العلاقات" بين البلدين.
وتابع المسؤول ان "العلاقة بين الولايات المتحدة والصين واسعة جدا كما انها معقدة جدا لكنها في غاية الاهمية".
وعلى الرغم من مجالات التعاون المتعددة مثل المحادثات حول الملف النووي الايراني والوضع في افغانستان والتبدل المناخي، الا ان هناك نقاطا خلافية عدة.
ولا يزال هناك خلاف بين الصين والولايات المتحدة حول مطامع الصين في بحر الصين الجنوبي فقد حثت واشنطن بكين مرات عدة على التوقف عن بناء جزر اصطناعية في هذا البحر.
الا ان الصين اعلنت الشهر الماضي توسيع نفوذها العسكري الى ما بعد حدودها البحرية وفي الجو.
وقال بايدن ان "الامم التي تتجاهل الدبلوماسية وتستخدم طرق الاكراه والترهيب لحل الخلافات او تغض الطرف عن عدوان الاخرين تتسبب في زعزعة الاستقرار".
ورغم ان بايدن لم يخف الخلافات بين بكين وواشنطن، الا انه وصف بكين بانها "شريك" حول العديد من المسائل سواء النووية او تلك المتعلقة بالتغير المناخي.
وكانت العلاقات بين البلدين توترت بسبب القرصنة المعلوماتية وحقوق الانسان.
فقد علقت بكين العام الماضي مجموعة عمل مشتركة حول القرصنة المعلوماتية بعد اتهام خمسة عسكريين صينيين في الولايات المتحدة في ايار/مايو ب"القرصنة المعلوماتية" و"التجسس الاقتصادي".
ويتوقع ان يتناول الحوار ايضا اليوان الذي تعتبر واشنطن ان سعره منخفض اصطناعيا دون قيمته الحقيقية، ما يزيد العجز في الميزان التجاري لصالح الصين بحيث بلغ بالنسبة للسلع وحدها في 2014 رقما قياسيا زاد عن 342 مليار دولار.
وعلى صعيد المناخ، وقعت واشنطن وبكين اتفاقا في تشرين الثاني/نوفمبر لتقليص انبعاثاتهما قبل عام من مؤتمر باريس في نهاية 2015. وهما تتعاونان مع القوى الكبرى الاخرى لايجاد حل للملف النووي الايراني.
أرسل تعليقك