عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان
آخر تحديث GMT00:08:19
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان

مواجهة بين متظاهرين والشرطة
بيروت - العرب اليوم

تبدي الحكومة اللبنانية عجزا كاملا عن حل ازمة النفايات المستمرة منذ اكثر من شهر على الرغم من تصعيد ناشطي المجتمع المدني تحركهم الاحتجاجي ضد الشلل الحكومي والفساد.
ودخل عشرات الناشطين الثلاثاء الى مقر وزارة البيئة في وسط بيروت واعتصموا داخلها لمدة ثماني ساعات مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، متهمين اياه بالفشل في التعامل مع ازمة النفايات. واخرجتهم القوى الامنية بالقوة.

وبدأ الناشطون منذ حوالى الشهر سلسلة تحركات احتجاجية بينها تظاهرات حشدت للمرة الاولى في تاريخ لبنان الاف الاشخاص لدوافع مطلبية، معبرين عن استياء جماعي من شلل المؤسسات العامة وفساد السياسيين والعجز عن معالجة مطالب حياتية اساسية ابرزها جمع النفايات المكدسة في الشوارع وتنظيم التيار الكهربائي وغيرها من الخدمات.

ولم يتمكن مجلس النواب اللبناني الاربعاء للمرة الثامنة والعشرين من انتخاب رئيس للجمهورية، فيما المنصب شاغر منذ ايار/مايو 2014، ما يشكل دليلا اضافيا على الشلل والانقسام السياسي في البلد حول كل القضايا من اصغرها الى اكبرها. وارجئت الجلسة التي لم يكتمل نصابها القانوني الى 30 ايلول/سبتمبر.
وعبر الناشطون الذين اعتصموا الثلاثاء في اروقة وزارة البيئة والمنتمون بغالبيتهم الى حملة "طلعت ريحتكم"، عن تصميمهم على المضي قدما في تحركاتهم.

وقال احد اركان الحملة اسعد ذبيان لوكالة فرانس برس "كل الخيارات مفتوحة"، مضيفا انه سيتم الاعلان مساء عن "مبادرات جديدة"، و"سندعو كل المناطق اللبنانية الى الاستنفار والتحرك".
وبدأت حملة اخرى بعنوان "بدنا نحاسب" تجمعا الساعة 18،00 من مساء اليوم (15,00 ت غ) في ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة "للتأكيد على رفض قمع السلطة وتجديد المطالبة بمحاسبة الطبقة السياسية"، بحسب بيان صادر عنها.

وقال ذبيان من جهته ان "الحكومة مصرة على تجاهل مطالب اللبنانيين"، مضيفا ان "المسؤولين في حالة افلاس سياسي، وهم عاجزون عن اتخاذ اي قرار".
واشار الى ان احتلال الوزارة "سجل نقطة تصعيدية في التحرك"، ولو ان الوزير لم يتجاوب مع الدعوات الى الاستقالة.

وبدأ حراك المجتمع المدني بعد ان غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق اخرى في ازمة نتجت عن اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وعن انتهاء عقد شركة مكلفة جمع النفايات من دون التوصل الى ابرام عقد جديد.

ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في اماكن عشوائية من دون معالجة وفي شروط تفتقر الى ادنى معايير السلامة الصحية. ولم تتوصل الحكومة الى حل للازمة بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وارباح من اي عقود مستقبلية.

واضيفت ازمة النفايات الى الازمة السياسية الناجمة عن شغور في موقع رئاسة الجمهورية، وعن توترات امنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما اعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته للمرة الثانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 حتى حزيران/يونيو2017.

وقالت مهى يحيَ من مركز كارنيغي للابحاث في الشرق الاوسط لوكالة فرانس برس "الامر لا يتعلق بالنفايات فحسب، بل بالادارة"، مشيرة الى ان السياسيين "يتعاملون مع البلد كأنه شركتهم الخاصة حيث يتقاسمون الارباح في ما بينهم".

واضافت "في مسألة النفايات، الناس يتوقعون نتائج في اسرع وقت. هناك خطوات يمكن للحكومة القيام بها ستجد صدى في الشارع. الا انهم لا يريدون مواجهة الوقائع بان التحرك عفوي ناتج عن عدم قدرة الناس على التحمل بعد الآن".
ويطالب المتظاهرون بحل دائم لمشكلة النفايات. كما يطالبون باجراء انتخابات نيابية، وبمحاسبة المسؤولين عن استخدام العنف مع المتظاهرين.

وعقد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا اقر فيه بحصول "افراط في استخدام القوة" في تظاهرة حصلت في 22 آب/اغسطس، مشيرا الى "احالة ضابطين الى المجلس التاديبي وانزال عقوبة مسلكية بستة عسكريين" نتيجة ذلك.
الا انه جدد التاكيد على ان "اي اعتداء على مؤسسة عامة سيتم حسمه من اللحظة الاولى (...) وبالقوة اذا لم يستجب المعتصمون".

بدورها، قالت الناشطة نعمت بدرالدين ان "المرافق العامة هي ملك الشعب اللبناني".
واضافت ان "الشعب اللبناني اكثر حرصا على هذه المرافق (من الحكومة.) سننزل ونكون حريصين. الغضب الذي راه وزير الداخلية نهاد مشنوق لم يبدا بعد. الوزير هو المسؤول ويجب محاسبته".

ويرى خبراء ان على الناشطين ان يحصروا مطالبهم من اجل حصد نتيجة.
وقالت سحر الاطرش من "مجموعة الازمات الدولية" (انترناشونال كرايزيس غروب) "لا شك ان هذه التظاهرات تضع ضغطا حقيقيا على الحكومة".
واضافت "في مواجهة حكومة تقود المؤسسات من شلل الى آخر"، كسر التحرك "الخمول السائد داخل المجتمع اللبناني".

الا انها اشارت الى ان المطالبة باستقالة وزير قد تثير انقساما بين المحتجين "ولن تحل اي مشكلة".
واستغرق تشكيل الحكومة الحالية تسعة اشهر بسبب عمق الانقسامات بين الاطراف اللبنانيين، وهي تضم ممثلين عن مجمل الاطراف، وشكلت بتوازن دقيق بين هذه الاطياف.

وعبرت الاطرش عن املها "في ان تحصل تعبئة هادفة وواقعية للمطالبة بحل لازمة النفايات (...)، لان الحركة قد تخسر من اندفاعتها اذا لم تحقق اهدافا ملموسة في المدى القريب".

المصدر أ.ف.ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان عجز حكومي ازاء تصاعد حركة الاحتجاج ضد الفساد في لبنان



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي
 العرب اليوم - مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 23:22 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»
 العرب اليوم - روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab