الرياض – العرب اليوم
أرجع المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي انخفاض جرائم تهريب وترويج المواد المخدرة في المملكة، لعدد من الأسباب يأتي في مقدمتها وعي المواطن الذي بات مرتفعًا، فيما يتعلق بأضرار وخطورة آفة المخدرات، وانعكاساتها السلبية للغاية على الفرد والأسرة والمجتمع، معرباً عن أمله باستمرار زيادة وارتفاع هذا الوعي، في حين تأتي اليقظة والخبرة لدى رجال الأمن في المملكة، كثاني أسباب تراجع معدلات جرائم تهريب وترويج المواد المخدرة خلال العام الفائت عن الأعوام الثلاثة التي سبقته.
جاء ذلك خلال مؤتمرٍ صحافي عقده اللواء التركي أمس الأحد في مقر نادي ضباط قوى الأمن بالرياض، للحديث عن تفاصيل بيان وزارة الداخلية الصحافي الصادر أمس الأحد ، وتناول نتائج المهمات الأمنية التي نفذها رجال الأمن لمكافحة وإحباط تهريب وترويج المواد المخدرة خلال أشهر ( جمادى الأولى ، وجمادى الثاني ، ورجب ، وشعبان ، ورمضان ، وشوال ) من العام الماضي 1436هـ، ونتج عنها القبض على 1309 متهمين متورطين في تهريب وترويج المواد المخدرة وضبط ما في حوزتهم منها.
وأوضح التركي أن هناك عدد من العوامل التي تكاملت، لتسهم بجانب وعي المواطن ويقظة رجل الأمن في انخفاض النسبة العامة لترويج وتهريب المواد المخدرة داخل المملكة، مثل تنفيذ الأحكام الشرعية في حق من ثبت تورطهم في مثل هذه الجرائم، إلى جانب العمل الأمني النموذجي على حدود المملكة، والتعاون البارز فيه بين عدد من الجهات المعنية، على غرار الجمارك السعودية، والتنسيق الجاري بينها، بتناغم وتفاهم وسرعة ودقة متناهية، لافتاً النظر إلى الخطط الأمنية التي وضعت في الحسبان الاضطرابات التي تشهدها المنطقة سياسيًا وأمنيًا، وتبعات ذلك فيما يتعلق بإنتاج وتهريب المخدرات والعمل في هذا الشأن بشكل أكثر ارتياح وبتركيز أعلى، حين شددت تلك الخطط الأمنية على تأمين الحدود بشكلٍ يزيد من الصعوبات والعوائق التي تواجه عمليات نقل المواد المخدرة إلى داخل البلاد، مؤكدًا أن تلك الخطط حققت نجاحًا كبيرًا.
وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن نسبة السعوديين المتورطين في تهريب وترويج المواد المخدرة داخل المملكة خلال العام الفائت 1436هـ بلغت 37%، فيما كانت النسبة الأكبر في هذا الشأن للأجانب بـ 63%، مبينًا أن المواد المخدرة المهربة والمروجة تنوعت بين حبوب الإمفيتامين والحشيش المخدر والهروين الخام ومادة الشبو المخدرة والأقراص الخاضعة لتنظيم التداول الطبي، مؤكداً أن نسب انخفاض أو ارتفاع تهريبها إلى الوطن أو ترويجها داخله اختلف في عام 1436هـ الماضي عن الأعوام التي سبقته، حيث تراجعت نسب تهريب وترويج حبوب الإمفيتامين والحشيش المخدر، فيما ارتفعت إلى حدٍ ما نسب تهريب وترويج مادة الشبو المخدرة والأقراص الخاضعة لتنظيم التداول الطبي، مشددًا على أن العمل جارٍ على نطاق واسع جدًا للتعامل مع هذه المعدلات، سواءً كانت منخفضة أو مرتفعة، لاسيما وأن الجهات المعنية في وزارة الداخلية والجمارك السعودية اعتادت القيام بجهود أمنية وبحثية حثيثة، للوصول لنتائج دقيقة في هذا الصدد، تدعمها خبرات متراكمة وتنسيق عالي المستوى فيما بينها، لتحقيق إنجازات اعتادت على تحقيقها في هذا الشأن.
وأكد التركي أن القبض على العصابات الدولية التي تمارس تهريب المخدرات، يتطلب تعاونًا دوليًا وتنسيقًا متواصلًا بين الجهات الأمنية في البلدان المستهدفة من قبل هذه العصابات والمتضررة من ممارساتها الإجرامية، لافتًا النظر إلى أن ذلك يتطلب قبل كل شيء جمع معلومات دقيقة جدًا وغاية في التفصيل عن هذه العصابات وأعمالها، ومن ثم يأتي التنسيق والعمل على إحباط مخططاتها والقبض على جميع أفرادها.
أرسل تعليقك