قال أمس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية في حوار لموزاييك والإذاعة الوطنية وراديو ماد انه تم ترشيح رئيس الحكومة الحبيب الصيد من داخل «نداء تونس» الحزب الفائز بالأغلبية في الانتخابات مشيرا إلى أن حكومة الصيد حصلت على موافقة 166 نائبا من جملة 216 وأنها حصلت على دعم 157 نائبا في التحوير الوزاري معتبرا ان الحبيب الصيد رجل كفؤ ويقوم بواجباته كما ينبغي قائلا «خدّام والدليل كلمني بالهاتف السادسة و40 دقيقة صباحا ...ويكون في مكتبه يوميا منذ الساعة السابعة صباحا».
وأكد رئيس الجمهورية أن رئيس الحكومة يقوم بواجبه بالشكل المطلوب رغم كل الانتقادات معتبرا أن تحقيق نسبة نمو لا تتجاوز 0.8 ٪ يعتبر ايجابيا خصوصا في ظل الصعوبات التي تعيشها بلادنا علاوة على تنامي ظاهرة الإرهاب في الفترة الأخيرة. وتابع رئيس الدولة «أنا متمسك برئيس الحكومة لأنه يقوم بواجباته وسنواصل على هذه الوتيرة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك»...وأضاف السبسي «هذه الحكومة مطالبة بتحسين الوضع والقيام بواجباتها إلى نهاية السنة ومن ثمة سيتم تقييم عملها وتحميل المسؤوليات».
واتهم الباجي قائد السبسي المعارضة بممارسة ما سمّاه «إرهابا ذهنيا» على الحكومة من خلال عدم رضاها الدائم عن اداء الحكومة مشيرا الى أن «الجبهة الشعبية» لا تمثل تونس الا بجزء صغير وان الجبهة والمعارضة تخرجان الى الشارع لأمر في نفس يعقوب وان رئيس الجمهورية هو الذي يمثل تونس لأن الشعب التونسي اختاره ليمثله.
وقال السبسي إن لدى المعارضة هاجسا من ان يتمّ التطبيع مع اسرائيل مؤكدا ان تونس لن تطبع علاقتها مع اسرائيل واعتبر ذلك «منامة عتارس» وان مصالح تونس مع الاتحاد الاوروبي وامريكا وان لا مشكلة كذلك لديها مع ايران والامارات.
واوضح السبسي انه «الجبهة الشعبية» حرة في مقاطعة الاحتفال بعيد الاستقلال ثم استطرد قائلا «لقد لبوا دعوة رئاسة الجمهورية وحضروا نشاطات بيت الحكمة الذي نظمته رئاسة الجمهورية واذا كانت لهم مبرراتهم في مقاطعة عيد الاستقلال فهم احرار ولكن ما يصرحون به ليس «قرآنا»، داعيا «الجبهة الشعبية» الى الابتعاد عن «الارهاب الفكري» مؤكدا أن المعارضة دائما ما تنتقد وان ذلك ليس الدور الحقيقي للمعارضة بل يجب عليها ان تقول للحكومة احسنت عندما تحسن الصنيع وتنتقدها عندما تخطئ.
من جهة اخرى، اكد السبسي انه لا يعتبر نفسه وريثا لأي أحد في اشارة الى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة معتبرا هذا الأخير رمزا وطنيا يجب الاعتراف بإنجازاته لتونس مشددا على ان الدولة لن يرثها أي أحد مؤكدا انّ قرار إرجاع تمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة إلى مكانه بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة كان من أجل تونس وبطلب من المقاومين، مشيرا إلى ان في ذلك رمزية كبرى.
وفي تعليقه على دعوة القيادي بالحزب الجمهوري عصام الشابي إلى إرجاع برنامج «القافلة تسير» الذي كان يبث على الإذاعة الوطنية في عهد حكم بورقيبة كتعبير عن انتقاده لقرار إرجاع تمثال بورقيبة ، قال رئيس الجمهورية «من قال هذا الكلام ما نعرفوش وليس في المستوى وعيب عليه».
وأوضح رئيس الجمهورية ان هناك حملة مسعورة على تونس يقودها البعض ممن يدعون انهم من أبنائها وذلك في ما يتعلق بتصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية. وقال الباجي قائد السبسي ان تونس عضو في المؤسسات الدولية وفي الجامعة العربية وحزب الله حزب شيعي ولكنه وطني ويدافع عن استرجاع الاراضي اللبنانية من اسرائيل وفي هذا السياق تونس تعلن ان حزب الله حزب مقاوم ووطني ومجاهد ولا يمكن لنا ان نصرح بأنه حزب إرهابي واذا كان لديه نشاطات اخرى وفي حرب مع السنة فتونس لا دخل لها فيها. واوضح ان وزير الخارجية هو الذي يعبر عن موقف تونس.
واكد ان اجتماع وزراء الداخلية او الخارجية لا يعبر عن موقف جميع الدول واكد ان تونس تساند حزب الله في سعيه ضد اسرائيل و«كل عمل يقوم به ضد حزب الله فنحن معه» . ونفى ان يكون في بيان وزراء الخارجية العرب توصيف بأن حزب الله تنظيم ارهابي وافاد ان البيان الختامي لا يلزم أية دولة وقال إن حزب الله ليس مشكلة تونس الكبيرة والشعب التونسي لديه مشاكله.
وقال السبسي انه سيؤدي زيارة الى بن قردان مشيرا الى أن تأمين الحدود الكترونيا سيكون جاهزا هذه السنة مؤكدا ان الصفقات وقعت مع الدول المعنية. وبالنسبة للدور الذي تلعبه تونس مع ليبيا ، قال إن تونس تلعب دورا لا يمكن ان يلعبه غيرنا وصرح بأن الحل بالنسبة للوضع في ليبيا لا يمكن ان يكون الا ليبيا. وقال السبسي انه مسؤول عن موقف تونس ولا يترك المجال مفتوحا لاي شخص آخر للتعبير عن موقفها بصفة عكسية .
ية وحكومتها وجدتا وضعا صعبا وانه عندما وصل الى الحكم وجد ارهابا كبيرا وان الحكومة قامت بواجب كبير في مجال مقاومة الارهاب. الى جانب وضع اقتصادي سيء وخزينة فارغة بما يعني ضرورة جلب الاستثمارات. واشار الى أنه تقدم بمبادرة وطنية تقضي بالعفو عن رجال الاعمال الذين لم يسرقوا شيئا مؤكدا ان المبادرة مازالت في مجلس نواب الشعب ولم ينظر فيها بعد.
وقال رئيس الجمهورية إنه اُنتخب رئيسا للجمهورية لإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها، مؤكدا التزامه بما أوكل له من مهام في إطار مسؤولياته الدستورية مضيفا أن تونس لن تتجاوز الأزمة التي تعيشها دون مبادرة المصالحة الاقتصادية التي طرحها منذ فترة.
وحول الامن ومستوى المعيشة المتعب بالنسبة للتونسي والتعديلات التي سيتم القيام بها قال السبسي انه اولا عندما «وصلت الحكومة وجدت وضع الشعب اكثر تدهورا من الآن وأن الشعب التونسي لا يعمل ومن يملك شغلا لا يشتغل».
وقال السبسي إن أسبابا تقنية عطلت وصول حوّامات «بلاك هوك» الأمريكية وان الجيش طلب ادخال تعديلات عليها حتى يتم تكييفها مع العمليات العسكرية. وأوضح السبسي «تمويل الطائرات كان تونسيا مائة بالمائة». «مضيفا «طائرات اف 5 التي وعدت بها السعودية مرحب بها. يعتبرها البعض قديمة لكن الجيش التونسي يستخدمها منذ مدة بشكل ناجع».
أرسل تعليقك