مكة المكرمة ـ العرب اليوم
رعى وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار أمس الأثنين إطلاق فعاليات ندوة الحج الكبرى في رحاب مكة المكرمة بحضور سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وسط حضور ومشاركة أكثر من 200 باحث من العلماء والفقهاء من داخل المملكة وخارجها وتحمل في درتها ال39 موضوع "تعظيم شعائر الحج" والذي جاء من وحي قوله تعالى : {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ واستجابةً لما ورد في توصيات الندوة في دورات عديدة سابقة ونتيجةً لمقترحات وحوارات ومداخلات العديد من ضيوف الندوات في السنوات الماضية.
إجماع بحثي على أن المساس بأمن الحرمين الشريفين من ضروب الإلحاد وعدم تعظيم الشعائر
وأكد معاليه أن المملكة ممثلة في وزارة الحج دأبت على إقامة هذه التظاهرة الإسلامية على مدى أكثر من ثلاثة عقود بمكة المكرمة بحضور نخبة من العلماء والفقهاء والمفكرين والكتّاب من داخل المملكة وخارجها والذين سيثرون جلسات ندوة هذا العام ببحوثهم ومحاضراتهم ونقاشاتهم عبر نافذة تعظيم شعائر الحج الذي هو من تعظيم الله تعالى وباعثٌ كبير على تقوى الله عزَّ وجل ويكون تعظيم هذه الشعائر أولاً بمعرفتها وبيان المراد منها وذكر أنواعها وحقوقها ثم القيام بتعظيمها مشيراً إلى أن هذا التعظيم يستدعي أيضاً معرفة فقه ذلك وكيفية تحقيقه كما بينه الأئمة فقهاء هذه الأمة وعلماؤها الأجلاء.
كما خاطب في مستهل أعمال الندوة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ علماء الأمة الإسلامية وفقهاءها وباحثيها حاثاً على أن يثروا جانب تعظيم شعائر الحج بأطروحاتهم التي تصب في أن تعظيم هذه الشعائر هو إتقان فعلها وأداؤها على أكمل وجوهها ومعرفة أسرارها وحقوقها وما لها من تفضيل وإجلال مع خضوع القلوب وانكسارها إلى بارئها جل وعلا ومع بيان الفوائد الكثيرة الخيرة التي تُجتنى من ذلك التعظيم.
ومن المؤكد ومن خلال الأبحاث المرفوعة للندوة والتي سيشارك بها الباحثون على أن هذا التعظيم يتضمن ثلاثة أمور هي ذكر شعائر الحج مجملة والأمر بتعظيمها وبيان أسباب هذا التعظيم وآثاره، ومن خلال دراسة فقه تعظيم شعائر الحج حيث يقف المسلم على ما في هذه الأمكنة المباركة والمناسك المعظمة من حرمة الزمان والمكان ويعرف ما بينه علماء المناسك فيها من أحكامها وكيفية تعظيمها.
وتشير هذه الأبحاث على أن شعائر الحج هي أعلام دين الله الظاهرة في المناسك ومعالمه البارزة التي ندب إليها وأمر بالقيام بها وبذكر الله عندها تعظيماً له وعلماً على توحيده وطاعته وعبادته وأداءً لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام وأنه من أسس تعظيم شعائر الحج أن يتجنب كل ما يخل بهذا التعظيم مع الابتعاد عن كل ما يمس الأمن والسلامة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أو يمس أمن الحجاج وضيوف الرحمن لأن ذلك مطلب شرعي أساسي في كل شعيرة من شعائر الحج بل إن الإخلال بهذا الجانب يعد من أبرز ضروب الإلحاد في الحرم، كما قال تعالى: {ومن يُرِد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم.
أرسل تعليقك