قام وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل ومعه المدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي للتنمية عبدالله الديلمي والممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة باولولميبو بالتدشين الأولي لمشروع المعهد الايطالي اليمني للحفاظ على التراث الثقافي ومقره دار الحمد بصنعاء.
وأوضح وزير الثقافة خصوصية وأهمية المشروع باعتباره يمثل رافد هاما لخدمة التراث الثقافي ليس في اليمن وحسب وإنما في المنطقة ككل .
وقال: استطيع أن أتحدث أننا وضعنا أقدامنا في الطريق الصحيح في سبيل الحفاظ على المعالم الأثرية من خلال هذا المعهد ومهامه التي تتركز في تدريب على آليات الحفاظ على المباني التاريخية والتراث الثقافي عموما".
وأعرب عن التقدير لجهود الحكومة الايطالية ومساهمتها في الحفاظ على المعالم التاريخية اليمنية ..منوها بخصوصية التعاون الثقافي اليمني الايطالي وما قدمته ايطاليا من خلال خبرائها من خدمات لليمن في مجال التدريب والتأهيل للكوادر البشرية على صعيد إعادة تأهيل المعالم التاريخية والأثرية والحفاظ على التراث الثقافي .
وأضاف: مشروع هذا المعهد متطور جدا وسيتم القبول فيه للدراسيين من حاملي شهادة الثانوية بالإضافة الى اقامة ورش عمل مختلفة منها للنجارة وترميم الأخشاب الأثرية القديمة وأيضا ورش للعمل على تقنيات البناء التقليدي وهذا ما نحتاجه لكي نحافظ بطبيعة الحال على معالمنا التاريخية بالتعاون مع الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة" .
فيما قال مدير المعهد الايطالي اليمني للحفاظ على التراث الثقافي المهندس رينزور افنيان: خلال تواجدنا في اليمن مارسنا جهودا في ترميم معلمين أثريين وتاريخيين على مستوى العالم الإسلامي وهما الجامع الكبير بصنعاء ومسجد ومدرسة الاشرفية بتعز من خلال مشروع مشترك مع الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث شهد هذان المشروعان تأهيل كادر وطني في مجال الترميم الدقيق خلال هذه السنوات".
واستطرد: لقد ولدت وكبرت الفكرة والإرادة لإنشاء معهد للحفاظ على التراث الثقافي في بلد ذي عراقة تاريخية كبيرة وغنيً بتراث فريد من نوعه ومعالم ومواقع أثرية وتاريخية والذي في نفس الوقت بحاجة ماسة الى سياسات و أدوات تنفيذية للإنقاذ والحفاظ علية بصور احترافية ".
وأشار الى أن مقر المعهد بات جاهزا إلا انه مازال خالياً من المعدات اللازمة لتنفيذ برامجه التعليمية .. وقال : نحن متفائلون أن الاهتمام الظاهر و الإرادة المعلنة من قبل المؤسسات الوطنية والدولية ستفضي قريباً الى الترجمة المبدئية لبرامج مفيدة على كامل الأصعدة بالتعاون مع الجهات الرسمية ".
وأعلن أن المعهد سيبدأ أنشطته منتصف نوفمبر المقبل من خلال برنامجين الأول سلسلة من ورش العمل المتخصصة في سياق الحفاظ على التراث والتوثيق والتخطيط للتنمية وحفظ التراث الثقافي بينما البرنامج الثاني يتمثل في تفعيل ورشة النجارة من خلال برنامج رائد حول طرق الحفاظ على الأخشاب الأثرية .
وأضاف: بالتوازي مع ذلك سيتم إعداد البرامج التعليمية والتدريبية وفق معايير ومواصفات دولية معتمدة عبر مسارين ، الأول في المستوى الجامعي ما بعد الثانوية في ترميم وحفظ الأخشاب الأثرية والأحجار والرسومات الجدارية، أما المسار الثاني فله ثلاث مسارات سنوية الأول في مجال تقنيات البناء التقليدية والثاني في تدوين التراث المنقول خاصة المتواجد في المتاحف والبرنامج الثالث في مجال الحفاظ على البيئة لإعادة تأهيل المقاشم والبساتين ولإنشاء وإدارة الحديقة النباتية المزمع تبنيها في مشروع رائد ".
وأشاد بدور وزارة الثقافة وهيئاتها المتخصصة والصندوق الاجتماعي للتنمية وبرنامج الإنماء للأمم المتحدة واليونسكو في تأسيس هذا المعهد .
من جانبه أشار المدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي للتنمية عبدالله الديلمي الى سياسة الصندوق وتوجهاته خلال الخمسة عشر عاما وبخاصة على صعيد على الحفاظ على التراث التاريخي والمعالم الأثرية .
وقال: إن الكوادر البشرية والإمكانات المادية تشكل فجوة من خلال ممارسة برامجنا في الحفاظ على التراث والمعالم التاريخية ".. معربا عن الأمل في أن تسهم مخرجات هذا المعهد في تطوير آليات الحفاظ والترميم الأثري .
الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة باولو لميبو أعرب بدوره عن سعادته بالمشاركة لسببين :الأول بدء عملية تجهيز المعهد وتأهيله بما سيجعله من أهم المدارس في العالم لأن الموروث اليمني يستحق أن يكون في وضع أفضل مما هو عليه والسبب الثاني للقيمة المعنوية لوجودنا في أحد المراكز التاريخية .
وأشاد بالخصوصية الثقافية لليمن .. منوها بالاهتمام العالمي بالتراث اليمني باعتباره جدير بهذا الاهتمام .
حضر التدشين الأولي وكيل وزارة الثقافة لقطاع الآثار والمتاحف والمدن التاريخية الدكتور مجاهد اليتيم ورئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني ونائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية نبيل منصر ومستشار أمانة العاصمة عبدالله سبل.
أرسل تعليقك