توت عنخ آمون يأبى أن يكون في طي النسيان
آخر تحديث GMT08:40:17
 العرب اليوم -

"توت عنخ آمون" يأبى أن يكون في طي النسيان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "توت عنخ آمون" يأبى أن يكون في طي النسيان

مقبرة الملك توت عنخ أمون
القاهرة ـ أ.ش.أ

رغم مرور 93 عاما على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون فى وادى الملوك بالأقصر فى 4 نوفمبر عام 1922، إلا أن هذا الملك يأبى أن يكون فى طى النسيان مصمما أن يتذكره الجميع ، فهو يعد من اكثر الشخصيات إثارة للجدل على مر التاريخ ، حيث توفى فى سن مبكرة وفى ظروف غامضة تاركا وراءه أسرارا لا تزال تحير العالم حتى يومنا هذا ، الى جانب تعرضه ومقتنياته للكثير من الحوادث الغريبة ، التى تتناقلها باستمرار جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية وتسلط الضوء عليها ، مما يجعله دائما فى بؤرة الاهتمام فارضا نفسه على أحداث العالم .

وأكد أحمد صالح باحث المصريات - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الذكرى ال 93 التى تمر بعد غد "الأربعاء " على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبى - أن توت عنخ آمون توفى عام 1323 ق م بعد عمر قصير في حكم مصر ، وهو 10 سنوات ، وكان عمر الملك صغيرا حيث بلغ 19عند وفاته ، وبعد 70 يوما تم فيه تحنيط جسد الملك الصغير تم دفنه في المقبرة التي اخذت رقما في وادي الملوك وهو المقبرة "رقم 62 ".

وقال صالح إن المقبرة تعرضت للسرقة الأولي بعد فترة قليلة من دفن الملك توت عنخ أمون ، وكان ممر المقبرة خاليا من الرديم عند تعرضها للسرقة ولكن كان به مواد التحنيط والوجبة الأخيرة وكانت موضوعة علي الأرض ، وقام اللصوص بعمل فتحة في مدخل المقبرة ومدخل الغرفة الأمامية ، ومدخل غرفة الدفن ، واستطاع اللصوص في هذه المرة الدخول الي كل ركن من المقبرة ، ولكن تم اكتشاف السرقة وقام عمال الجبانة بنقل مواد التحنيط الي حفرة أمام مقبرة توت عنخ أمون ، وهي التي تعرف باسم المقبرة "رقم 54"، والتي اكتشفها تيودور ديفز عام 1907 ، وغطى عمال الجبانة الممر برديم وكتل حجرية .

وأضاف انه بعد شهور من السرقة الأولي حدثت السرقة الثانية ، حيث قام اللصوص بعمل فتحة في المدخل وحفروا قناة في الرديم ودخلوا فقط الي الغرفة الأمامية وغرفة الملحق ، وتم إعادة إغلاق المقبرة في العام الثامن من حكم الملك حور محب ، وأمر "مايا " المشرف علي أعمال الجبانة مساعده "جحوتي مس " بصيانة المقبرة وإغلاقها ، وعثر هوارد كارتر علي إناء يحمل اسم هذا المرمم في غرفة الملحق ، ووضع المرمم القديم أختام الجبانة في مدخل المقبرة ومدخل الغرفة الأمامية ، موضحا انه تم نسيان مدخل المقبرة بعد أن غطي بكتل الأحجار المتساقطة اما بسبب الفيضان او سقوطها من الأحجار المقطوعة من المقابر المجاورة ، وفي نهاية عصر الرعامسة قام عمال المقابر ببناء كهوف لهم فوق المدخل ولم يكن يعرفون ما هو موجود تحتهم .

وعن اكتشاف المقبرة ، أشار صالح الى انه في 4 نوفمبر عام 1922 كشف هوارد كارتر عن أول درجة سلم في درجات السلالم التي يبلغ عددها 16 درجة ، وفي نهاية يوم 5 نوفمبر تم الكشف عن كل درجات السلالم ، وفي نهاية نوفمبر وصل هوارد كارتر الي الغرفة الأمامية بالمقبرة وباقي الغرف ، وفي أواخر شهر نوفمبر افتتحت المقبرة رسميا ، وفي اليوم الأخير تم عقد أول مؤتمر صحفي ، وفي شهر ديسمبر خرجت أول قطعة أثرية من المقبرة وبدأ تنظيف الغرفة الأمامية والتي استغرقت 7 أسابيع .

ولفت الى أنه في 9 يناير من عام 1923 بدأت المشاكل بين مصلحة الآثار وممول المقبرة اللورد كارنارفون بعد أن قام اللورد بعمل تعاقد مع جريدة التايمز اللندنية للحصول علي حق التصريح ونشر أخبار الكشف ، ولكن الإعلاميين المصريين والأجانب اغتاظوا من هذه التعاقد ، وحتي جريدة الديلي ميل قامت بتعاقد مع اثري وهو ارثر ويجال ، وكان احد أعضاء بعثة كارتر التي تعمل بالمقبرة ليكون مراسلها ويكتب لها عن أخبار الكشف .

وأوضح انه في منتصف شهر فبراير 1923 تم فتح غرفة الدفن رسميا ، وفي الخامس من أبريل من نفس العام توفي اللورد كارنارفون فشاع حول مقبرة توت عنخ امون وجود لعنة للفراعنة ، وانتشرت هذه الفكرة في العالم ولكن في الواقع لا يوجد أساس صحيح لفكرة لعنة الفراعنة وارتباطها بالمقبرة ، وبمجرد وفاة اللورد اقنع هوارد كارتر زوجة كارنارفون بنقل حق الترخيص باسمها ووافقت ، وبعد 6 اشهر من وفاة اللورد كارنارفون عاد كارتر الي مصر لاستئناف الموسم الثاني للحفائر .

وقال إنه فى 12 فبراير 1924 تم رفع الغطاء الجرانيتي للتابوت ، وفي اليوم التالي حدثت أزمة كبيرة عندما سمح كارتر لزوجات أعضاء البعثة بزيارة المقبرة ، واغضب هذا الأمر مرقص بك حنا الوزير الجديد للأشغال العامة التى كانت تتبع لها مصلحة الآثار ، وقام كارتر باغلاق المقبرة وترك غطاء التابوت الثاني معلقا بالحبال ، وترك إعلانا في فندق وينتر بالاس يشير الي سبب إغلاق المقبرة ، وكان اكبر خطأ فعله كارتر حيث خالف شروط الترخيص ، وشهد شهر أبريل 1924 خلافا كبيرا بين كارتر ومصلحة الاثار وترك الحفائر وغادر الي لندن والولايات المتحدة الأمريكية ، وتم اكتشاف رأس توت عنخ امون موجودة في صندوق بمقبرة سيتي الثاني ، واتهم كارتر بانه يحاول تهريبها خارج مصر .

وأضاف انه عقب ذلك عاد كارتر الي الحفائر بشروط مصرية وحصلت زوجة كارنارفون علي عقد جديد في 13 يناير 1925 وبالتالي فقدت التايمز اللندنية اعتبارها المصرح لها الوحيد بنشر أخبار الكشف ، وكتعويض لها علي ما صرفته هي زوجها علي الحفائر حصلت زوجة كارنارفون علي 36 الف جنيه إسترليني عام 1930 وأصبحت الحفائر تمول بواسطة الحكومة المصرية.

وركز هوارد كارتر عمله طوال موسم عام 1925 علي رفع غطاء التابوت الثاني والثالث والكشف عن المومياء وفي الحادي عشر من نوفمبر 1925 تم فحص مومياء توت عنخ أمون ، وفي الرابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 1926 بدأ كارتر العمل في غرفة الكنز الملحقة بغرفة الدفن وكان بها الفان قطعة أثرية ، وقام بتفريغ الغرفة وفحصها ، وفي 10 نوفمبر 1930 نقلت اخر قطعة من المقبرة وذلك بعد ثماني سنوات من اكتشافها.

واكد صالح انه بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ظلت تحت أنظار العالم بسبب وجود مومياء الملك الصغير بها ، وفي عام 1968 قام الطبيب البريطاني رونالد هاريسون باستخدام الأشعة السينية لفحص المومياء داخل تابوتها ، وكان يقوم بتحميض الصور في الحمام الملحق بغرفته في فندق وينتر بالاس بالأقصر بسبب رفض مصلحة الآثار لنقل المومياء ، وبعد 4 سنوات قام الطبيب الأمريكي باخذ صور بالأشعة السينية للمومياء وأيضا داخل المقبرة .

وذكر انه في عام 2000 حدثت ضجة بسبب موافقة المجلس الأعلى للآثار علي فحص الحمض النووي للملك توت عنخ امون عن طريق اليابانيين وتوقف هذا الفحص ، ثم عادت الضجة في عام 2005 بسبب فحص الجمعية الجغرافية الأمريكية لمومياء توت عنخ امون ورفض نقل المومياء من المقبرة وأصر الرأي العام علي إكمال الفحص أمام المقبرة ، وفي عام 2007 أغلقت المقبرة أمام الزوار بسبب ضغط الزوار عليها وتأثير ذلك علي النقوش الملونة بغرفة الدفن ، وفي عام 2008 أعيد فتح المقبرة بسعر جديد مع تحديد عدد الزوار اليومي 400 زائر ، وفي عام 2010 أغلقت المقبرة بسبب أعمال الترميم التي يقوم بها معهد بول جيتي الأمريكي ، وأعيد إغلاقها عدة مرات من اجل السماح لبول جيتي باستكمال أعمال الصيانة ، وآخرها في أكتوبر الماضى وتم إعادة افتتاحها امس ، احتفالا بالعيد القومى للأقصر الذى يوافق 4 نوفمبر ذكرى اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبى .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توت عنخ آمون يأبى أن يكون في طي النسيان توت عنخ آمون يأبى أن يكون في طي النسيان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab