الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة
آخر تحديث GMT23:05:15
 العرب اليوم -

استخدام تقنيات تصوير غير ضارة لتحليل الطلاء

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

صورة للوحات البورترية التي عثر عليها في أم برجات في الفيوم والتي تعود إلى 2000 عام
بروكسيل - سمير اليحياوي

كشف تحليل سلسلة من صور مومياوات مصرية قديمة عمرها 2000 عام، والتي اكتشفت في قربة "أم برجات" في الفيوم في مصر، استخدام الفنان المصري القديم أصباغ لونية من مناطق بعيدة في أوروبا، لخلق هذه اللوحات النابضة بالحياة.

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

وأعلن علماء الآثار عن هذه اللوحات الخشبية التي تعود إلى الحقبة الرومانية للمرة الأولى العام 1899، وتم تجاهلها إلى حد كبير على مدى 100 عام مضت لصالح البرديات المكتشفة معهم، واستخدم العلماء حاليًا سلسلة من التقنيات المتطورة لدراسة المواد الملونة وخطوط الفرشاة والخشب المستخدم في عمل هذه اللوحات النادرة.

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

وأكد الباحثون أن الفنانين رسموا خطوطًا لعملهم بصبغة تسمى "الصبغة المصرية الزرقاء"، والتي كانت طلاءً فاخرًا في ذلك الوقت، وسبب الاكتشاف حيرة الباحثين لأن الأصباغ الأولى كان يتم تصنيعها بطريقة مصطنعة، ووجدوا بعد تحليل اللوحات أنه تم استخدام صبغات تأتي من مناطق بعيدة مثل إسبانيا، بينما وجدت أصباغ أخرى تم استيرادها من كيوس في اليونان، أما الأخشاب التي رسمت عليها اللوحات فكانت تأتي من أوروبا الوسطى.

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

وتشير نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة نورث وسترن وجامعة فيبي فى كاليفورنيا ومتحف هيرست للأنثروبولوجيا إلى اعتماد الفنانين المصريين على شبكات التجارة الواسعة للحصول على المواد الخاصة بهم، وأوضح عالم المواد في جامعة نورث ويسترن، الدكتور مارك والتون، والذي قاد فريق البحث إلى إمكانية تسليط الضوء على الموطن الذي جاء منه الفنانون في الإمبراطورية البيزنطية، أنه تم إنشاء اللوحات المصرية الرومانية في مصر منذ القرن الأول الميلادي وحتى القرن الثالث، ويعتقد أن الرسم على اللوحات الخشبية واستخدام الشمع لرسم بروتريه للمومياوات سلفًا للبروتريه الغربي.

وأضاف والتون: يوضح تحليل المواد المستخدمة في رسم لوحات أم برجات إلى المنظور الدولي للمصريين القدماء، فوجدنا أن أصباغ الحديد جاءت من كيوس في اليونان وأن الصبغات الحمراء جاءت من إسبانيا والخشب الذي يتم الرسم عليه جاء من وسط أوروبا، وعلمنا أيضًا أن الرسامين استخدموا الصبغة المصرية الزرقاء بطريقة غير معتادة لضبط درجات الألوان.

ومن المعروف أن لوحات المومياوات التي تعود إلى الحقبة الرومانية في مصر تبنت بعض أساليب الفنانين اليونانيين، واستخدمت هذ الأساليب لاحقًا في الصور الرمزية للمسيح ومريم العذراء والملائكة في الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية،  وتعد اللوحات التي اكتشفت في أم برجات من أفضل اللوحات في العالم، واستخدم الباحثون تقنيات تصوير غير ضارة لأخذ عينات صغيرة من الطلاء لمعرفة كيفية صنع اللوحات، فضلاً عن إمكانية تحديد ترتيب بناء الأجزاء المختلفة من اللوحة وخطوط الفرشاة.

وذكر الدكتور والتون أن المعلومات التي تم التوصل إليها بشأن الأصباغ المستخدمة في الرسم ساعدت في التعرف على ورش العمل القديمة، وأن الهدف هو استخدام الأدوات ذاتها التي استخدمها الفنانون القدماء كدليل على إنتاج هؤلاء الفنانين، واستخدم عند الفحص عدد من الأدوات التحليلية المتطورة في نورث ويسترن للكشف عن مفاتيح جديدة لتحديد يد الفنان الفردي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab