الأقصر للدراسات يؤكد وجود نقوش ولوحات وتماثيل توضح تقديس الأم
آخر تحديث GMT22:30:31
 العرب اليوم -

أثبت أن المصريين يحتفلون بأمهاتهم مثل أجدادهم الفراعنة

"الأقصر للدراسات" يؤكد وجود نقوش ولوحات وتماثيل توضح تقديس الأم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الأقصر للدراسات" يؤكد وجود نقوش ولوحات وتماثيل توضح تقديس الأم

نقوش ولوحات وتماثيل توضح تقديس الأم
الأقصرـ سامح عبدالفتاح

أكدت دراسة حديثة صدرت في مدينة الأقصر، بمناسبة الاحتفال بعيد الأم، أن المصريين يحتفلون بأمهاتهم على خطى أجدادهم الفراعنة ومكانة الأم لديهم، وكيف وقرها الأبناء، وكيف قدس المجتمع دورها وخصصوا لها ربة خاصة هي الإلهة إيزيس ربة الأمومة.
 
وأوضحت الدراسة الصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، أعدتها الخبيرة التربوية أمل مسعد النادي، والباحثة دعاء مرتضى، أن قدماء المصريين قدروا الأم وكرموها قبل آلاف السنين، وأن احتفال المصريين بعيد الأم تقليد ليس ببعيد عن النقوش واللوحات والتماثيل التي تركها قدماء المصريين، التي توضح كيف كانت الحضارة المصرية القديمة واحدة من الحضارات العظيمة الرائدة التي تؤرخ لكثير من القيم التي أعطت للأمومة حقها بين عامة الشعب وفي أوساط النبلاء والأغنياء.
 
وقال مدير مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية حجاج سلامة، إن الدراسة كشفت عن أن مكانة الأم لدى قدماء المصريين وصلت إلى حد التقديس، وكان لها ربة خاصة هي الإلهة إيزيس ربة الأمومة التي عبدها المصريون البطالمة والرومان، وكانت صاحبة مكانة متميزة بين آلهة مصر الفرعونية بفضل أسطورة إيزيس وأوزوريس، فقد كانت إيزيس شقيقة الإله أوزوريس وزوجته، واستعادت جثته بعد أن قتله شقيقه "ست" ليستولي على عرشه، وبمساعدة من الآلهة "نفتيس" و"تحوت" أعادت إليه الحياة بعد رحيله إلى العالم الآخر، وربت ابنها "حورس" الذي أنجبته من زوجها الراحل أوزوريس في مستنقعات دلتا مصر، وقد كان خيال عامة الشعب المصري القديم مغرما بتأمل صورة الأم التي أخفت نفسها في مستنقعات الدلتا لتربية حورس طفلها حتى إذا ما شب واشتد ساعده، صار قادرا على الانتقام من عمه "ست" قاتل أبيه.
 
وأشارت الدراسة إلي أن قدماء المصريين تركوا الكثير من المعابد التي كرست لعبادة الربة إيزيس، فهناك معبدها فى جزيرة فيلة في سوان، ومعبد دير شلويط الذي كرس أيضا لعابدتها في غرب الأقصر، وهناك مقصورات وتماثيل ولوحات للربة إيزيس في كثير من معابد الأقصر وأسوان وغيرهما من مدن مصر التاريخية، فقد ظهرت إيزيس في تلك المعابد والمقصورات الأثرية في صورتها التقليدية وهي ترضع ابنها حورس منذ بداية عصر الدولة الوسطى، ثم أصبحت هذه الصورة هي صورتها النموذجية التي انتشرت في العصر المتأخر عندما قوي مظهر إيزيس راعية الأمومة وقواها الحامية، وباعتبارها خيرة وقوية وقادرة على تخطي المخاطر، فقد أثرت شخصيتها بالفعل على العالمين الهلينستي والروماني.
 
وبينت الدراسة أنه في أحد التماثيل تجلس إيزيس على العرش مرتدية ثوب طويل يصل إلى قدميها الموضوعتين على قاعدة صغيرة، وتضع على رأسها شعرًا مستعارًا يزينه غطاء رأس أو شريط زينة من عدد من الصل المقدس أو الكوبرا الملكية، ويعلو ذلك قرص الشمس بين قرني بقرة، أما الرب الطفل حورس فقد ظهر وهو يجلس عاريًا بعرض حجر أمه التي تسند أكتافه بينما هو يرضع من ثديها الأيسر.
 
وتشير دراسة مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، إلى احتواء المعابد والمقابر الفرعونية المصرية على مشاهد مؤثرة للأمومة والطفولة، مثل ظهور الملكات في مصر القديمة وهن يرضعن أطفالهن مثل العامة من الأمهات؛ ليرمز المصري القديم في تلك المشاهد إلى العلاقة الحميمة بين الأم والطفل دون تفرقة بين ملكة أو أميرة أو سيدة فقيرة.
 
وبحسب الدراسة، يبقى معبد إيزيس في جزيرة فيلة في أسوان هو المعبد الأكبر الذي بناه البطالمة والرومان لعبادة الإلهة "إيزيس"، وفي المعبد يوجد ما يسمى بـ"بيت الولادة"، وهو مُكرس للإله "حورس"، وكانت تُجري قديمًا طقوس الولادة الإلهية احتفالًا بميلاد الإله، وكان الملوك يحرصون على الاشتراك في هذه الطقوس تأكيدًا لانتمائهم لسلالة الإله "حورس"، كما يوجد في المعبد الحرم الداخلي المقدس لـ"إيزيس".
 
وذكرت الدراسة أنه يوجد سلم في الناحية الغربية يصعد إلى حجرات "أوزوريس"، وهي حجرات مزينة بمشاهد للنّادبين، ونقوش لـ"إيزيس" وزوجها وابنهما وآلهة أخرى، بجانب بنقوش تُصور الإمبراطور "تراجان" وهو يقدم القرابين "لإيزيس" و"أوزوريس" و"حورس".
 
وترصد دراسة الباحثة التربوية أمل مسعد النادي والباحثة دعاء مرتضى، الكثير عن الأمومة في مصر القديمة، وكيف كانت الأسرة المصرية القديمة تنعم بنصيب من الاستقرار الذي لم تعرفه شعوب أخرى آنذاك، وأن الكثير من الأدلة التاريخية والمعالم الأثرية تشير إلى حالة التماسك الأسري بين الزوجين في مصر القديمة من ناحية، وبينهما وبين الأبناء من ناحية أخرى؛ فقد تفردت الحضارة المصرية القديمة خلال مختلف عصورها بالاهتمام البالغ بالأمومة والطفولة، اللذين كان لهما نمط روحاني مقدس في الحضارة المصرية، وكانت الأسرة تمثل نموذجا فريدا في التراحم والحب والوفاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقصر للدراسات يؤكد وجود نقوش ولوحات وتماثيل توضح تقديس الأم الأقصر للدراسات يؤكد وجود نقوش ولوحات وتماثيل توضح تقديس الأم



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
 العرب اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
 العرب اليوم - أول تصريح لوزير دفاع أميركا عن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل

GMT 06:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
 العرب اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين... لبنان ثم اليمن

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إيران والخوار الاستراتيجي

GMT 03:52 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 22:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تخرج من منافسات دراما رمضان 2025

GMT 18:31 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الأردن يعلن تعليق حركة الطيران في مجاله الجوي بشكل مؤقت

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان فوق مستوطنات في الضفة الغربية

GMT 18:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب والنفط تقفز بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل

GMT 15:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة دقيقة على بيروت

GMT 18:08 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد قتلى عملية قطارات يافا إلى 8 إسرائيليين

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فلسطيني بشظية صاروخ إيراني في الضفة الغربية

GMT 21:08 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء حول لبنان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

منى زكي خارج دراما رمضان 2025

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

سيرة التعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab