دبي ـ جمال أبو سمرا
يستمر حتى الخميس المقبل معرض دبي بعنوان "اذا رحلت الى أين أذهب" الخاص باللاجئين السوريين ومن بين أعماله عرض فيلم قصير للأردنية تانيا حبجوقة بعنوان" سورية من خلال الواتساب" ويبرز فيه مشهد بصوت يشوبه الترقب واللهفة، تسأل طفلة سورية لاجئة، في رسالة صوتية، والدها الذي هاجر إلى أوروبا وانقطعت أخباره لمدة: «يا أبي، أنت وين (أين انت)؟ بتركيا أو بالسويد؟ وين أنت؟». الى جانب أعمال للسوري عمر امام والفرنسية المغربية الراحلة ليلى علاوي، الى جانب صور وأفلام قصيرة، كلها تبيّن معاناة اللاجئين لاسيما السوريين الذين تقطعت أوصالهم نتيجة نزاع شرّد الملايين منهم بين المخيمات ودروب الهجرة.
وتجمع حبجوقة بين صور وتسجيلات عبر «واتساب»، تطبيق المحادثة الفورية عبر الهواتف الخليوية، والذي بات من وسائل الاتصال النادرة بين العائلات السورية. ويمزج الشريط بين صور منها لطفل جالس في مخيم للاجئين في الأردن حاملاً بين يديه هاتفاً خليوياً، وطفلة تدرس ليلاً وإلى جانبها ضوء صغير خافت، مع صور لعائلات في المخيم، او رجال غادروا الى اوروبا وأرسلوا الى عائلاتهم لقطات بينها «سيلفي» لرجل يلوّح لأفراد عائلته.
أما التسجيلات، فيتبادل فيها الآباء والأبناء أحاديث عادية باتت بحكم البعد القسري والانقطاع عن الاتصال، اكثر عاطفة. ومنها طفلة تطلب من والدها ان يبتاع لها «فستاناً ابيض وزهرياً ورمادياً»، وآخر يبكي وهو ينادي «بابا، بابا». اما الآباء، فيقول احدهم لزوجته بصوت خافت انه يحن «لأقعد (اجلس) معاك، إجي (آتي في) الصبحية وأسويلك (أعد لك) القهوة». وتقول حبجوقة: «بعض الأطفال كانوا يسألون آباءهم عن احوالهم لأنه كانت ثمة اوقات طويلة لم يتمكنوا فيها من تأمين اتصال بالإنترنت ولم يعرفوا عنهم شيئاً».
وتضيف: «بالنسبة الى الأمهات والأطفال، الأكثر رعباً كان الانقطاع عن التواصل (مع الآباء) من لحظة مغادرتهم تركيا وعبورهم في القوارب، وفي بعض الأحيان كان الأمر يتطلب وقتاً قبل أن يصبح في إمكانهم إرسال رسالة للقول إنهم بخير». ويضّم شريط حبجوقة صوراً من مخيمات الأردن ضمن مشروع بعنوان «بكرا في المشمش»، وهو قول مأثور يشير الى الانتظار غير المثمر. ويقام المعرض تكريماً لليلى علاوي التي قتلت في كانون الثاني (يناير) الماضي في هجوم نفذه متطرّفون على فندق في بوركينا فاسو. ويعرض شريط قصير لعلاوي بعنوان «معابر»، تروي فيه الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الأفارقة من مناطق جنوب الصحراء الكبرى الى اوروبا.
أرسل تعليقك