الرياض – العرب اليوم
جدد المؤتمر الدولي للتعليم العالي السعودي توقعاته بحدوث تغيير جذري في نمط الجامعات كاستجابة للمتغيرات التقنية والمعرفية الحديثة، والبعد عن النموذج الجامعي التقليدي مما يتطلب مسارات جديدة في التفكير بالمناهج الجامعية وكيفية التدريس وتطوير إستراتيجيات البحث والمشاركة في المسؤولية الاجتماعية، كما حذر من سيطرة الطابع التجاري على بعض الجامعات بدرجة تؤثر سلبًا على محتوى ومضمون المناهج التعليمية بها.
جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر والذي ألقاه الدكتور سالم بن محمد المالك المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي في وزارة التعليم حيث أكد البيان أن التعليم العالي ركيزة أساسية للحياة الاجتماعية والاقتصادية، مطالبًا أستاذ جامعة القرن الحادي والعشرين أن يُوجه الطلاب لتطوير القدرة الكفيلة بتطبيق المعرفة بجدارة، والحصول على مهارات تتجاوز إطار المعرفة المهنية؛ مثل القدرة على التكيّف، والمرونة، والإبداع، والابتكار، ومهارات التعاون، والتحلّي بالأخلاق القويمة، والرؤية الشاملة.
ولفت البيان إلى وجود حاجة ماسة لآليات جديدة لتقييم أداء هيئة التدريس ومكافئتهم، مضيفًا: "هناك توزيع غير عادلٍ للعلماء المؤهلين في العالم، مما يترك الدول أمام أمرين: إما أن تنافس للحصول على المواهب العالمية أو تخاطر بخسارة مواهبها وقدراتها الوطنية".
وفيما يتعلق بمعالجة حاجات المجتمع، شدد البيان على دور الجامعات بوصفها مصادر لإنتاج الجديد من المعرفة، والابتكار، وصناع المستقبل، ومواطني المجتمعات الحديثة، ويضيف: "لمعالجة هذه التوقعات المتعددة، تحتاج الجامعات لإقامة روابط وثيقة مع العالم خارج إطار الحرم الجامعي على مستوى الحكومة، والصناعة، والمجتمع المدني".
كما دعا البيان الجامعات إلى أن تطور مناهج وهياكل دراسية لإعداد الطلاب للتصدي للحاجات المجتمعية في المستقبل، وطالب الجامعات أن تتبنَّى التدويل كعنصرٍ أساسيّ في إستراتيجياتها المؤسسية، وأن تؤكد على قيام طلابها وهيئات تدريسها بتطوير كفاءات تستقي من معين مختلف الثقافات.
أرسل تعليقك