خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر

دمشق-سانا

"إنس كل ما تعلمته في الجامعة وابدأ من جديد" جملة قد تبدو مألوفة لمعظم خريجي الجامعات السورية المتواجدين في سوق العمل يصفها البعض بالحقيقة في ظل الفجوة الهائلة بين المحاضرات والكتب والنظريات التي أرهقت كاهلهم على مدى سنوات والمهارات والخبرات المطلوبة بالعمل فيما يرفضها آخرون بحجة أن الجامعة تمنح الطلاب أدوات وقاعدة علمية للانطلاق أما النجاح والفشل فهو عامل ذاتي ومرتبط بالطالب نفسه. وبعيدا عن الجدل القائم فإنه لا يمكن إغفال التحدي الكبير الذي يواجه الطلاب بعد التخرج فعليهم أن يتحولوا من مستمع ومتلق ومشاهد على مقاعد الدراسة إلى عنصر منتج ومميز ومبتكر قادر على المنافسة في العمل وتقول ديمة خريجة اقتصاد وموظفة في أحد المصارف الخاصة أن الأسلوب المتبع في بعض الكليات يجبر الطالب على الالتزام بالمحاضرات لتسجيل حضور فقط ثم حفظ ما يترتب عليه لتقديم الامتحانات والنجاح ليجد نفسه بعد التخرج نسي كل ما تلقاه خلال السنوات الأربع ويعتمد في أي عمل يبدؤه على التعليمات وما يمر به من تجارب وخبرات من حوله. ويرى سالم محمد خريج حقوق أن أسلوب التدريس في الجامعات يتسبب بخمول الطلاب وإحباط أي رغبة لديهم بالبحث أو التوسع بالمعرفة خارج نطاق المحاضرات أو التواصل والتفاعل مع أساتذتهم وزملائهم الأمر الذي يتسبب بصعوبات مستقبلية كبيرة حيث يتخرج الطالب وهو غير قادر على معرفة العمل المناسب له ولمهاراته ولا يستطيع تقديم أي جديد لعمله أو المبادرة بتطويره وابتكار حلول لأي مشكلة قد تصادفه لانه اعتاد على استقبال المعلومات فقط. ويسهم الأسلوب التقليدي للتعليم السائد في الجامعات السورية حاليا والقائم على المحاضرات النظرية بتكريس صورة الطالب المستمع الأمر الذي يؤكد ضرورة تغييره وتغيير المناهج الجامعية بأسرع وقت ممكن والانتقال إلى التعليم الحديث التفاعلي أو ما يسمى بالبناء المعرفي وفقا للدكتور عمار مشلح أستاذ طب الفم بجامعة دمشق. ويرى الدكتور مشلح أن التغيير يحتم على الأستاذ الجامعي الانتقال من راو وخبير حقائق إلى مدرب وشريك والطالب من متعلم ومستمع إلى شريك وخبير في بعض الأحيان وأن تنتقل مؤشرات النجاح من الكمية إلى النوعية والتقييم من القواعد الثابتة إلى المعايير النسبية ومؤشر الأداء وبالتالي انتقال المفهوم المعرفي من تراكم المعرفة إلى نقل المعرفة. ويرى الدكتور مشلح أن أسلوب المحاضرة يناسب بعض المواد دون البعض الآخر فهي لا تناسب المواد الدراسية التي تحتاج مشاركةالطالب وتفعيل قدرته على التفكير مبينا أن الكثير من أساتذة الجامعات الذين يلجؤون إلى استخدام هذا الأسلوب في التدريس غالبا ما يعمدون لتكرار مادة الكتاب المقرر بلغتهم الخاصة الأمر الذي يفقد المحاضرة متعتها وجدتها ويقلل من دافعية الطلبة ويعمل على إضاعة أوقاتهم. ويؤكد الدكتور مشلح ضرورة الاستفادة من طرائق تدريس أخرى خلال الفترة القادمة مثل التعليم المستند على حل المشكلات والتعليم التعاوني ودراسة الحالة والدراسات الميدانية والتعلم عن بعد باستخدام الفيديو والراديو وباستخدام الإنترنت والتعلم الالكتروني بهدف تنويع خبرات الطلبة والأساتذة على حد سواء وتطوير المهارات البحثية عندهم. ويشير إلى ضرورة تثقيف وتدريب الأساتذة على الأساليب التدريسية الحديثة وتعريفهم بإيجابياتها وسلبياتها والظروف التي تساعد في نجاح كل منها لاختيار الأسلوب المناسب في الموقف المناسب تمهيداً للبدء بتطبيقها تدريجياً مشددا على ضرورة ألا يقتصر الأستاذ على أسلوب تدريس واحد دون غيره بل التنويع بأساليبه لتنشيط طلابه وتحفيزهم. ويفضل الدكتور مشلح أسلوب المناقشة حيث يقوم الطالب بالإعداد للمادة التي سيتم تناولها في اللقاء الصفي بشكل مسبق ودراستها ليأتي إلى اللقاء وهو قادر على المشاركة الصحيحة وبذلك يصبح الأستاذ قادرا على الأخذ مثلما هو قادر على العطاء ويثري معلوماته ويهذبها كما يكتسب الطالب خصائص التعلم الذاتي الفعال. ويتطلب النجاح في تطوير أساليب التعليم الجامعي كما يعتقد الدكتور مشلح إعادة النظر في موضوع الحوافز والترقية والترفيع العلمي أو الإداري لتشجيع أساتذة الجامعة وتحفيز نشاطهم وتقليص الفرق الموجود بين طاقتهم وبين ما يستثمر منها وبالتالي تطوير أدائهم وللتخفيف بالوقت ذاته من تسرب أعضاء هيئة التدريس التي ظهرت بشكل واضح خلال المرحلة الراهنة. ويؤكد الدكتور مشلح ضرورة ارتباط الترقية بنظام تقييم عادل يمكن وضعه على أساس التدريس الفعال والتنظيم الجيد للمادة التعليمية والاتصال مع الطلبة وعمق المعرفة بالمادة التي يتم تدريسها والاتجاهات الإيجابية نحو الطلبة والعدالة في الاختبارات وإعطاء الدرجات والمرونة في أساليب التدريس مبينا أن الجامعات حالياً تقوم بتصميم أدوات لتقويم التدريس تأخذ بعين الاعتبار عدة أبعاد منها الأستاذ نفسه والملاحظات الصفية وتقدير الطالب وتقويم الخريجين وتحليل ملف المادة والوثائق الأخرى المتعلقة بالمادة الدراسية. ويشير الدكتور مشلح إلى أن تطوير أساليب التعليم يجب أن يتزامن مع تطوير أساليب تقييم الطلاب وعدم اقتصارها على الاختبارات والامتحانات فقط واعتماد الطرق الحديثة في الاختبارات وخاصة العملية إضافة لإيجاد نظام لضمان الجودة وهو نظام مؤسسي لتقييم البرامج الأكاديمية والارتقاء بها. ويذكر الدكتور مشلح أن أساليب التدريس الحديثة ينبغي أن تساعد على تطوير المهارات البحثية عند الطلاب والتعريف بطرق كتابة الأفكار البحثية والتغلب على صعوبات البحث العلمي والطرق المثلى للنشر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab