القاهرة - أ ش أ
يستحق الفنان أحمد بدير لقب "أستاذ ورئيس قسم"في المسلسل ، الذي يحمل الإسم نفسه ويشارك في بطولته إلى جانب الفنان عادل إمام ، رغم ما تعرض له من سخرية لاذعة من الشخصية التي يجسدها.
فشخصية "نافع" ، الأستاذ الجامعي ، وأحد المتلونين بعد ثورة 25 يناير والذين سعوا إلى ركوب موجة الثورة، لم تطل على المشاهدين بهذه الدرجة من الوضوح في أي عمل فني ، وزاد من وضوحها الطريقة الكوميدية التي جسد بها بدير الدور.
فهو الشخص الذي يمتدح السلطة فى الصحف ويدافع عنها أمام كاميرات التليفزيون ، وعندما يثور الشعب على نظام مبارك ، ويشعر "نافع" بحاسة "النفاق" التي يبرع فيها ، أن مبارك ونظامه إلى زوال ، فيتحول فجأة ويقف فى صفوف الثوار ، ويمنح نفسه لقب "منسق ائتلاف شباب الثورة" والمتحدث باسمها فى الفضائيات.
ربما لو قدم بدير الشخصية بشكل جاد لانتزعت مشاعر الغضب فقط من المشاهدين، لكن تقديمها بطريقة كوميدية انتزع مشاعر الغضب والإعجاب معا بقدرة هذا الفنان على فضح المتلونين بطريقة كوميدية.
تجسيد تلك الشخصية وضعت بدير نفسه في مرمى النيران حتى وصل الحال بالبعض إلى القول بأنه "لم يكن يمثل بل يجسد دوره في الواقع" ، مستندين إلى مواقفه المؤيدة لمبارك، وإن كان ذلك يحمل جانبا من الحقيقة بان بدير لا يخفي تأييده لمبارك، لكنها تغفل جانبا آخر وهو أن بدير لم ينافق يوما ثورة يناير أو صناعها ولم يعلن أبدا دعمه لها.
وعلى الرغم من موقف بدير هذا ، الذي لم يحاول يوما إنكاره ، لكنه لبس ثوب "أستاذ ورئيس قسم" لفضح المتلونين الذين أساؤوا لثورة 25 يناير أكثر مما أساء لها أعداؤها ، فكان مشهد تنقله من قناة فضائية إلى أخرى للحديث باسم الثورة حقا مثيرا للذاكرة لتستعيد ملامح وأسماء عشرات الوجوه التي لعبت تلك الأدوار ببراعة إبان الثورة وبعدها حتى اختلط على الجمهور الثائر بالمدعي، فكفروا بالاثنين معا.
الهجوم على بدير لم يكن لهذا السبب وحده حيث جاء من جانب أساتذة الجامعات أيضا والذين اتهموه بتشويه صورتهم والإساءة إليهم، لا سيما في مشهد قيام أحد الطلاب المعارضين بضربه بالقفا ، خلال مشادة كلامية بينهما ، غير أن بدير دافع عن الشخصية التي يجسدها بالقول إن النماذج السيئة موجودة فى كل المجالات وليس فى الجامعات فقط ، بل نراها فى مجالات التمثيل والإعلام والكرة والطب والهندسة وغيرها.
قد يكون الفنان عادل إمام هو بطل العمل ، وخاطف الكاميرا من الجميع ، لكن ليس هذه المرة ، فقد نجح أحمد بدير بشخصية "نافع" في جذب الجمهور الذين باتوا يتشوقون لمشاهده في العمل انتظارا لكلماته الغارقة في النفاق وتعبيرات وجهه التي تجمع بين المكر والنفاق معا.
أرسل تعليقك