الانتقال من زراعة البطاطا الى الإنترنت في بلدة جبلية في باكستان
آخر تحديث GMT18:03:10
 العرب اليوم -

الانتقال من زراعة البطاطا الى الإنترنت في بلدة جبلية في باكستان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الانتقال من زراعة البطاطا الى الإنترنت في بلدة جبلية في باكستان

عبد الواحد مدير مركز الانترنت في قرية غولميت في باكستان
غولميت - أ.ف.ب

عجز مزارعو غولميت عن بيع البطاطا بعد انزلاق تربة تسبب بتشكل بحيرة اصطناعية ضخمة عزلتهم عن العالم الا انهم وجدوا طريقة جديدة لتنويع مصادر دخلهم من خلال ربط منطقتهم الواقعة في احدى اودية جبال الهملايا في اقصى شمال باكستان بالانترنت.

ففي المنطقة الواقعة بين جبلين شاهقين يبلغ ارتفاعهما ثمانية الاف متر تقريبا ينبش مزارعون الارض لاخراج البطاطا المعروفة بجودتها في حين يعمل كريم أسلم على بعد امتار قليلة امام حاسوب موصول بهوائي كبير.

فهذا الرجل الثلاثيني يحمل تسجيلات صوتية مرسلة من الولايات المتحدة وهي تشخصيات اطباء في ولاية تينيسي لحالات مرضى باللغة الانكليزية ويقوم بتفريغ محتوياتها وتدوينها وارسالها مجددا.

ويشكل هذا النشاط ثورة في بلدة غولميت الوادعة البالغ عدد سكانها ثلاثة الاف نسمة، والتي تمتد حقول البطاطا فيها على سفوح جبال شمال الهند قرب الحدود مع الصين.

ويوضح كريم الذي عثر على هذا العمل الجديد عبر الانترنت من خلال الاتصال بشركة محلية تعمل لصالح الاميركيين من كراتشي (جنوب) على الجانب الاخر من البلاد "البطاطا منتج موسمي ! في حين ان التفريغ والتدوين يؤمن لي دخلا سنويا متواصلا".

وقد وصل الى وتيرة سريعة في تفريغ هذه التسجيلات موضحا "في البداية كنت افرغ 30 دقيقة في اليوم اما الان فافرغ 120 الى 150 دقيقة بشكل وسطي".

ويؤمن له هذا العمل حوالى 400 دولار شهريا هو مبلغ مهم مقارنة مع اجور المزارعين المحليين الضئيلة.

- بحيرة اصطناعية وعزلة -

ويكثر هذا النوع من العمل منذ سنوات في شبه القارة الهندية الا ان هذه البلدة الواقعة على ارتفاع 2400 متر لم تكن  مشمولة به الى حين وقوع حادث انزلاق التربة العام 2010.

وادى انهيار التربة الى حبس مياه نهر هونزا مخلفا بحيرة اتاباد الاصطناعية التي عزلت غولميت وبلدات تقع الى شمالها عن بقية مناطق باكستان. وقد انهارت تجارة البطاطا في البلدة لعدم توافر اسواق سهلة لها وبات سعرها عاليا بسبب كلفة النقل في عبارات على البحيرة.

لذا اضطر السكان الى ايجاد نشاط اخر. وقد وصلت غولميت الى الانترنت بفضل طموح شبابها الراغبين بالالتحاق بركب الاقتصاد الرقمي الجديد والامكانات الكثيرة التي يتيحها.

الا ان العائق الاساسي كان ان البلدة تفتقر الى شبكة هواتف ثابتة  ولا يمكنها تاليا الاتصال بالانترنت. فمولت اطراف اوروبية مانحة عبر المنظمة غير الحكومية المحلية "كادو" انشاء مركز تدريب صغير على التكنولوجيا الرقمية فضلا عن شراء حواسيب محمولة ومد خط اتصال عبر الاقمار الاصطناعية. وفي منتصف  العام 2012 حل الانترنت على بلدة غولميت.

وتقول انيلا حكيم البالغة 18 عاما والتي تدربت محليا على تكنولوجيا المعلومات "الامر لا يصدق! فقبل توافر امكانية الوصول الى شبكة الانترنت لم نكن نعرف ما كان يجري في بلادنا وخارجها".

- العودة الى زرع البطاطا؟ -

الا ان الوضع تغير هذا الصيف مع توقف التمويل الاجنبي للمشروع. وقد اصبح "مركز المعلوماتية" في غولميت مهجورا فيما توقف تلاميذ المدرسة الثانوية عن النزول عند انتهاء الصفوف للتواصل مع العالم فيه.

كريم هو الوحيد بين سكان البلدة الذي لا يزال موصولا بالانترنت. الا انه يدفع اشتراكا باهظا عبر الاقمار الاطصناعية يراوح بين 150 و200 دولار شهريا "انه مبلغ عال جدا" مقارنة بالمعايير المحلية.

ويوضح الشاب "لو كان الاتصال بالشبكة اسهل لدربت مفرغين اخرين ولكنا تمكنا من العمل لعدد اكبر من الزبائن في الولايات المتحدة وكندا".

وتسعى منظمة "كادو" الى ايجاد مصادر تمويل جديدة محلية او اجنبية لاطلاق الانترنت عبر الاقمار الاصطناعية مجددا بانتظار مد خطوط هاتف ارضية على ما اوضح المدير المحلي للمشروع عبد الواحد.

اما منتجو البطاطا فهم يبتسمون مجددا. فخلال الصيف الماضي انهى الصينيون الذين يكثرون من استثماراتهم في باكستان، بناء نفق يمتد على سبعة كيلومترات يسمح بالالتفاف على بحير اتاباد واعادة فتح الطريق التي تربط غولميت بمناطق البلاد الاخرى.

ويقول عبد الواحد "كنا ننتج البطاطا ومن ثم بدأنا كسب المال عبر الانترنت. اما اليوم فسنعود الى البطاطا".

الا انه يحافظ على تفاؤله ويقول "في يوم من الايام سننجح ببيع انتاجنا من البطاطا عبر الانترنت".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتقال من زراعة البطاطا الى الإنترنت في بلدة جبلية في باكستان الانتقال من زراعة البطاطا الى الإنترنت في بلدة جبلية في باكستان



GMT 17:37 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة

GMT 17:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 3.5 درجة على مقياس ريختر فى بحر إيجه

GMT 02:03 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

العاصفة المدارية سارا تهدد أميركا الوسطى

GMT 13:00 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار أوفل يضرب مقاطعة كاجيان فى الفلبين

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 01:14 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يصل إلى كوبا كعاصفة من الفئة الثالثة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab