مصر تشهد موجة شديدة الحرارة والرطوبة
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

مصر تشهد موجة شديدة الحرارة والرطوبة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر تشهد موجة شديدة الحرارة والرطوبة

مصر تشهد موجة شديدة الحرارة والرطوبة
القاهرة - أ.ش.أ

تشهد مصر حاليا موجة شديدة الحرارة والرطوبة تتواكب مع قرب انتصاف طول فصل الصيف فلكيا، والذي بدأ يوم 21 يونيو الماضي وينتهى فى 23 سبتمبر القادم، حيث يصل اليوم السبت إلي يومه الـ "43"، وفى الصيف تكون أشعة الشمس أقرب إلى العمودي على سطح الأرض وتكون درجة الحرارة مرتفعة والنهار أطول من الليل، مما يعنى وجود فرصة أكبر لاكتساب الطاقة الحرارية من الشمس طوال ساعات النهار، والوقت غير كاف ليلا لفقدان الطاقة للفضاء الخارجي بفعل إشعاع الأرض.
وحرارة الصيف لا ترجع فقط إلي ميل محور دوران الأرض حول نفسها بزاوية مقدارها 23 درجة ونصف الدرجة، الذي يكون متجها نحو الشمس فى الصيف وبعيدا عنها فى الشتاء، وإنما ترجع أيضا إلى ثلاثة أسباب حددها العلماء وهى البشر والتقدم الصناعي، دورة الطبيعة، والنشاط الزائد للشمس.
وأدى التقدم الصناعي والاعتماد على أنواع الوقود المختلفة مثل البترول، الفحم والغاز الطبيعي، كمصدر أساسي للطاقة، ومع احتراق كل هذا الوقود لإنتاج الطاقة واستخدام مركبات الكربون والكلور والفلور في الصناعة بكثرة، إلي ارتفاع حرارة الأرض وتزايد انبعاث غازات الدفيئة بكميات كبيرة تفوق حاجة الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض في مستوياتها الطبيعية، مما أدى إلي زيادة الغازات المسببة للاحترار.
ويعزو بعض العلماء أسباب الارتفاع الموجود حاليا فى درجات الحرارة إلي دورة الطبيعة استنادا إلي فكرة وجود ارتفاع في درجة حرارة الأرض في بداية عام 1900 والذي استمر حتى منتصف الأربعينيات، ثم بدأت درجة حرارة سطح الأرض في الانخفاض بين منتصف الأربعينيات ومنتصف السبعينيات حتى بدأ البعض يروج لفكرة قرب حدوث عصر جليدي، ثم بدأت درجة الحرارة في الأرض بالارتفاع مجددا في الثمانينيات وحتى الآن والذي يرى معارضو هذا أن سببه ليس دورة طبيعية وإنما هو زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتتضامن الرياح الشمسية مع تلك الأسباب فتزيد درجة حرارة الأرض نتيجة لزيادة النشاط الشمسي، حيث تؤدي الرياح الشمسية بمساعدة المجال المغناطيسي للشمس إلى الحد من كمية الأشعة الكونية التي تخترق الغلاف الجوي للأرض، والتي تحتوي على جزيئات عالية الطاقة تقوم بالاصطدام بجزيئات الهواء، لتنتج جزيئات جديدة تعد النواة لأنواع معينة من السحب التي تساعد على تبريد سطح الأرض، وبالتالي فإن وجود هذا النشاط الشمسي يعني نقص كمية الأشعة الكونية، أي نقص السحب التي تساعد على تبريد سطح الأرض وبالتالي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
وعلى مدار السنوات الماضية، وقفت درجة حرارة كوكب الأرض حائرة بين الملوثات البيئية والصناعية وعبث الإنسان بالطبيعة وارتفاع انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون فى الهواء بنسبة تعدت حاجز 400 جزء من المليون فى مايو 2013 وهو قياس تاريخي، لم يحدث منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض أي منذ أكثر من 5ر2 مليون سنة، طبقا لما توصل إليه علماء الأرصاد الجوية فى محطة مونا/ لوا فى جزيرة هاواي.
إذا كان هناك اختلاف بين العلماء على أسباب ارتفاع حرارة الأرض فإنهم يتفقون جميعا على أن حرارة الأرض في ارتفاع مستمر، وهذا ما أثبتته قياسات درجات الحرارة خلال السنوات الثلاثين الماضية، وارتفاع حرارة الأرض أمر خطير للغاية لأنه يؤدي لنتائج كارثية، فاستمرار تلك الزيادة في درجة حرارة الأرض يؤدي إلى ذوبان جبال الجليد في القطبين وبالتالي ارتفاع مستوى البحر ما ينتج عنه إغراق المناطق الساحلية، وكل ذلك يحدث تغيرات كبيرة في مناخ الأرض تتفاوت بين الأعاصير، موجات الجفاف، الفيضانات والحرائق.
وحسم العلم الأمر بإلقاء المسئولية الكبرى فى ارتفاع درجة الحرارة على البشر باعتبارهم سبب الاحترار العالمي، والتغيرات الكبرى التى يشهدها مناخ كوكب الأرض وبدأت تلوح بالفعل فى الأفق، حيث واصل متوسط درجة الحرارة ارتفاعه فى جميع دول العالم.
ولهذا فإن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف فى مصر هو عنصر من منظومة عالمية تعانى منها جميع الدول، فالعالم بأكمله يمضى سريعا نحو ارتفاع الحرارة حوالى أربع درجات مئوية بنهاية هذا القرن، وهو ما كشف عنه تقرير للبنك الدولي محذرا من إخفاقات التصدي لتغير المناخ، التى تنذر بتغيرات كارثية تؤثر على ملايين البشر وتشمل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، وتقلص مخزون الغذاء العالمي، وارتفاع مستوى مياه البحار.
وتوقع التقرير أن كثيرا من مناطق العالم ستشهد خلال شهور الصيف كلها تقريبا موجات من الحر الشديد لا تحدث عادة سوى مرة واحدة خلال مئات السنين إذ لم يكن هناك احترار عالمي، ولن يكون توزيع آثار هذه الموجات متساويا، وستحدث أكبر الارتفاعات فى درجات الحرارة فوق اليابسة وتتراوح بين 4 و10 درجات مئوية، كما توقع أن ترتفع درجات الحرارة من 6 درجات مئوية فأكثر فى مناطق البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من الولايات المتحدة.
ولن تنجو من هذه المعاناة أية منطقة فى العالم، وإن كان البعض سيعانى أكثر من الآخر، بيد أن الفقراء سيكونون الأكثر معاناة، حيث يمضى العالم حاليا نحو ارتفاع درجة الحرارة حوالى 4 درجات مئوية، خاصة فى ضوء عجز الدول عن الوفاء بوعودها المتعلقة بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
والتقاعس عن التحرك إزاء تغير المناخ يهدد بأن تكون البيئة التى سنتركها لأطفالنا مختلفة تماما عن العالم الذي نعيشه اليوم، فتغير المناخ هو واحد من أكبر التحديات التى تواجه التنمية، والبشر بحاجة إلى تحمل المسئولية الأخلاقية عن التحرك بالنيابة عن الأجيال القادمة، لاسيما أشد السكان فقرا، وعلى دول العالم أن تتعامل مع مشكلة تغير المناخ بشكل أكثر صرامة، فالمزيد من جهود التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ أساسية، كما أن الحلول ممكنة، ويحتاج العالم فقط إلى استجابة دولية تضاهى ضخامة مشكلة المناخ، وتضع الدول على مسار جديد من التنمية المناخية الذكية والرخاء المشترك.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تشهد موجة شديدة الحرارة والرطوبة مصر تشهد موجة شديدة الحرارة والرطوبة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab