لندن - كاتيا حداد
أثار حادث مقتل الأسد "سيسيل" البالغ من العمر 13 عامًا، في حديقة "هوانغي" في زيمبابوي جدلًا كبيرًا بعد أن جرى اصطياده بشكل غير مشروع، لكن الحياة بدأت تهدأ في الحديقة الطبيعية، وعادت رحلات السفاري الرائعة إلى وضعها من جديد، الأمر الذي يعني استمرار عودة السياح الأجانب إلى الحديقة الوطنية الضخمة، وتوفير عائدات تشتد الحاجة إليها، والتي من شأنها أن تعزز المجهودات المبذولة للحفاظ على الحيوانات البرية على المدى الطويل، وتهدئة الغضب المشتعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعتبر الحفاظ على الحياة البرية من الأمور المعقدة، وحتى يمكن تفهم الأمر بصورة أفضل، من الضروري رؤية الوضع على أرض الواقع، بين أنصار حماية البيئة ومنظمي رحلات السفاري ومرشدي الحياة البرية، والقائمين على المخيمات، الذين يدركون بعض الأشياء عن الحيوانات المهددة بالانقراض.
وتتمتع المنطقة الغربية من البلاد، "ماتابيليلاند"، بوجود الكثير من المعالم الطبيعية الساحرة بدءا من شلالات فيكتوريا، وحتى منطقة "بولاوايو" الرائعة، ومقبرة "ماتوبوس" الساحرة، وهي المكان التي دُفن فيها الأسد "سيسيل".
وتعتبر شلالات فيكتوريا بوابة لرحلات السفاري من زيمبابوي، وعندما يتم افتتاح المطار الجديد خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيصبح بوابة رحلات السفاري في المنطقة بأسرها في بوتسوانا وزامبيا وناميبيا ومالاوي وكذلك زيمبابوي.
ويموّل الصينيون مشروع بناء مطار شلالات فيكتوريا، وهم الشركاء المفضلون لدى رئيس البلاد، روبرت موغابي، في الوقت الحالي، ويضم مدرجًا طوله 2.5 ميل، بما يكفي لاستيعاب طائرة "بوينغ 747" وصالة وصول ومغادرة أنيقة وواسعة.
وتجري الحكومة سلسلة من المحادثات مع عدد من شركات الطيران الدولية لتقديم الخدمات الممكنة للمطار الجديد، ويأمل المسؤولون في أن يعمل المطار الجديد على تغيير مستقبل السياحة في زيمبابوي.
وتعتبر هذه الشلالات مثيرة للاهتمام حقاً، حيث يمكن لزائرها أن يجد نفسه في كل مرة أمام مشاهد عظيمة وجميلة وفي الوقت ذاته مثيرة للرعب.
ويوجد بالقرب من الشلالات بلدة صغيرة تحتوي على مركز تسوق مثير للاهتمام، يدعى "Elephant’s Walk" والذي يضم مجموعة من المحلات الرائعة مثل ""Ndau التي تبيع المجوهرات الأصلية الأنيقة فضلا عن الهدايا التذكارية المعتادة، إلى جانب وجود فندقين مثيرين للاهتمام هما "The Victoria Falls Safari Lodge" الذي يطل مباشرة على الشلالات، ويمكن الجلوس في الحانة، وتناول مشروب ""G&Ts والاستمتاع بمشاهدة الفيلة في البحيرات والجاموس والظبية والبقر الوحشي، أما الفندق الآخر فهو "Victoria Falls Hotel" والذي يحتوي على تصميمات استعمارية نادرة على مسافة قصيرة من الشلالات.
ومن الممكن عقب قضاء يومين في منطقة الشلالات، التوجه جنوباً إلى "هوانغي" لقضاء بضعة أيام للاستمتاع برحلات السفاري البرية في معسكر "لينكواشا" الجديد، إلى جانب سهل "نغامو" تليها ليلة في فندق "خولو" على الحدود الجنوبية الشرقية من الحديقة.
وتعج المنطقتين بالأسود، وذلك على الرغم من أن أكثر الأنواع إنتاجا هو الفيلة، إلا أن منطقة "لينكواشا" تضم وحدها أكثر من 130 أسدًا، وهو العدد الذي يعتبره السكان جيداً مقارنة بتعداد سكان الأسود منذ حوالي 20 عامًا الذي بلغ نحو 16 أسدًا، على الرغم من الحوادث المتعلقة بالصيد الجائر غير المشروع.
ويتكلف معسكر "لينكواشا" الجديد نحو 1.3 مليون دولار، الأمر الذي يظهر مستقبلاً مهمًا للسياحة في البلاد، فضلا عن تصميمه بشكل فاخر من أسواق المنتجات الفاخرة في الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك الخيام الضخمة المرفقة بتكييف الهواء، ووجود أسرة ضخمة إلى جان نوافذ كبيرة تعطي رؤية بانورامية للمرور إلى خارج المخيم.
أرسل تعليقك