الاحترار المناخي يلقي بظلاله على ملايين المزارعين في النيجر
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

الاحترار المناخي يلقي بظلاله على ملايين المزارعين في النيجر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاحترار المناخي يلقي بظلاله على ملايين المزارعين في النيجر

كثبان رملية في بلدة ديفا في النيجر
نيامي - أ.ف.ب

اضطر تورو وهو راع من وسط النيجر الى الانتقال للاقامة في العاصمة نيامي بسبب  انعكاسات التبدل المناخي من جفاف وفيضانات، وبات الان يبيع...الهواتف المحمولة.

وقصد هذا الأربعيني العاصمة في العام 2010 وخاض مجال بيع الهواتف المحمولة لكنه يقر "فقدت هويتي مع فقدان المواشي".

وقد أدت انعكاسات التغير المناخي، من ارتفاع الحرارة وموجات جفاف وفيضانات وأزمات غذائية، إلى "تفاقم تقلب مواسم التساقطات الشديد أصلا في منطقة حوض النيجر، فضلا عن ازدياد الظواهر القصوى ... وهي تلقي بثقلها على السكان"، على ما جاء في تقرير أصدره البنك الدولي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

وتشتد وطأة التبدل المناخي على هذا البلد الذي لا يتمتع بنفاذ إلى البحر والذي يأتي في المرتبة الأخيرة (187) في قائمة مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة.

وفي العام 2012، أودت الفيضانات بحياة 102 شخص وشردت 530 ألفا وتسببت بأضرار قيمتها 90 مليار فرنك افريقي (135 مليون يورو)، بحسب مهمان غوني بولاما المسؤول عن الهيئة المعنية بالوقاية من الكوارث والأزمات الغذائية في النيجر.

ومنذ ثلاثة عقود، يحذر الخبراء والمسؤولون في البلاد من الاحترار في بلد باتت ثلاثة أرباع أراضيه صحراوية ويبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة.

وقد سجلت حرارة قياسية تخطت الخمسين درجة مئوية في الشمال الصحراوي، فيما تراوح الحرارة بين 30 و45 درجة في الظل في بقية البلاد، بحسب الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية.

وتواجه النيجر بالتالي مشكلة كبيرة في توفير المياه، فنسبة تبخر المياه كبيرة جدا، ما يتسبب بنضوب الآبار وينابيع المياه. وبحسب الأمم المتحدة، "يشرب شخصان من أصل ثلاثة ماء ملوثة بانتظام".

- تراكم الرواسب -

ويهدد تراكم الرواسب نهر النيجر وأكثر من 100 مليون شخص يعيشون على ضفافه، من غينيا إلى نيجيريا، وفق هيئة حوض النيجر التي تضم تسع دول.

وبات من شبه المستحيل استخدام مراكب مائية وتكاثر الأسماك في ثالث أكبر نهر في افريقيا الذي بدأت تجتاحه الرواسب والنبتات المائية.

وينزح السكان من الأرياف، في ظل تدهور الأوضاع. وتندلع نزاعات قاتلة حول الأراضي وينابيع المياه بين هؤلاء الذين يقررون البقاء.

وللسكان دور في التصحر من خلال قطع الأشجار خصوصا لأغراض الطهي في ظل غياب الكهرباء.

وأظهرت دراسة يجريها منذ العام 1976 ألبرت رايت الوزير السابق والخبير في الطاقة أن "الاحتياطي الحرجي لن يكفي البلاد سوى 160 عاما، وذلك بسبب وتيرة إزالة الغابات الشديدة".

ويستهلك حوالى "200 ألف طن من الخشب" كل سنة في النيجر، أي "ما يوازي 100 ألف هكتار من الغابات التي أزيلت"، بحسب معطيات وزارة البيئة.

وتجتاح الصحراء الأراضي الخصبة النادرة في البلاد، وفق خبير من الأمم المتحدة.

ويؤكد مانو باغيه المسؤول في النقابة الوطنية للعاملين في قطاع الزراعة في النيجر أن "كميات الأمطار تنخفض والغطاء النباتي يتراجع وأنواع حيوانية تندثر".

والاسوأ، ان البلد بات عاجزا عن توفير الاغذية الكافية لسكانه. ويقول باغيه ان الانتاج الزراعي "لا ينمو الا بنسبة 2 % سنويا" في حين ان "عدد السكان يرتفع بوتيرة 3,9 % سنويا". وقد يصل عدد السكان الى خمسين مليونا في العام 2050، على ما تفيد السلطات اذ ان النيجر تسجل اعلى نسبة خصوبة في العالم (7,6 اطفال لكل امرأة).

ويضرب سوء التغذية الحاد 13,3 % من الاطفال حتى سن الخامسة وهو معدل "اعلى بكثير من العتبة الخطرة المحددة بـ 10 %" من قبل منظمة الصحة العالمية، على ما تؤكد المنظمات غير الحكومية.

فيسلك سكان البلاد طريق الهجرة مخاطرين في كثير من الاحيان بحياتهم. ففي العام 2013 قضى 92 مهاجرا غالبيتهم من النساء والاطفال  فروا المحاصيل السيئة، من العطش عند عبورهم الصحراء للوصول الى الجزائر. والعام الماضي رحلت الجزائر اكثر من 3700 مهاجر غير شرعي من النيجر بينهم 900 طفل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحترار المناخي يلقي بظلاله على ملايين المزارعين في النيجر الاحترار المناخي يلقي بظلاله على ملايين المزارعين في النيجر



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab