غزة ـ ناصر الأسعد
نجح نشطاء في مجال الرفق بالحيوان، في إنقاذ أخ وأخت من أشبال الأسود كانا في حالة مزرية داخل مخيم للاجئين في غزة، ونام الأخوان متعانقين في لحظة رائعة بعد إنقاذهم، وتمت تربية الأسدين في شقة ضيقة لرجل فلسطيني كان يسمح لهما باللعب مع أحفاده الستة، والآن يتم علاج الأسدين في مركز طبي في الأردن.
وتظهر الصور الملتقطة الارتباط الشديد بين الأخوين "ماكس" و"منى" اللذان تربيا معا وهما في لحظة قيلولة في وطنهم الجديد، حيث تنتهي هذه الحيوانات في البداية إلى حديقة الحيوان في رفح، وبعد أن تضررت الحديقة بشدة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، تم بيعهما بقيمة 6.000 جنيها إسترليني لرجل يدعى سعد الدين الجمل في آذار/مارس الماضي، وبعد شهرين تم أخذهم ليعيشا مع الرجل في شقته الضيقة وأسرته التي اعتنت بهما، إلا أنهما أصبحا مصدرا للخطر بعد إصابتهما بالأمراض بسبب البيئة غير المناسبة.
وعند إخراج الأخوين من الشقة والكشف عليهما بواسطة البيطري أمير خليل الذي يعمل مع مجموعة الرفق بالحيوان "Four Paws"، أوضح البيطري أن جلد الأسدين مصاب بأضرار بالغة، وأن الأسد "منى" تعاني من تورم في الجزء الخلفي من رأسها يعتقد أنه نتيجة سكتة دماغية.
وأوضح الجمل الذي اشترى الأسدين من حديقة الحيوان في رفح، أن طموحه كان في امتلاك أسد يوما ما، وتظهر الصور الأسدين وهما يلعبان ويركضان معا خارج منزل الجمل في رفح جنوب قطاع غزة، وبمجرد أن بدأ الأسدان في النمو، اعتزم الجمل تأجيرهما إلى المنتزهات والمطاعم والمنتجعات الساحلية لمواجهة ارتفاع تكاليف إطعامهما ورعايتهما.
وقطع فريق الرفق بالحيوان رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر من الأردن مرورا بإسرائيل حتى قطاع غزة، مع عدم وجود أي ضمانات لإقناع الجمل بترك الأسدين، وتم منع المجموعة من دخول المنطقة التي دمرتها الحرب العام الماضي، واضطروا إلى قضاء الليلة في مكان يسمى "no-mans-land".
وبعد مفاوضات مكثفة صباح اليوم التالي حصلوا على إذن بالدخول من حركة "حماس"، وهي الموضوعة في قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي، وفي البداية رفض المالك التخلي عن الأسدين لارتباطه بهما، إلا أنه أدرك الأسباب بعدما شرحها له فريق الرفق بالحيوان.
وأشار البيطري أمير خليل إلى أنه "من الصعب على رب الأسرة الذي اشترى الأسدين من رفح توديعهما، إلا أن شقة ضيقة ليست المكان المناسب للحيوانات البرية، خصوصًا وأنها تشكل خطرا على جميع البشر المحيطين"، وبعد أخذ الأسدين والوصول بهما إلى الأردن، تم تغيير أسمائهما إلى "سلام" ذكر و"شالوم" الأنثى، وأجري فحص طبي لكل منهما وثبت أنهما مصابان بأمراض جلدية.
وثبت أن الأنثى تعاني من تورمًا كبيرًا على الجزء الخلفي من رأسها ، ويعامل الأسدين الآن بعناية في منزلهما الجديد في مركز "New Hope" للعلاج في الأردن، حتى يتم نقلهم إلى منطقة للحياة البرية تسمى "Al-Ma'wa Wildlife Sanctuary" في البلاد في الخريف.
وعلى الرغم من صغر مساحة قاطع غزة وكونه منطقة ذات كثافة سكانية عالية، إلا أنه يعد موطنا لحوالي 40 قطا كبيرا، كما يتم تهريب الحيوانات الغريبة إلى هناك، ما يمثل مشكلة كبرى، ويعتقد أيضا أنه تم تهريب والدا أشبال الأسود "سلام" و"شالوم" عبر الأنفاق الممتدة بين مصر وغزة.
ويذكر أنه في أيلول/سبتمبر 2014، أجرى فريق الرفق بالحيوان زيارة طارئة إلى حديقة حيوان "Al-Bisan Zoo" شمال قطاع غزة، وتم نقل ثلاثة أسود إلى مركز "New Hope" للعلاج في الأردن، كما نفذ الفريق عملية إغاثة في شهر نيسان/ابريل لتقديم العلاج الطبي والمواد الغذائية للحيوانات في حديثة حيوان خان يونس المتهدمة.
أرسل تعليقك