القاهرة ـ العرب اليوم
أعلن وزير البيئة دكتور خالد فهمي أنه يجري حاليًا وضع خطة استراتيجية طويلة المدى بالتنسيق بين كافة الوزارات المعنية وبالاستعانة بكبار العلماء والخبراء المختصين لاحتواء الكوارث المحتملة للتغيرات المناخية على بعض المناطق في مصر مثل الفيضانات والغرق والجفاف خلال العقود القادمة التي سوف تؤدي إلى اختفاء بعض الجزر العالمية من فوق الأرض.
وبدَد الوزير مخاوف البعض مما يتردد عن احتمالات تعرض دلتا مصر للغرق بسبب التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر خلال الـ100 عام القادمة قائلا "لا نهون ولا نهول من المخاطر، ونعمل بجد على مستوى كل الوزارات المعنية للتصدي لأي خطر محتمل على انه خطر حقيقي ومواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية".
وأكد فهمي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مؤتمر "آثار التغيرات المناخية على الأنشطة الزراعية" اليوم الثلاثاء، أن البعض ينقل معلومات مبتورة من بعض التقارير الدولية في موضوع علمي وفني دقيق يحتاج إلى متخصصين على درجة عالية من الكفاءة وهم موجودون لدينا ونعمل معا من اجل وضع خطة استراتيجية متكاملة لمجابهة والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية مثل زيادة درجات الحرارة والجفاف والغرق والسيول والفيضانات.. لافتا إلى أن "هذه الاستراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير الحكومات مثل غيرها من المشروعات الاستراتيجية الكبرى كمشروع المليون فدان ومحطات توليد الطاقة".
وقال فهمي أنه بصدد التحضير لعدد من الجولات الخاصة بالاتفاقية الدولية الجديدة للتغيرات المناخية المقرر انعقادها بالعاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر وديسمبر، لافتا إلى أنه يجري بحث وضع خطة للانبعاثات تشمل التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأفاد بأن كل الدراسات مبنية على نماذج والنماذج مبينة على افتراضات، ونحن يجب أن نتعامل مع هذه النماذج بشكل عملي كما نتعامل في البيئة على قاعدة "توقع مالا يتوقع".
وقال "نتوقع زيادة الجفاف في أماكن وندرس كيف يمكن أن نطور شتلات جديدة مقاومة للجفاف وهذه تعمل عليها وزارة الزراعة لمواجهة احتمالات الجفاف فضلا عن الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المائية. ومن ناحية المناطق المنخفضة الساحلية نعمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة وإقامة السدود لمواجهة الفيضانات وارتفاع سطح البحر من خلال وزارة الري التي تعمل في هذا الجانب ممثلة في هيئة حماية الشواطئ".
وشدد وزير البيئة على أن هناك تنسيقا كاملا بين وزارات الزراعة والري والبيئة من خلال عدة مستويات، موضحًا أن هناك تفاوض على المستوى الدولي من ممثلين من البيئة والري والزراعة والخارجية والكهرباء والطيران، وهو وفد يعكس كل الجهات المعنية سواء التي تعد الأبحاث العملية عن التغيرات المناخية أو التي تتأثر بها.
وبالنسبة لظاهرة الاحتباس الحراري قال دكتور خالد فهمي إنها ظاهرة دولية ومصر تقوم بالجهد المطلوب من خلال خطط تكيف مع الأوضاع وكذلك من خلال إسهاماتنا في تخفيف الانبعاث، والمطلوب منا التكيف لأننا مجني علينا ويجب أن نبحث كيف نتكيف ونبحث عن التمويل المناسب من خلال التنسيق مع جهات دولية والتفاوض الدولي.
وأكد أن مصر لن تفرط في طموحاتها الاقتصادية من أجل تنمية قطاعات الصناعة والطاقة ولكننا نعمل على التحكم في آثار التنمية على الانبعاث الحراري من خلال استخدام والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة لتقليل الانبعاثات وكذلك من خلال زيادة المساحة الخضراء وزيادة نصيب مصر من امتصاص الغازات ومن ثم من التنمية الصناعة.
أرسل تعليقك