جدة ـ العرب اليوم
كشف مدير إدارة القطاع الخاص بالشؤون الصحية في جدة الدكتور محمد باجبير عن إجراءات عقابية عدة تستهدف عيادات ومراكز التجميل الطبية الخاصة التي تمارس تحديدا ما يعرف في الإعلانات بـ "نحت جسم المرأة"، وغيرها من الجهات التي تنشر إعلانات، أو نشرات، من دون موافقة الوزارة، تروج لأجهزة متخصصة في تخسيس الجسم، وعلاج السيلوليت، وخفض محيط الخصر.
جاء ذلك بعد انتشار إعلانات ترويجية طرحتها بعض المنشآت المتخصصة في التجميل، تخالف العادات والسلوكيات المجتمعية المرعية في المملكة، ويصل بعضها إلى حد خدش الحياء، خصوصا عندما تظهر صور قبلية وبعدية لنموذج جسد امرأة، لتوضيح فاعلية الأجهزة التي يستخدمونها في التخسيس.
وأضاف الدكتور باجبير إلى "الوطن": "يشترط على العيادات الطبية المتخصصة في التجميل الحصول على موافقة وزارة الصحة على الإعلان الذي ترغب في نشره بشكل عام، وكذلك صيغته، قبل الترويج له".
وحول الإجراءات المتبعة في حال مخالفة عيادات التجميل لشروط الوزارة، أكد "تطبيق عدد من الأنظمة في هذا الشأن، منها استدعاء صاحب المنشأة، أو الوكيل الشرعي لأخذ إفادة عما تم الإعلان عنه، وفي حال كان المنشور مخالفا لقواعد وزارة الصحة، تحال المنشأة إلى لجنة النظر في المخالفات لاتخاذ اللازم نحوها".
وأوضح مصدر لـ"الوطن" أن العقوبات التي يتم إقرارها بحق المنشآت الصحية المخالفة تراوح بين الإنذار والغرامة المالية، وتنتهي بالإغلاق مدة محددة، وقد تصل إلى الإغلاق النهائي.
وبحسب اتصالات أجرتها الصحيفة ببعض عيادات ومراكز التجميل، لمعرفة أسعار جلسات ما يسمى بـ"نحت الجسم"، اتضح أن سعر الجلسة لعضو واحد في الجسم يراوح ما بين 450 و550 ريالا، مدة تستمر ما بين 20 إلى 40 دقيقة بحسب الحالة.
وقالت مديرة إحدى العيادات الخاصة بالتجميل، تحتفظ الوطن باسمها، إن "الإجراءات المتعلقة بفسح إعلانات المراكز الطبية تأخذ وقتا طويلا، مما يعطل منافستنا السوقية"، واعترفت بأن مركزها يعد البروشورات الإعلانية من دون الرجوع إلى الجهة المتخصصة.
وأوضحت اختصاصية الجراحة التجميلية سميرة الرميح ، أن "أكثر الطلبات رواجا في مراكز وعيادات التجميل في المملكة خلال العامين الماضيين 2013 - 2014، كانت إذابة الدهون عبر حقن تسمى "الميزوثري"، إضافة إلى نحت الجسم وزراعة الشعر وتقشير الوجة"، وأضافت أن "الأمر لم يعد مقتصرا فقط على النساء، وإن كن الغالب، فالرجال أيضا بدأوا يتوافدون على العيادات والمراكز الطبية بحثا عن الجمال".
وأكدت الرميح أن "دراسات متخصصة أوضحت أن السعوديات أنفقن 1.8 مليار ريال العام الماضي في سوق التجميل، وهو ما يمثل 33% من إنفاق الخليجيات، فيما أظهرت بحوث أخرى أن المملكة العربية السعودية تنفق سنويا ما بين 14 - 18 ألف ريال، في عيادات ومراكز التجميل مختلفة الاستخدام ما بين القيام ببعض الإجراءات الطبية كالتخسيس، وشراء المستحضرات الطبية التي يقدر سعر المنتج الواحد منها ما بين 400 إلى 1500 ريال، وتستحوذ فرنسا على النصيب الأكبر من تلك المنتجات بنسبة تقدر بأكثر من 50%".
في سياق متصل أوضح استطلاع أجرته البوابة الإلكترونية لوزارة الصحة لتقييم نظام مخالفات المنشآت الطبية أن 41.3% من المستطلعين يرون أن تصنيف المخالفات "جيد جدا"، فيما ذهب 13.3% منهم إلى كون تصنيف النظام "جيدا"، و45.3% رأوا أنه "متوسط".
أرسل تعليقك