برلين ـ د.ب.أ
يعد الغثيان من الظواهر الشائعة خلال الحمل التي تسبب إزعاجاً كبيراً للأم، وفي الغالب يعد الغثيان أمراً طبيعياً لا يستدعي القلق، ولكن في بعض الحالات يشكل خطورة على الأم ويستلزم الإقامة في المستشفى، ومن خلال تعديل النظام الغذائي وبعض العلاجات يمكن للمرأة محاربة الغثيان، كي تمر فترة الحمل بسلام دون منغصات.
وقالت طبيبة أمراض النساء الألمانية دوريس شاريل إن غثيان الحمل، الذي يصيب نحو 75% من جميع النساء الحوامل، يعد مؤشراً جيداً بالنسبة لهن، إذ يدل ذلك على أن الجهاز المناعي للأم يتفاعل جيداً مع جسم الطفل.
وأوضحت شاريل أن جسم المرأة يتعلم خلال الشهور الأولى من الحمل كيفية تقبل جسم الطفل، الذي يعد في الأساس جسماً غريباً عنه، مع العلم أنه نادراً ما تعاني النساء اللائي ينتهي حملهن بالإجهاض من غثيان الحمل.
تغيرات هرمونية
من جانبها، أكدت اختصاصي تنظيم الأسرة الألمانية أنكه إرات قائلة: "يعد غثيان الحمل أمراً طبيعياً للغاية وليس مؤشراً للإصابة بأي مرض"، إلا أنه لم يتم استيضاح سبب حدوث هذا الغثيان لدى بعض النساء دون غيرهن، ولكن هناك احتمال بأنه يرجع إلى التغيّرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة خلال فترة الحمل، مع العلم بأنه غالباً ما يتلاشى مع بداية الشهر الرابع.
من ناحية أخرى، أشارت القابلة الألمانية سوزانا كفيل ليدكه إلى أن العوامل النفسية والاجتماعية، كالتوتر العصبي أو الشعور بالقلق والخوف أو مواجهة مشاحنات مع شريك الحياة مثلاً، يمكن أن تؤثر أيضاً على مدة الإصابة بالغثيان وشدته.
وتابعت ليدكه قائلة: "هناك احتمال آخر أن الإصابة بقيء شديد أثناء الحمل يزداد لدى المرأة بمعدل 3 أضعاف، إذا ما كانت تعاني أمها من ذلك، أي أنه يمكن أن يرجع إلى عوامل وراثية".
معدل القيء
وتعود الطبيبة الألمانية شاريل مؤكدة أن الشعور بغثيان الحمل يندرج دائماً ضمن الظواهر الطبيعية للحمل، شريطة ألا يؤثر على صحة الأم بالسلب، ولكن إذا أُصيبت المرأة بالقيء بمعدل يتراوح بين 5 و 10 مرات يومياً وفقدت خلال ذلك أكثر من 5% من وزنها الذي كانت عليه مع بداية الحمل، لابد حينئذ من الخضوع لعلاج دوائي.
وأوضحت شاريل أهمية ذلك بقولها: "يمكن أن تتسبب الإصابة المتكررة بالقيء في تعرض المرأة الحامل لخطر الجفاف، بل ويصل الأمر إلى مواجهة خطر اضطراب التوازن الحمضي القاعدي بجسمها".
وقالت اختصاصي تنظيم الأسرة إيرات إنه يستلزم الأمر إقامة المرأة في المستشفى، إذا ما أُصيبت بنوبات قيء حادة للغاية، موضحة أهمية ذلك بقولها: "يتم إمداد المرأة بالمعادن والفيتامينات اللازمة لها عن طريق العلاج بالمحاليل الوريدية"، إلا أنها تطمئن في الوقت ذاته أن مثل هذه الحالات تكون نادرة للغاية".
من جهتها، أكدت اختصاصية القبالة الألمانية ليدكه أنه يمكن لأغلب النساء المصابات بغثيان الحمل مواجهة الشعور بالتوعك والاضطرابات الطارئة عليهن بفعل ذلك دون تناول أدوية قوية أو اللجوء إلى العلاج الوريدي.
ولتحقيق ذلك، تنصح الطبيبة الألمانية شاريل بتناول فيتامين (ب6) الذي يمكن شراؤه دون وصف الطبيب، على أن يتم الامتناع تماماً عن تناول القهوة والكحوليات مع الإقلاع عن التدخين.
كما يمكن أيضاً التخلص من الغثيان والقيء خلال الحمل بالامتناع عن تناول أية أطعمة طوال فترة الصباح، والاكتفاء بتناول مياه فاترة أو شاي الزنجبيل أو شاي الأعشاب طوال هذه الفترة، إلى أن يزول الشعور بالغثيان.
وجبات صغيرة
ونظراً لأن تناول وجبات كبيرة من الطعام يزيد فرص حدوث الغثيان والقيء، أوصت طبيبة أمراض النساء الألمانية شاريل بضرورة تناول وجبات صغيرة موّزعة على مدار اليوم، على أن تحرص المرأة على تعديل نظامها الغذائي إذ يقل به محتوى الدهون ويعتمد في الأساس على نوعية الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم.
بينما شددت ليدكه على ضرورة أن تتناول المرأة إحدى الوجبات الصغيرة قبل النهوض من الفراش، كأحد أعواد البقسماط مثلاً أو قطعة بسكويت، وذلك لرفع نسبة السكر بلدم لديها، نظراً لأن انخفاض نسب السكر بالدم يحفز الشعور بالغثيان.
وأشارت اختصاصي القبالة الألمانية ليدكه إلى أنه بشكل عام يفضل أن تتناول المرأة الأطعمة التي تشتهيها، إذ يمكن التوقف قليلاً عن فكرة النظام الغذائي المتوازن إلى أن تستعيد المرأة الحامل عافيتها.
ونظراً لأن بعض الروائح تتسبب في تحفيز الشعور بالغثيان، لذا ينبغي على المرأة الانتباه دائماً إلى أن يسود المنزل هواء متجدد على الدوام.
من ناحية أخرى، أشارت اختصاصي العلاج الطبيعي الألمانية أورسولا هيلبرت موليغ، إلى أن الوخز بالإبر يساعد في التخلص من التوتر النفسي الذي يحفز الشعور بالغثيان، مع إمكانية الخضوع أيضاً للعلاج بالروائح العطرية، إذ يعمل استنشاق الزيوت الطيّارة الموجودة في بعض النباتات كالبرغموت والنعناع الفلفلي والمندرين، على التخلص من الشعور بالغثيان.
أرسل تعليقك