مكافحة مرض الجذام في الهند تصطدم بأحكام مسبقة
آخر تحديث GMT21:56:03
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

مكافحة مرض "الجذام" في الهند تصطدم بأحكام مسبقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مكافحة مرض "الجذام" في الهند تصطدم بأحكام مسبقة

غانغا كالشيتي في نيودلهي
نيودلهي - أ.ف.ب

كان عمر غانغا كالشيتي عامين عندما اعلنت الهند سنة 2005 التغلب على الجذام، ما اعطى الامل لعائلة هذه الفتاة بخلاصها من هذا الداء الفتاك والعار الاجتماعي المرافق له... لكنها تعيش اليوم في تجمع خاص للمصابين بهذا المرض.

فقد شهدت الهند ارتفاعا مقلقا في عدد الاصابات في الجذام منذ عشر سنوات وباتت تعد اكثر من نصف الحالات الجديدة المسجلة سنويا في العالم والبالغ عددها مئتي الف حالة.

كالشيتي البالغة 12 عاما عاشت طوال حياتها بين اشخاص مصابين بالجذام. فعدد كبير من اقربائها يعانون هذا المرض كما ان كابوسها تحول حقيقة قبل سبع سنوات عندما شخص الاطباء اصابتها ايضا بالجذام.

وتقول الفتاة لوكالة فرانس برس من نيودلهي "لا اريد ان اعاني مثلهم..."، وذلك خلال مشاهدتها يدي جدتها اللتين اصبحتا بشكل لولبي بما يشبه المخالب نتيجة للجذام.

ويسبب هذا المرض المزمن المعدي تشوهات في الجلد كما يؤثر على الوصلات العصبية لكنه في حال تم تشخيصه ومعالجته باكرا يصبح غير معد ويمكن معالجته في فترة تراوح بين 6 و12 شهرا. لكن في حال عدم معالجته يترك مرض الجذام تشوهات.

ويبدي س.م. اغراوال المسؤول عن برنامج الحكومة الهندية لمكافحة هذه الافة قلقه ازاء العدد الكبير من الاطفال المصابين بالجذام. ويقول لوكالة فرانس برس "الحالات المعلنة للاطفال تدفع الى الاعتقاد بانتقال العدوى حديثا وبشكل فاعل".

ويشير اغراوال الى ان "الاعلان عن استئصال الجذام سنة 2005 دفع الى تراجع في الحذر. وقد تصدرت امراض اخرى اولوية الاهتمامات".

ويعتبر ان "الهند اوقفت منذ عشر سنوات الجولات الميدانية على المنازل لرصد الحالات المشبوهة، في قرار زاد خطر الاصابات".

وتسمح منظمة الصحة العالمية لأي دولة الاعلان بأن مرض الجذام لم يعد يمثل خطرا على الصحة العامة في حال تراجع عدد الاصابات الى اقل من حالة لكل عشرة الاف شخص. وتسجل الهند مستويات اصابات ادنى من هذا المعدل على المستوى الوطني لكن الامر ليس كذلك في بعض المناطق.

ففي 2013 - 2014، تم الاعلان عن حوالى 127 الف حالة جديدة في الهند بينها زهاء 12 الف طفل. وفي نيودلهي وحدها ثمة 1145 حالة.

وبسبب وصمة العار التي تطال المصابين بالجذام في المجتمع، يضطر هؤلاء للعيش في تجمعات خاصة موزعة في سائر انحاء البلاد. لكن الفقر والنقص في التجهيزات الصحية والاكتظاظ السكاني عوامل تفاقم خطر تفشي العدوى.

وتعيش شيف شانكار تيواري في احد هذه التجمعات الخاصة. هذه المريضة السابقة تعيش في منزل مصنوع من الطوب والحجر بنوعية رديئة كما ان تشخيص الاصابة بالمرض لدى ثلاثة من ابنائها الستة تسبب لها بصدمة كبيرة.

ويعاني اثنان من اولادها تشوهات بسبب وقف العلاج. وتقول هذه الوالدة البالغة 55 عاما بصوت تخنقه الحسرة "لم نكن نعلم اهمية متابعة العلاج".

ويمكن لمرضى الجذام الشفاء إذا ما تمت معالجتهم باكرا. لكنهم لا يزالون يتعرضون للتمييز في المجتمع. وفي السابق كان يتعين على المصابين بهذا المرض التجول مع اجراس لتنبيه الاشخاص الاخرين بوجودهم. اليوم، حتى في حال شفائهم، لا يمكنهم الحصول على رخص قيادة ووثائق عدة اخرى في ولايات هندية عدة كما ان ايجاد عمل يمثل مهمة شبه مستحيلة ولا يبقى امامهم اي خيار سوى التسول.

ويقول ب.ر. مانغلاني منسق المنظمة غير الحكومية "نيذرلاندز ليبروزي ريليف فاونديشن" التي تعمل مع مرضى الجذام في العاصمة الهندية وتسدي لهم النصائح، إن "الوصمة التي تلحق بالمرضى مخيفة".

وفي حين تطمح الحكومة الى القضاء بالكامل على الجذام خلال السنوات العشر المقبلة، لا يزال التحدي الاكبر يتمثل في فترة الاحتضان للمرض التي قد تصل الى 20 عاما ما يعقد عملية كشفه، وفق ما اشار المدير العام لخدمات الصحة الهندية جاغديش براساد.

ويوضح لوكالة فرانس برس ان "استراتيجيتنا تقوم على معاودة الجولات على المنازل ومعالجة المرضى وإعطاء جرعة من الدواء من باب الوقاية لاعضاء عائلاتهم"، مضيفا "بهذه الطريقة تخلصت البلدان الغربية من الجذام".

كما تساعد منظمة الصحة العالمية الحكومة الهندية على سد الثغرات في برنامجها لمكافحة المرض وتعهدت "بشكل جدي جدا" القضاء على الجذام "على مستوى الولايات والمقاطعات"، بحسب المتحدث باسم المنظمة في الهند ناتا مينابدي.

لكن هذا التعهد يأتي متأخرا بالنسبة لكالشيتي التي ظهرت على أحد ذراعيها بقع بيضاء، اول مؤشر على الاصابة بالجذام. وتقول هذه الفتاة "لن اعود يوما فتاة طبيعية. مهما حصل، اصدقائي في المدرسة لن يروا في سوى الفتاة الآتية من تجمع مرضى الجذام".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكافحة مرض الجذام في الهند تصطدم بأحكام مسبقة مكافحة مرض الجذام في الهند تصطدم بأحكام مسبقة



GMT 17:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إكتشاف بروتين يحمي من تصلب الشرايين

GMT 17:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأطعمة التي تساعد على تسريع عملية الشفاء من نزلات البرد

GMT 06:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الفم

GMT 20:57 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يخفض الكولسترول ومستويات السكر في الدم

GMT 20:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بروتين نباتي يُساعد في تقليل دهون البطن

GMT 20:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرق بين دهون البطن والانتفاخات وطرق العلاج

GMT 20:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ الأطعمة والمشروبات لصحة الدماغ

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:13 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب
 العرب اليوم - نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب

GMT 21:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تعلن عن مفاجأة بعد نجاح فيلمها الوثائقي
 العرب اليوم - درّة تعلن عن مفاجأة بعد نجاح فيلمها الوثائقي

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab