أوضحت منظمة مراقبة الصحة "ووتش دوج"، أنه يجب على مئات الآلاف من النساء تناول علاج للتغيرات الهرمونية لمحاربة سن اليأس.
أكدت المؤسسة الوطنية للتفوق الصحي والرعاية، أنه بالرغم من احتياطات السلامة خلال أعوام طويلة لاحتمالية علاقة هذه العلاجات بالسرطان، إلا أن فوائده تفوق أية مخاطر.
وأفاد مراقبو الصحة "ووتش دوج"، بأن أطباء الصحة العامة فقدوا الثقة بالخطأ في علاج العديد من النساء اللاتي وصلن إلى سن اليأس وتركوهن يعانين بصمت.
وحثت المؤسسة الوطنية للتفوق الصحي والرعاية في أول دليل لها حول سن اليأس، الأطباء على تقديم العلاج التعويضي بالهرمونات لأكثر من 400 ألف سيدة لديهن الأعراض القاسية لسن اليأس، بما فيها الهبات الساخنة، وتقلبات المزاج، التعب الشديد.
وبالرغم من ذلك، فهناك بعض المخاوف من أن تكون هذه التوصيات لخبراء مدفوعين من قبل شركات الأدوية، حيث أن نصف الفريق الطبي المكون من 18 طبيبًا ومتخصصًا، لهم علاقات مالية مع الشركات المصنعة لهذه الأدوية، وبعضهم تلقى آلاف الجنيهات لإعطاء المشورة الطبية وحضور المؤتمرات.
وذكر أحد الأكاديميين في جامعة أكسفورد، أن المبادئ التوجيهية من الممكن أن تؤدي إلى إصابة آلاف النساء بسرطان الثدي خلال عشرة أعوام، وأثيرت المخاوف حول السلامة الصحية من تناول العلاج التعويضي للهرمونات لأول مرة عام 2002 عندما أجرت الولايات المتحدة دراسة على 160 ألف سيدة تعرضت لضعف خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وفي 2003 أظهر بحث بريطاني تم إجراؤه على مليون مريضة، أن هذه العلاجات تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والموت المفاجئ بشكل ملحوظ، وخلال الأعوام القليلة التالية انخفض عدد السيدات المقبلات على تناول العلاج التعويضي للهرمون من 36% إلى 10%.
وبيّن خبراء المؤسسة الوطنية للتفوق الصحي والرعاية من الذين قضوا عامين في التدقيق حول العلاج، أن فوائد العلاج أكبر من مخاطره المنخفضة جدًا.
وأشار الخبراء إلى الإحصائيات المرتفعة التي تظهر أن حوالي ألف سيدة تناولت العلاج التعويضي للهرمون يكون من بينها 6 حالات فقط معرضة للإصابة بسرطان الثدي وبالإضافة لذلك فإن 1.5 حالة منهن للإصابة بسرطان المبيض.
وتؤكد المبادئ التوجيهية أنه يجب على أطباء الصحة العامة مناقشة إعطاء العلاج التعويضي للهرمون للسيدات اللاتي يعانين من أعراض عديدة لسن اليأس وانقطاع الطمث، حيث أن هناك 20% يدخلن في سن اليأس في إنجلترا من إجمالي 400 ألف سيدة، وبعد قياس مخاطرها مقارنة بآثارها في التخفيف من الأعراض، سيكون من حق النساء أن تقرر أن تبدأ في تناولها أو لا.
وأشارت طبيبة واستشارية أمراض النساء في مستشفى جلاسجو الملكي ورئيس فريق المؤسسة الوطنية للتفوق الصحي البروفيسور ماري آن ومسدين، إلى أنه يتوجب على الأطباء والممرضات عدم استبعاد النساء التي تعاني أعراض حادة، حيث أنهن لا يفهمن الظروف المحيطة باستخدام العلاج التعويضي للهرمون.
وتابعت ماري: "عندما يتعلق الأمر بأعراض معاناة حقيقية بسبب سن اليأس وانقطاع الطمث، فمن الواجب أن لا تعاني النساء بصمت، ومن الواضح أن الجميع فقدوا الثقة بهذا العلاج".
وحذر خبير فحص الأمراض في جامعة أكسفورد البروفيسور كليم ماكفلرسون، من أنه إذا ارتد عدد السيدات اللاتي يتناولن العلاج التعويضي للهرمونات كما كانت النسبة في 2002، فستصعد حالات الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المهبل المميت إلى سبعة آلاف حالة خلال عقد واحد.
وأضاف ماكفلرسون: "هناك حملة موسعة تشنها الشركات الدوائية والعيادات لإعادة استخدام العلاج التعويضي للهرمون كدواء صيدلي مقبول لعلاج أعراض سن اليأس، وهم يريدون أن يسقطوا من الحسابات الآثار السلبية بعيدة المدى التي تحدث بالفعل، وإذا تناولت العلاج التعويضي للهرمون لمدة خمسة أعوام فمعناه أنك ترفعين خطر إصابتك بسرطان الثدي للضعف، ولا يمكن أن تقول المؤسسة الوطنية للتفوق الصحي والرعاية ما إذا كانت المبادئ التوجيهية ستقود إلى زيادة عدد السيدات اللاتي تحتاج لتناول العلاج التعويضي للهرمون".
وأوضح بروفيسور فحص الأمراض في جامعة أكسفورد، أن التقديرات تشير إلى أن هذه العلاجات يمكن أن تضاعف من 200 ألف إلى 400 ألف إذا تناولن كلهن هذا العلاج.
وأكد متحدث رسمي باسم المؤسسة الوطنية للتفوق الصحي والرعاية، أن الأعضاء المتطوعين في المؤسسة ملتزمون بالمبادئ العامة للعلاج، والأمر كله جاء من خلال إعلان مفتوح وتنافسي، واختتم: "كل إرشاداتنا التوجيهية تخضع للتشاور مع الجمهور مما يقلل من أي آثار سلبية أو مخاطر لأية متطوعة".
أرسل تعليقك