انتهكت ميليشيات الحوثي وصالح، كما كان متوقعا الهدنة في اليمن بعد وقت وجيز على بدء سريانها، الأمر الذي قد يهدد بنسف مفاوضات السلام، لا سيما أن انطلاق الجولة الجديدة في الكويت مرهون باحترام وقف الأعمال العدائية.
وبعد دقائق على بدء سريانها منتصف ليل الأحد الاثنين، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية أن الميليشيات المتمردة المتمركزة في "تلال المكلكل والسلال وسوفيتل والقصر الجمهوري" خرقت الهدنة وقصفت الأحياء السكنية في مدينة تعز.
وشنت الميليشيات المتمردة الموالية لإيران قصفا على "مواقع الجيش الوطني في مقر اللواء 35 مدرع"، غربي تعز، واستهدفت من مواقعها في "الريامي بحيفان جنوبي تعز" مواقع المقاومة الشعبية في نجد السلف.
وسقط فجر اليوم أول قتيل مدني يمني في أول خرق للهدنة من جماعة "الحوثيين". وأفاد مصدر أمني في منطقة" البِعرارة" غربي مدينة تعز، أن مواطنًا قتل نتيجة إصابته بشظية في صدره جراء القصف الصاروخي الذي قامت به ميليشات الحوثي بعد دقائق على موعد سريان الهدنة.
وقتل أحد عناصر المقاومة في منطقة" عُصيفرة"، شمالي تعز، بقذيفة أصابته في الرأس وفقًا لمصادر طبية في مستشفى الروضة الخاص.
خرق الهدنة ليس أمرا غريبا على ميليشيات الحوثي وصالح التي انتهكت في السابق عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، وانتهجت سياسة المراوغة خلال الجولات السابقة من مفاوضات السلام التي عقدت برعاية الأمم المتحدة. ورغم أن الميليشيات كانت استبقت أمس بدء الهدنة بقصف أحياء تعز وتشديد الحصار على المدينة في تأكيد مسبق على عزمها خرق تعهداتها، فإن الحكومة، وحرصا منها على نجاح المفاوضات، شددت على احترامها لوقف إطلاق النار.
بدوره ألقى الجيش الموالي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، باللائمة على الحوثيين في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقال المجلس العسكري في تعز، في بيان صحافي، اطلعت عليه الأناضول، إن الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح خرقت الهدنة منذ اللحظة الأولى في كل الجبهات، معتبرًا ذلك إشارة إلى نيتهم في استغلالها وتعزيز مكاسبهم على الأرض .
وأعلن المجلس العسكري والمقاومة الشعبية أن غرفة عملياتهم سجلت أكثر من 25 خرقًا في الساعات الثلاث الأولى فقط من عمر الهدنة، شملت جميعها أهدافا عسكرية للجيش تم قصفها بالمدفعية الثقيلة ، ومحاولات تقدم على الأرض تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة خلافا للأهداف المدنية .
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، قال إنه "وجه رسالة إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تؤكد التزام الحكومة اليمنية بشروط وأحكام وقف الأعمال القتالية التي اقترحتها الأمم المتحدة". وأكد المخلافي أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه "كافة القيادات العسكرية بالالتزام بوقف العمليات القتالية"، مشيرا إلى أن "قيادة قوات التحالف العربي أصدرت بيانا أكدت فيه التزامها بوقف إطلاق النار...".
وأكد البيان أنه "رغم استمرار الخروقات الممنهجة ، التزم الجيش والمقاومة، بوقف إطلاق النار من ناحية عدم الهجوم والتمسك بحق الدفاع والرد على مصدر النيران.
وقدمت الحكومة ، حسب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، "كل ما يمكن لضمان وقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة عن شعبنا والتوجه إلى الكويت في ظل أجواء إيجابية على أمل أن يلتزم الطرف الآخر بكل الشروط والاتفاقات التي وقعت".
وانتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح للهدنة تؤكد أن الحكومة الشرعية وحدها الحريصة على إيجاد أجواء إيجابية قبل المفاوضات التي من المقترض أن تبدأ في 18 نيسان/ أبريل الجاري في العاصمة الكويتية (الكويت)، برعاية الأمم المتحدة. ومصير المفاوضات أو مسارها في الحد الأدنى معلق على نجاح وقف إطلاق النار والتزام الميليشيات بتقديم بوادر حسن نية على غرار إطلاق المعتقلين السياسيين وفق قرار مجلس الأمن 2216، وفك الحصار عن مدينة تعز الذي يخنق المدنيين.
وبيان مبعوث الأمم المتحدة كان واضحا في هذا الشأن، فقد حث أطراف النزاع والمجتمع الدولي على "الاستمرار في تصميمهم على دعم" الهدنة التي وصفها بأنها "أساسية وملحة ولا غنى عنها.. ولم يعد بإمكان اليمن السماح بخسارة المزيد من الأرواح". وصمود الهدنة التي يجب أن تتيح وصولا حرا للمساعدة الإنسانية للمدنيين، يعد مدخلا أساسيا للمفاوضات المقبلة، فـ"لا يزال هناك الكثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الأعمال القتالية واستئناف مباحثات السلام في الكويت"، حسب ولد الشيخ.
أرسل تعليقك