حشدت الحكومة السودانية والحركة الشعبية قواتهما في منطقة جنوب كردفان، مما يشير إلى مواجهات وشيكة بين الجانبين، واتهمت الخرطوم المتمردين بعرقلة السلام، استجابة إلى رغبات خارجية.
واستعرض رئيس هيئة أركان قوات المتمردين اللواء جقود مكوارمرادة قوات المشاة والمدفعية وسط استقبالات حاشدة من الضباط وضباط الصف والجنود في الجبهة الأولى في جنوب كردفان.
واطلع مكوارمرادة قواته على مجريات العمل السياسي وآخر مستجدات العملية التفاوضية بين الحكومة والمتمردين وقضايا أخرى.
وأعلنت الحركة الشعبية، أن جولة مكوارمرادة تأتي في أعقاب استعدادات الحكومة وتحركاتها لتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق سيطرة الحركة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وتعمل القوات المسلحة السودانية وقوات مساندة لها منذ أكثر من عامين ضمن عملية "الصيف الحاسم"، في محاولة لإنهاء التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور، وأعلنت الخرطوم الأسبوع الماضي انتهاء وقف النار الذي أعلنه الرئيس عمر البشير.
واتهم مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، والذي رأس وفد الحكومة في مفاوضات مع المتمردين، مجموعة داخل الحركة الشعبية، بعرقلة جولة التفاوض التي انتهت الأسبوع الماضي من دون نتيجة.
وأفاد محمود بأن وفد الحركة تراجع عن اتفاق تم التوصل إليه منذ الجولة السابعة استجابة لجهات خارجية لم يسمّها، قال إنها لا تريد وقف الحرب.
وأوضح محمود خلال لقاء جماهيري في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، أن هناك مجموعة داخل الحركة الشعبية تعمل على عرقلة مسار السلام في المنطقتين ولا تهتم بظروف المكونات السكانية التي تأثرت بالحرب على مدى 25 عامًا.
وأضاف أن الطرفين وصلا إلى توافق في أكثر من 90% من نقاط الخلاف منذ الجولة السابعة، إلا أن وفد المتمردين تراجع.
وشدّد مساعد البشير على أن الحكومة لن تقبل بأي سلام يعيد سيناريو العام 2011، خصوصًا في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية وسيادة الدولة الكاملة على البلاد في حكومة واحدة.
وأكد رفض الحكومة القاطع لما وصفها بـ"مزايدات سياسية" تقوم بها الحركة الشعبية لإطالة أمد الحرب، وتمسك بأن تظل المفاوضات بين الحكومة والحركة بشأن المنطقتين، من دون إقحام قضايا السودان الأخرى التي قال إن مكانها مؤتمر الحوار الجاري حاليًا في الخرطوم.
وكشفت الحكومة السودانية عن خطط لإفراغ العاصمة الخرطوم من اللاجئين الذين قدموا إليها من دولة جنوب السودان بطريقة وصفتها بـ"الناعمة"، واتهمت عددًا منهم بالمشاركة في احتجاجات أيلول / سبتمبر 2013 التي شهدت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن على خلفية رفع أسعار المشتقات النفطية.
وبيّن مفوض العمل التطوعي والإنساني في ولاية الخرطوم محمد السناري مصطفى، عزم الولاية على ترحيل كل اللاجئين من دولة الجنوب إلى دولتهم، وقال: "سنفرغهم من العاصمة بطريقة ناعمة".
وأوضح السـناري أن هناك 22 نقطة مغادرة للاجئي دولة الجنوب في ولاية الخرطوم، مشيرًا إلى أن هناك حوالي 136 ألف لاجئ في أم درمان، إضافة إلى 133 ألف مشرد في الساحات والميادين المفتوحة، وأكد أن وجودهم في النقاط المذكورة يأتي تمهيدًا لترحيلهم.
وعلى صعيد آخر، حذر الاتحاد الأفريقي من أن اتفاق السلام في جنوب السودان وصل إلى مرحلة حرجة، داعيًا القوى المتناحرة إلى الإيفاء بتعهداتها وسط مخاوف من انهيار الاتفاق.
وأفادت رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، بأن على جميع الأطراف الالتزام بالتعهدات التي قطعت بموجب اتفاق السلام بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار.
وعقدت الجهات الدولية المراقبة لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في آب / أغسطس الماضي، أول اجتماع لها قبل يومين في جوبا، لكن المتمردين لم يشاركوا فيه بسبب احتدام المعارك.
وأشارت دلاميني زوما إلى أن المتمردين عليهم التأكد من حضور اجتماعات اللجنة المشتركة للمراقبة والتقييم التي شكلتها هيئة "إيغاد".
وحذرت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، الجهات الرئيسية الداعمة لعملية السلام، من أن الاتفاق سينهار إذا استمرت الجهات المتخاصمة في عدم احترام الاستحقاقات.
أرسل تعليقك