الجزائر ـ سناء سعداوي
تعمقت الأزمة الديبلوماسية بين الجزائر وفرنسا بسبب صورة نقلها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ويبدو فيها الأخير شاحبًا وبعينين غائرتين. وقالت مصادر جزائرية إن جهات جزائرية نافذة اعتبرت تلك الصورة التي نشرها فالس في تغريدة له على "تويتر"، "مقصودة"، ما قد يؤدي الى تسليم مذكرة احتجاج الى مكتب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ودفع ذلك بالرئاسة الى الطلب من أحمد أويحيى مدير الديوان الرئاسي، الى الظهور في مؤتمر صحافي وشن هجوم عنيف على فالس، ووصف تصرفه بـ "الفظ".
ودان أويحيى، بصفته الحزبية كأمين عام لـ "التجمع الوطني الديموقراطي"، ما سماه "الاستغلال الدنيء" لصورة الرئيس الجزائري، في خطوة أكدت الاستياء الرسمي من نشر رئيس الوزراء الفرنسي الصورة التي تظهر بوتفليقة في حال صحية غير لائقة.
وأبلغت مصادر جزائرية "الحياة" أن رئاسة الجمهورية تفكر في تغيير نظام التشريفات غداة الاستقبالات الرسمية لضيوف بوتفليقة، وسبق أن انزعجت الرئاسة من صور بثتها قنوات فرنسية سمحت لها الرئاسة بحضور مراسم الاستقبال، إلا أن الصورة الحديثة التقطت من طرف الفريق المرافق لمانويل فالس، اذ كان "من المحرج الاتفاق على منع ذلك في نصوص التشريفات التي تسبق الزيارة" .
وقال أويحيى عن تلك الصورة بعد صمت رسمي استمر نحو ثلاثة أيام أن الاستغلال "الدنيء" لصورة بوتفليقة أثناء استقباله لفالس، يعد "حلقة جديدة في مسلسل المساس بالجزائر" و "مناورة" تحاك في باريس والجزائر. وأشار إلى وجود "حقودين" في فرنسا "لم يقتنعوا بعد بأن الوصاية على الجزائر زالت منذ أكثر من نصف قرن"، متوجهًا إلى "هؤلاء" بالقول: "إذا أرادت فرنسا بناء شراكة متميزة (مع الجزائر) فهناك ثلاث قواعد يتعين العمل بها"، وهذه القواعد تنص على "الاحترام المتبادل والمصالح المتكاملة وخدمة مصلحة الشعبين". وسجل أويحيى "أسفه الشديد لوجود حقودين في الجزائر محسوبين على جزء من المعارضة عملوا على إتمام هذه المؤامرة" عبر التواصل مع الحقودين على الجزائر في الخارج".
وندد اويحيى بهذا العمل "الشنيع" وكذلك بـ "تصرف بعض وسائل الإعلام الفرنسية، وكأننا لم نشاهد نحن صورة بعض المسؤولين الفرنسيين حتى وهم يتمتعون بكامل صحتهم يستسلمون للنوم العميق خلال نشاطات رسمية". وتتحرج الرئاسة الجزائرية في شكل مفرط من الحديث عن صحة بوتفليقة، لكنها هذه المرة جهرت بذلك في شكل رسمي بالنظر لحساسية علاقتها بباريس خصوصًا. وانخرط عدد كبير من المسؤولين من الموالاة في حملة التنديد، بينهم عبدالمجيد سيدي السعيد الأمين العام لأكبر اتحاد عمالي في الجزائر، ورجل الأعمال علي حداد المقرب من الرئاسة وحتى اليسارية المعارضة لويزة حنون وصفت خطوة فالس بـ "غير اللائقة
أرسل تعليقك