تونس - كمال السليمي
كشف الناطـق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحســن الوسلاتي، في مناسبة الذكرى 59 لتأسيس الجيش، أن الحدود التونسية - الليبية مؤمنة عسكريًا وأمنيًا ولا يوجد تهديد من الجانب الليبي.
وأوضح الوسلاتي أن "خطر امتداد المعارك المحتدمة بين الأطراف الليبية المتنازعة إلى الأراضي التونسية غير وارد"، مشيرًا إلى أن الاقتتال والصراع قائم في ليبيا منذ 5 أعوام لم يستتبعه التعدي على المجال التونسي، باستثناء تسجيل سقوط بعض القذائف في مناطق حدودية إبان الثورة.
وأشار إلى أن "المؤسسة العسكرية التونسية وضعت بالتنسيق مع وحدات الحرس الوطني والجمارك ترتيبات دفاعية قادرة على التصدي لأي تهديد طارئ يمكن أن يستهدف التراب التونسي وكذلك التدخل بفاعلية إزاء حدوث أي اختراق محتمل".
في سياق متصل، قررت وزارة الدفاع استحداث مساجد داخل الثكنات للسماح للجنود والضباط بأداء الصلاة، ما أثار استنكار نخب علمانية اعتبرت أن من شأن القرار أن "يهدد حياد الجيش ويجعله سهل الاختراق".
وقال الوسلاتي الخميس إن قرار توفير مساجد داخل الثكنات جاء لتمكين العسكريين من الصلاة من دون اللجوء إلى المساجد خارج الثكنات بلباسهم العسكري، مشدداً على أن وزارة الدفاع "ستخصص أئمة معتدلين لإمامة الجنود وتحصينهم فكريًا وعقائديًا ضد التيارات المتشددة".
من جهة أخرى، واصل وفد من رجال أعمال وإعلاميين تونسيين زيارة بدأها أول من أمس الأربعاء، إلى العاصمة الليبية طربلس، بهدف التأكيد على عمق العــلاقات بيــن البلــدين بعد قرار الحكومة التونسية الأسبوع الماضي، إغلاق قنصليتها في طرابلس.
وزار الوفد، مصلحة الطيران المدني لمناقشة عودة الرحلات الجوية بين البلدين، كما زار غرفة التجارة في طرابلس وإدارة الإعلام الخارجي في حكومة الانقاذ الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها.
وكان الوفد بدأ زيارته إلى ليبيا بتفقد بعض المدن القريبة من معبر رأس جدير الحدودي حيث أكد على "العلاقة القوية بين البلدين الشقيقين رغم ما يشوبها من توتر في هذه الفترة". وعبّر أعضاء الوفد عن ارتياحهم لـ"مظاهر الأمن والأمان التي تتجلي بوضوح داخل المدن، بعكس ما تتناقله وسائل الإعلام من تشويه لحقيقة الوضع".
وقال مدير الإعلام الخارجي الليبي جمال زوبية إن زيارة الوفد الذي يرأسه رجل الأعمال التونسي شفيق الجراية "تأتي لتوطيد العلاقات الثنائية". وأشار زوبية إلى أن أعضاء الوفد "قاموا بجولة ميدانية داخل شوارع العاصمة، لمشاهدة الحياة الطبيعية الآمنة، بعكس ما يروّجه بعض وسائل الإعلام".
وهذه الزيارة الأولى من نوعها بعد توتر العلاقة بين البلدين نتيجة أعمال احتجاز طاولت ديبلوماسيين تونسيين للمطالبة باطلاق قيادي في ميليشيات "فجر ليبيا" الموالية لحكومة الانقاذ، أوقِف في تونس.
أرسل تعليقك